recent
أخبار عاجلة

فتنة المظاهرات


فتنة المظاهرات

انتشر بين الأسر ، وبين النساء ، وبين الناس ، وفي البيوت ، عن طريق الإنترنت دعوة إلى المظاهرات ، مظاهرات لأي شيء ؟ دعوة إلى المظاهرات ؟ والمظاهرات حرام ليست من دين الإسلام وإنما هي من دين الكفار ليست من دين الإسلام في شيء لما يترتب عليها من الشرور فيها فوضى وغوغائية لا حد لها ، يدخل فيها من الأعداء والمنافقين من ينتهزها ويشبها وينفخ فيها لأجل أن يشتت جمع المسلمين لأجل أن يضر بلاد الإسلام والمسلمين ، المظاهرات فيها سفك دماء ، فيها تخريب ، فيها فوضى ، فيها سلب ونهب ، يتسلط فيها قطاع الطرق ،

 يتسلط فيها السراق والعصابات المجرمة لسلب أموال الناس والهجوم على بيوتهم وعلى متاجرهم وعلى طرقهم البرية بسبب هذه المظاهرات ، المظاهرات تحدث الفرقة بين المسلمين ، تحدث البغضاء بين المسلمين ، تشتت شمل المسلمين ، هذه بعض ثمار المظاهرات ، إذا جازت المظاهرات أو أجازها نظام الكفار ، فإن الإسلام لا يجيزها أبداً ، ونحن مسلمون ولله الحمد ، فإذا أجازوها في نظامهم فديننا يحرمها ، ونحن مسلمون نأخذ بكتاب الله لا بقوانين الكفار..

والمظاهرات في الإسلام لها أحكام ودلالات ومعايير لا تتعداها و لا تتخطاها .. وقد اختلف فيها العلماء بين مؤيد ومعارض ولكل أدلته .. وقبل أن نتحدث عن هذه الأحكام وتلك الدلالات لابد أولاً أن نعرف معني المظاهرة :

في اللغة:(ظًهًرً)الشيءظُهوراَ:تبين وبرز بعد الخفاء.. وعلي عدوه, وبه:غلبه. و(تظاهروا):تعاونوا.

و تجمعوا ليعلنوا رضاهم أو سخطهم علي أمر يهمهم .

و ظَاهَرَ علـيه: أَعان. واسْتَظْهَرَه علـيه: استعانه. و اسْتَظْهَر علـيه بالأَمر: استعان. وفـي حديث علـي، كرّم الله وجهه: يُسْتَظْهَرُ بحُجَج الله وبنعمته علـى كتابه. .. و ظَهَرْتُ علـى الرجل: غلبته. وفـي الـحديث: فَظَهَر الذين كان بـينهم وبـين رسولا، عَهْدٌ فَقَنَتَ شهراً بعد الركوع يدعو علـيهم؛ أَي غَلَبُوهم . ظاهره من المظاهرة المعاونة، المظاهرة من الظهر لأن الظهر موضع قوة الشيء في ذاته واليد موضع قوة تناوله لغيره. (مختار الصحاح م1 ص171/2, لسان العرب م4 ص525).

وفي الاصطلاح:موضوع ذو وجودِ خارجي حقيقي بصرف النظر عن صلته بالذهن.. (المعجم الوجيز-ط وزارة التربية والتعليم-1421هـ2000م/مادة –ظهر/402).

وقال تعالي:" كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ   فَاسِقُونَ"(التوبة/8). 


حقيقة المظاهرات أو التظاهرات:

والمُظَاهَرةُ المعاونة و التَّظاهُرُ التعاون و اسْتَظْهَرَ به استعان به و الظِّهارة بالكسر ضد البطانة ولها عدة معان منها: الـمعاونة .. وفي القرآن الكريم:"إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي   مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا"(الكهف/20).

