recent
أخبار عاجلة

هكذ كان رسول الله صلي الله عليه وسلم كما يجب أن نعرفه


 هكذ كان رسول الله صلي الله عليه وسلم كما يجب أن نعرفه

الحمد لله رب العالمين .. يارب  لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..نحمده سبحانه وتعالي علي أن أسبغ علينا نعماً عدداً وبعث فينا سراجاً وهجاً..

"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"(التوبة: 33).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"(الجمعة: 2).

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين أعظم البرية قدراً وشرفاً "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "(آل عمران: 164).

أرسله ربه بالهدي ودين الحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلي الله بأذنه وسراجاً منيراً..اختصه الله بالقرآن وميزه بجوامع الكلم وفصاحة اللسان..وفضله علي جميع مخلوقاته من أنس وجان..ختم به الرسالة.. وهدي به من الضلالة ..وبصربه من العماية..وأرشد به من الغواية.. فرض علي الناس طاعته.. وأوجب عليهم محبته..شرح له صدره ..ووضع عنه وزره.. ورفع له ذكره.. وأعلي قدره..وجعل الذل والصغار علي من خالف أمره .. صلي الله عليه وعلي أله وصحبه والذين عزروه ووقروه وأمضوا في محبته أرواحاً وأجسادا..ًوكانوا في نصرته ضراغم وأساداً..والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ..

وبعد :

    فإن الحاقدين علي الإسلام  مهما فعلوا فلن ينالوا من عظمة الإسلام ولا من مكانة رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم التي شهدت الدنيا كلها بعظمته ورسالته الخالدة التي جاءت رحمة للعالمين ونعمة وما أعظمها نعمة منَ الله بها علينا بعثة النبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم تحقيقاً لدعوة خليل الله إبراهيم عليه السلام ..قال تعالي:"لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"(آل عمران/164).

      وتتجلي هذه النعمة وتلك المنة بالنظر إلي حال أهل الدين والإيمان قبل بعثته وبعد بعثته صلي الله عليه وسلم ..فلقد كان النبي يبعث إلي قومه خاصة وبعث صلي الله عليه وسلم إلي الناس كافة فأكمل الله تعالي به بنيان النبوة وانتظم عقدها ,وفي ذلك تمام النعمة والمنة وكمال الدين وإظهاره علي الدين كله ولوكره الكافرون ..قال تعالي :"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"(سبأ/28) 

وروي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بناؤه وترك منه موضع لبنة فطاف به النظار يتعجبون من حسن بنائه إلا موضع تلك اللبنة لا يعيبون سواها فكنت أنا سددت موضع تلك اللبنة ختم بي البنيان وختم بي الرسل "(صححه الألباني) وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وكمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين"(صححه الألباني). 

        وقد جعل الله تعالي الكتاب الذي أنزله علي خاتم أنبياءه صلي الله عليه وسلم حكماً ومهيمناً علي ما أنزله علي النبيين من قبله وجعل شرعه ناسخاً لشرائع النبيين من قبله وجعله تاماً وكاملاً بيناً فقال تعالي:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "(المائدة/3).

     كما جعل الله دينه الخاتم هو دين الأنبياء جميعاً أتمه الله وأملاه لعباده علي لسان خاتم رسله ولم يرضي من أحد عبودية لسواه فقال تعالي :"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا   الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ  وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ "(آل عمران/19) .و قال تعالي :"وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"(آل عمران/85) . 

 ولا يعذر أحد من البشر أعرض عن هذا الدين بعد بلوغه إياه ولا يقبل منه أي عمل غيره فعن أبي هريرة:"أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:"والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار.(صححه الألباني) .  

     وقد أظهر الله دين الإسلام وأعز المؤمنين من عباده بنصر هذا النبي الخاتم قال تعالي :"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ "(التوبة/33) فقد أظهر الله عزوجل دينه وأيد نبيه بما لم يؤيد به نبي من قبله فهذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام بعد أن أقام الحجة علي قومه لم يؤمن له الإ زوجته سارة وابن أخيه لوط قال تعالي :"فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيز ُالْحَكِيمُ "(العنكبوت/26) 

وهذا كليم الله موسي عليه السلام يدعو قومه إلي الجهاد في سبيل الله فيقول له قومه :"قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ"(المائدة/24) وهذا كلمة الله المسيح عيسي بن مريم يدعوا بني إسرائيل إلي الإيمان ويبشرهم ببعثة النبي الخاتم الذي يتم الظهور علي يديه فيقول :"وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ"(الصف/6)