.قال الخطابي معنى المظاهرة المعاونة إذا استنفروا وجب عليهم النفير وإذا استنجدوا أنجدوا ولم يتخلفوا ولم يتخاذلوا.وأما ما تعارف عليه الناس في هذا العصر من مفهوم المظاهرة والاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات من تعريف هي :"

إعلاء لمشاعر الإسلام في زمن الضعف خير من زمجرة الملايين تستنكر الظلم والفساد، وتحارب الجريمة والرذيلة ونستخلص من التعريف عدة أشياء وهي         

1-إعلاء لمشاعر المسلمين وإظهار لقوتهم.

2-إنكار الظلم وأمر بالمعروف ونهي على المنكر.

3-أنها وسيلة مشروعة ووسيلة إعلامية  للتعريف بالحقوق والإعلان عنها.

وبعضهم يرى المظاهرات في معرض الوسائل التي اتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم لإظهار الإسلام، والدعوة إليه فهذه الأمور اقتبست من كلام من رأى جواز المظاهرات وسنية مشروعيتها.

أما الشيعة :"

فإنهم يرون بجواز المظاهرات ويعرفونها :"هي اللطم على الصدور وضرب السلاسل على الظهور؛ وخروج الجماعات في الشوارع والطرقات بالمشاعل والأعلام مباحة مشروعة بل راجحة ومستحبة وهي وسيلة من الوسائل الحسينية وباب من أبواب سفينة النجاة و أما الضرب بالطبول والأبواق وأمثالها ممالا يعد من آلات اللهو والطرب فلا ريب أيضا في أباحتها ومشروعيتها للإعلام والإشعار وتعظيم الشعار.

(محمد حسين آل كاشف الغطاء- في استحباب إقامة الشعائر الحسينية).

 

 والبعض من اتخذ موقفاً تجاهها فيعرفها بأنها:

1-  خروج النساء متبرجات.

2-  واستعمال أصوات موسيقية أثناء المظاهرة .

3- والهتاف بشعارات غير صحيحة مثل القدس عربية وستبقى عربية 

(والصحيح إسلامية)

ووقوف المظاهرة أمام ضريح كافر أو لوضع إكليل من الزهورعلى قبره.

4-التوسل للكفار بعبارات فيها مذلة للمسلمين - رفع صور أو دمى ذوات الأرواح.

5-ظلم الآخرين كسد الطريق وتعطيل مرور الناس.

6-استخدام سباب وشتائم لا تجوز شرعاً.

7-اختلاط الرجال بالنساء أثناء المظاهرة.

8-التشبه بالكفار بشيء من خصائصهم من لباس أو إشارة يضعها أو يرتديها المتظاهرون المسلمون.

9-الاعتداء على ممتلكات الأبرياء كتحطيم محلاتهم أو نوافذهم أو إيقاد النار في المرافق العامة ونحو ذلك من المحرمات .

10- تعطيل عجلة الإنتاج وانهيار الاقتصاد وتعريض البلاد للمجاعة .. الخ .

فكل من تكلم عن المظاهرات لم يرى بمشروعيتها بوجود هذه الأشياء التي ليست من الإسلام في شي وإنما يجب الأخذ بالأسباب والوسائل الشرعية كالنصيحة والمكاتبة وغيرها. (فتوى الشيخ عبدا لعزيز آل الشيخ - شريط أقوال العلماء في التفجيرات والمظاهرات والإعتصامات والقنوت).

هذه التعاريف تنطبق على المظاهرات التي تكون في ديار الإسلام حيث ان المظاهرات قد تكون مظاهرات في ديار الإسلام ومظاهرات في ديار الكفر وأنواع المظاهرات كالتالي:

أنواع المظاهرات:

1-مظاهرة تخرج أو ينتزعها مسلم في ديار الإسلام ولها شروط ..

وهي تلك المظاهرة التي تكون في ديار الإسلام ويقوم بها المسلم داخل حدود الدولة قد تكون منظمة حيث أنها تكون بتراخيص ومصرح لها ويحدد الزمن والمكان لهذه المظاهرة وتنطلق هذه المظاهرة من المكان المحدد لها إلى المكان المخصص لإلقاء خطاباتها وقرأت كلماتها المعدة مسبقاً والشكل هذا شكل منظم ونادراً ما يخرج عن الحدود المرسومة له والبعض الأخر قد تكون عفوية أي من غير تنظيم ومن غير إعداد مجردانفعال جماهيري وخروجهم وتظاهرهم وهذا كثيراً ما يصحب أعمال شغب وتخريب

2-مظاهرة ضد كافر محتل في أرض إسلام:

حيث ان كثير من المظاهرات التي خرجت كان لها سبب رئيسي في قيام الانتفاضات الشعبية وحتى ولو صاحب هذا أعمال عنف ضد المحتل.

3-مظاهرة احتجاج ينتزعها مسلم في ديار الكفر.

وهذه المظاهرات تعتبر من العمل السياسي الديمقراطي للشعوب ويعتبر من مقومات دولة القانون والمؤسسات المدنية عندهم والديمقراطية فهو منتشر ومسموح بشكل واسع في هذه الدول الغربية بقوانين تحدده وتقوم بتنظيم شكله وهيأته.

4- مظاهرة ينتزعها كافر أو ذمي (نصراني ) في ديار الإسلام:

لقد أعطى الإسلام الذمي خاصة والمعاهد حقوق على المسلمين فقد جاءت الأحاديث التي تحرم أي اعتداء أو مضايقة للذمي وقد أعطى عمر أموال من بيت أموال المسلمين لذمي عندما رآه يسأل فقال لها ما ألجأك إلى هذا قال الكبر والفقر قال عمر ما أنصفناك أكلنا شبيبتك ونتركك عند الهرم.

5-مظاهرة ينتزعها مسلم تتجه نحو مصالح دولة كافرة على ارض الإسلام لها تصريح رسمي .

6- مظاهرة مصرح بها ، ولكن خرجت عن خط سيرها وأصابها الفوضى والغوغاء.

7- مظاهرة تقوم بها جماعة مصرح بها (جمعية صيادين وسائقين).

8- مظاهرة تقوم بها جماعة محظورة قانوناً (كحزب محظور أو موقف مثلاً ).

9-مظاهرة تطالب بحقوق مشروعة قانوناً، ومظاهرة هدفها التغيير السياسي.

مذهب من أجاز المظاهرات وأدلتهم:

يرى هؤلاء المجوزين للمظاهرات إنها جائزة وسنة مشروعة واستدلوا بذلك بالأدلة الآتية:

الدليل الأول:" ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما وفيه" فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال:"بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم" قال فقلت ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفين: حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال فنظرت إلي قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق.وفرق الله به بين الحق والباطل"

(حلية الأولياء 1/40).

وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحق ابن أبي فروة عن ابن عباس أنه سأل عمر عن إسلامه فذكر قصته بطولها وفيها أنه خرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة وأصحابه الذين كانوا اختفوا في دار الأرقم فعلمت قريش أنه امتنع فلم تصبهم كآبة مثلها، قال فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق"(الإصابة 2/512).

وروى أبو جعفر بن أبي شيبة نحوه في تاريخه من حديث ابن عباس، وفي آخره"فقلت يا رسول الله ففيم الاختفاء؟ فخرجنا في صفين:أنا في أحدهما،وحمزة في الآخر,فنظرت قريش إلينا فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها"

(فتح الباري 7/59).

وجه الاستدلال:" أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج بالصحابة في مظاهرة لإظهار قوة المسلمين وكثرة عددهم بعد إلحاح الصحابة على ذلك.