    ولقد كان حال المؤمنين قبل بعثة محمد صلي الله عليه وسلم في غاية الضعف والهوان ولم يعرف بنو إسرائيل التمكين إلا في ملك داود وسليمان ..ثم كان المؤمنون يتواهون بالإيمان ببعثة النبي الخاتم ويبشرون به لما أخذ الله العهد عليهم وعلي أنبيائهم بالإيمان به ونصرته كما قال تعالي :"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ"(آل عمران/81)

وقد عبر النبي صلي الله عليه وسلم عن حال الناس قبل بعثته فقال :"وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب..".( رواه مسلم ). وكانت هذه البقايا من أهل الإيمان ووعدهم لا يكاد  يذكر تعيش في عالم مقيت قد أطبق أهله علي الشرك والظلم والجاهلية كما سنري في قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحقيقة وسوف نذكرها في هذا الكتاب لنري كيف كان بعض قساوسة النصاري علي الحق ,بينما كان غيرهم في جاهلية وشر ..كما سنقرأ.. 

ومن كان علي حق ومن أهل الحق في جزيرة العرب زيد بن عمرو بن نفيل ..وورقة بن نوفل.. ومن قبلهم تبع أبي كرب في بلاد اليمن.. وقال القرآن حاكياً عنهم :"وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ"(ق/14)ولكن هؤلاء جميعاً ًلم يكونوا ظاهرين بالدين ولم يظهر الله الدين علي الدين كله إلا بنصر محمد بن عبدالله رسول الله إلي الناس كافة قال تعالي :"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"(الصف/ 9).  

        وبعد فهذا المؤلف الذي بين أيدينا رداً علي الذين تطاولوا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم  ..كما يحمل بين طياته بعض التنبؤات والمبشرات التي بشرت برسول الله صلي الله عليه وسلم قبل مولده وبعد مولده وقبل البعثة ..متضمنة حديث الكتب السماوية جمعاء ..

وكذلك أقوال الأنبياء ..والملوك ..والأمراء..والرهبان.. والقساوسة..والكهان.. والأحبار.. والحيوانات..والجمادات.. قمت بجمعها من بطون أمهات الكتب والمراجع المعتمدة ..طيلة أربع سنوات أو يزيد..وما دفعني إلي ذلك إلا حبي  لرسول الله صلي الله عليه وسلم الشديد ..ورداً علي هؤلاء الذين تطاولوا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأسآوا إليه ولم يؤمنوا به إما جهلاً وإما حقداً وحسداً..وأنا علي يقين أن الذي يقرأ هذا الكتاب ويتمعن فيما جاء به من تنبؤات ومبشرات من قبل ميلاد النبي بآلاف السنين  ..سوف يراجع نفسه في أمر دينه مرات ومرات..

عندما يعلم أن النبي الذي يؤمن به هو الذي أمن بمحمد صلي الله عليه وسلم ودعي لوجوب الإيمان به ..وأن الكتاب الذي يؤمن به ويقرأه دون تحريف ولا تزييف قد بشربه وأخبر بوجوب الإيمان به ..وعندما يجد أن كثيراً من الأحبار والرهبان والقساوسة والملوك والكهان بشروا به من أزمان سحيقة فلم يتردد في مراجعة نفسه وتصحيح معتقداته وترك موروثاته عن التعصب والهوى والغي ..

ويذعن لأمر الله عزوجل فقد أمنت أمة الجن عندما سمعوا القرآن الكريم :"قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ  لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "(الأحقاف/30-32).

 

هذا القرآن الذي نادي الناس جميعاً بأن يؤمنوا بهذا الرسول الخاتم :"  يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ   فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ   وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا "(النساء170). وقال تعالي:"    قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي   لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ   فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ   بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "(الأعراف/158).     

والقرآن الذي نادي أهل الكتاب أن يتعقلوا:"  قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ "(المائدة/77).   

 ولا يفوتني أن أذكر أن التاريخ لا يعتبر الآن كما كان في سالف الأزمان قصصاً تكتب وتتلى بل أصبح علما يدرس كما تدرس العلوم المؤسسة على البحث والتحقيق..

إن للعلماء السابقين مزيد الفضل فقد حرصوا على تدوين الأحاديث النبوية وتحروا صحتها وألفوا السير فاغترفنا من مناهلهم العذبة وقطفنا من ثمار مجهوداتهم الصادقة..

ونسأل الله عزوجل أن يحشرنا تحت لواء نبينا..وأن يوردنا حوضه..ويسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً..وأن يعلمنا ما جهلنا..وأن ينفعنا بما علمنا..إنه نعم المولي ونعم النصير..

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. 

google-playkhamsatmostaqltradent