الدليل الثاني :" جاء رجل يشكو جاره فقال له اذهب فاصبر ‏,‏ فأتاه مرتين أو ثلاثا ‏,‏ فقال اذهب فاطرح متاعك في الطريق ففعل،‏ فجعل الناس يمرون ويسألونه ويخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه فعل الله به وفعل،‏ وبعضهم يدعو عليه فجاء إليه جاره فقال ارجع فإنك لن ترى مني شيئا تكرهه(أبوداود والحاكم).

وجه الاستدلال:خروج الرجل إلي الطريق.

 الدليل الثالث :" وعن ابن الفضل ابن الحباب الجمحي قال سمعت ابن عائشة عن أبيه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والنساء والولائد يقولون طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع" 

(الرياض النظرة (1/480) وقال على شرط الشيخين).

وجه الاستدلال:" خروج النساء والأولاد في مجيء النبي صلى الله عليه وسلم.

الدليل الرابع:" روى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه و تنكب قوسه و انتضى في يده أسهماً – (و فيه أنه قال:"من أراد أن يثكل أمه، أو يوتم ولده، أو ترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي" قال علي: فما اتبعه إلا قوم من المستضعفين علمهم ما أرشدهم ثم مضى لوجهه"

(أسد الغابة 4/ 58).

وجه الاستدلال:"هجرة عمر رضي الله عنه العلنية.

الدليل الخامس:" فلما سمع أهل المدينة بجيش مؤتة قادمين، تلقوهم بـ (الجرف)، فجعل الناس يحثون في وجوههم التراب و يقولون: يا فرار (!) أفررتم من سبيل الله؟! فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليسوا بفرار، و لكنهم كرار إن شاء الله"

(تاريخ الطبري (2/152) السيرة النبوية (5/33).

وجه الاستدلال:قول الصغار والمراهقين ! لجيش مؤتة لما رجع للمدينة :" يا فرار يا فرار مع ضربهم بالحصى".

الدليل السادس :" قال لأسامة رضي الله عنه:"أوطيء الخيل أرض البلقاء‍‍"

(السياسة الشرعية ص31-32).

وجه الاستدلال: وكذلك كان الرسول يرسل البعوث والسرايا ومن أهدافها الأساسية (عرض القوة).

الدليل السابع :" أن المظاهرات وسيلة لها أحكام الوسائل، والأصل في الوسائل الإباحة، وما يتلبس بوسيلة مباحة من مخالفة فالوسائل لها أحكام المقاصد، فما الذي يقصده المسلمون بهذه الوسيلة إلا إظهار الحق، ورفض الظلم، وشحذ همم الناس وألسنتهم وأقلامهم وأيديهم بما يملكون فعله، كما إن في هذا صناعة وحدة في الموقف ورأي للأمة"

(مشروعية المظاهرات إحياء للسنة وتحقيقا لمقاصد الشريعة- د. محمد الأحمري).

الدليل الثامن :" لأن هذه الأشياء مصلحة خاصة وليست عامة ، والمظاهرات مصلحة عامة ولا قياس للعام على الخاص.

الدليل التاسع :" من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"(الترمذي).

الدليل العاشر:" قول الله لرسوله صلي الله عليه وسلم:" فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ  إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ " ( الحجر : 94 ، 95).

الدليل الحادي عشر:" لو كان الحاكم كافراً أو خائناً ويوجد أدلة علي ذلك منها حديث "في عزل الإمام الكافر" وخروج على الإمام الظالم"(المغني10/134).

 وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم "(البخاري ومسلم).

الدليل الثاني عشر:" سير الأنبياء مثل نوح عندما دعاء إلى الله فكان يخرج إلى قومه دعوة ويطرق أبواب بيوتهم ليلاً ونهاراً وهذا في سبيل دعوة الحق"(تفسير القرطبي4/200).

 الدليل الثالث عشر :" قول رسول الله صلي الله عليه وسلم:" 

انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" (البخاري).

الدليل الرابع عشر: " خروجهم إلى المدينة.

الدليل الخامس عشر:" خروج العز بن عبدا لسلام من مصر فخرجت مصر جميعاً معه.

الدليل السادس عشر:" منع الكفار الرسول من دخول مكة عندما خرج إلى الطائف ومع ذلك استجار بالمطعم بن عدي وناصره ووقف معه.

الدليل السابع عشر:" خروج الصحابة إلى الحبشة.

الدليل الثامن عشر:" بيعة الرضوان فما هو إلا اعتصام وانتصار لعثمان.

(تاريخ الطبري2/121).

مذهب المانعين للمظاهرات والرد علي الذين أجازوها وأدلتهم:

يرى هؤلاء المانعين للمظاهرات إنها غير جائزة ومستحدثة

 واستدلوا بذلك بالأدلة الآتية :

إنها ليست وسيلة شرعية من وسائل الدعوة بل تشمل كثير من المحرمات في أثناء المظاهرات  بدعة مستحدثة أول من فعلها هم الغرب حيث انه لم يوجد في التراث أي فعل دل علي أن المسلمين فعلوها لا الصحابة ولا التابعين ولا أحد من الفقهاء ولا المحدثين فهي بدعة مستحدثة...

إنها باب للخروج على الحكام وتكفيرهم وفتح باب الفتنة في الخوض في أعراض العلماء والحكام...إن كل الأحاديث التي استدل بها المجوزون للمظاهرات هي كانت قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة. ولا يخفى أن العمدة في الأمر والنهي وسائر أمور الدين على ما استقرت به الشريعة بعد الهجرة.

أما ما يتعلق بالجمعة والأعياد ونحو ذلك من الاجتماعات التي قد يدعو إليها النبي صلى الله عليه وسلم كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء فكل ذلك من باب إظهار شعائر الإسلام وليس له تعلق بالمظاهرات إنها تكون سبب في قيام الشغب والفوضى ومنح فرص للمخربين والمفسدين بقيام اعتداءت اشتباكات مع الشرطة والدولة إنها لن تغير أي قرار سياسي في البلاد   وقد كنت بحمد الله أحذر من تلكم التظاهرات في خطب العيد وخطب الجمعة.

و يقول بعض العلماء :" وأما التظاهرات فإن فيها عدداً من المحظورات الشرعية يجب الحذر منها وكثير من العلماء ممن تكلم في محظورات التظاهر ومفاسدها..

فتاوى العلماء في حكم المظاهرات :

السؤال:"هل تعتبر المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً في سبيل الله؟ الجواب: المظاهرات الرجالية والنسائية من أسباب الفتن وظلم الناس والتعدي على بعض الناس ولكن الأسباب الشرعية النصيحة والدعوة إلى الخير التي شرعها أهل العلم وأصحاب النبي بالمكاتبة والمشافعة مع الأمير والسلطان ومكاتبته ومناصحته دون التشهير به....

:"الضرر لا يزال بالضرر ذا حدث حادث فيه ضررأومنكر فليس الحل في أن تكون مظاهرات أو اعتصامات أو تخريب وهذا ليس حل هذا زيادة شر ولكن الحل مراجعة المسؤلين ومناصحتهم وبيان الواجب عليهم لعلهم أن يزيلوا هذا الضرر.

للتوفيق بين الآراء:

مما سبق نجد أن هناك أراء تبيح المظاهرات وأراء تمنع المظاهرات بالكلية ولكل أدلته في ذلك ..ونرجح عدم المظاهرات لأننا لسنا لدينا ثقافة التظاهر وتحديد وقت للتعبير عن الرأي ولدينا اليوم قنوات عديدة للتعبير عن الرأي وتوصيل صوتنا دون مظاهرة وكلام السيد الرئيس نفسه وطلبه بأن كل واحد يعبر غن رأيه ويكون فاهم ماذا يقول بمعني أنه ليست معارضة من أجل المعارضة أو خالف تعرف أو طابور خامس متأمر مع العدو ضد الوطن ..الخ.

وخلاصة الأمر :

التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروط كما سنقول لقول الله تعالي :"  وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ "(البقرة : 251).

وقال تعالي :" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "(الحج : 40). وغيرها من الأدلة التي ذكرت ..

 ولكن بشروط:

أن يكون في حدود السلمية التي لا تخرج عن تعطيل مصلحة أو قطع طريق أو ترويع أمنين أو انهيار اقتصاد أو قتل أبرياء أو حرق مترو أو قطار أو وسيلة انتقال ..أو تعريض الأمن القومي للخطر.. أوتعريض البلاد للفوضي الخلاقة وهتك الأعراض وسلب الأموال والديار .. أو أي أمر يخالف شرع الإسلام حتى لا يقع تحت طائلة حد الحرابة ..

ومخالفة حق الطريق في الإسلام .. وإغاثة اللهفان ونقل المرضي للمستشفيات وتشيع الجنائز الخ هذه الأمور التي قد تتسبب في تعطيلها المظاهرات فقد يخرج للمطالبة بحق أو مصلحة ورفع ضرر وقع عليه أو علي مجموعة .. فيتسبب في وقوع أضرار بالغة تقع علي   ألاف البشر .. والقاعدة في الإسلام :"درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة" 

كما أنه لا يجوز له أن يقوض الأمن والاستقرار ويعطي الفرصة للخارجين علي القانون والبلطجية  ليروعوا الناس ويسفكوا الدماء وينتهكوا الأعراض كما حدث في كثير من المظاهرات التي تعرضت البلاد لها علي مدي الثلاث سنوات المنقضية من 2011م حتي 2013م .

كما أنه لا يجوز له أن يخرج عن حدود الاحترام والأدب للشرع والقانون والنظام وأن يلتزم بقانون بلده الذي  يضعه الحاكم ويسنه من أجل الصالح العام ..وأن يلتزم بحدود التعبير وحرية الرأي في الإسلام.

ولا يجوز له الخروج وقت الفتن والمهاترات والفوضى الخلاقة التي يريدها لنا أعداء الإسلام لتقسيم أوطاننا واستباحة بيضتنا ونهب ثرواتنا ..وهتك أعراضنا وضياع ديننا.. لأنه لو خرج في مثل هذا الوقت يكون مخالفاً للشرع :" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"(الأنفال : 25). "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها " 

عن خباب بن الأرت أن النبى صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقال , فذكر مثل حديث أبى موسى إلا أنه قال : " و الماشى خير من الساعى , فإن أدركتك فكن عبد الله المقتول و لا تكن عبد الله القاتل ".(أحمد).

وعن أبى موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن بين يدى الساعة فتنا كقطع الليل المظلم , يصبح الرجل فيها مؤمنا , و يمسى كافرا , و يمسى مؤمنا , و يصبح كافرا , القاعد فيها خير من القائم , و الماشى فيها خير من الساعى , فكسروا قسيكم , و قطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة, فإن دخل بغى على أحد منكم فليكن كخير ابنى آدم "(أبو داود و ابن حبان ).

 وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي

 قالوا فما تأمرنا قال كونوا أحلاس بيوتكم "(أبو داود ).

 وعن المقداد بن الأسود قال ايم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ ، إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ ، إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ ، ولَمَن ابتُلِيَ فصَبَر ؛ فَوَاهًا "(أبو داود).

كما أنه ينبغي عليه بعد أن يثور ويطالب بحقه  وينتهي الوقت المحدد له أن ينتظر النتائج ويعطي فرصة لالتقاط الأنفاس ولمن أنذره بأن يعمل علي تلبية طلبه أو الرد عليه فلا يثور ويثور بلي فائدة ودون طائل ..

وكما قال شيخ الإسلام العلامة الشيخ الشعراوي :" الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد "

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .

google-playkhamsatmostaqltradent