recent
أخبار عاجلة

المنافقون والطابور الخامس لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 


المنافقون والطابور الخامس 


    في الرحيق المختوم:ولماكان المنافقون هم الطابور الخامس في صفوف المسلمين، ولكونهم سكان المدينة، كان يمكن لهم الاتصال بالمسلمين واستفزاز مشاعرهم كل حين. تحمل فريضة الدعاية هؤلاء المنافقون، وعلى رأسهم ابن أبي بن سلول.


  فمنذ قبل الإسلام وهم يتخذون نفس الطرق والألاعيب والحيل الدنيئة والخبيثة لتكوين الطابور الخامس ففي يثرب حاولوا السيطرة علي الأوس والخزرج قبل مجيء الإسلام إليها ب500عام لنشر خططهم وأهدافهم وبث سمومهم في المجتمع المسلم الذي سيكونه نبي أخر الزمان وقد قرأوا عنه في كتبهم  :


وقبل أن نعرف أثر النفاق السيئ علي المجتمع نتعرف أولاً علي  :

 النفاق لغة وشرعاً، فأقول:

أ- النفاق لغة:  اسم مأخوذ من مادة (ن ف ق ) التي تدل علي الخروج .

قال بن منظور : نفق الفرس والدابة وسائر البهائم ينفق نفوقا :مات .

قال بن رجب في جامع العلوم والحكم : أن النفاق في اللغة : هو من جنس الخداع والمكر وإظهار الخير وإبطان خلافه .

والنفق : سرب في الأرض أو الجبل له مدخل ومخرج .


ب- وشرعاً: هو إظهار الإيمان وستر الكفر.

قال الجرجاني : إظهار الإيمان باللسان وكتمان الكفر بالقلب.

والنفاق وما تصرف منه لم يكن معروفاً عند العرب في الجاهلية بهذا المعنى وإن كان أصله في اللغة معروفاً، يقال نافق ينافق منافقة ونفاقاً. وإنما هو اسم إسلامي أطلق على من أظهر الإيمان وستر الكفر، مأخوذ من نافقاء اليربوع، لأن المنافق لما أبطن الكفر وأظهر الإيمان، ووري بشيء عن شيء، ودخل في باب الخديعة وأوهم الغير خلاف ما هو عليه أشبه في ذلك فعل اليربوع.


والمعنيان اللغوي والشرعي متلازمان، إذ إن كلا من اليربوع، والمنافق اتخذ التمويه والتلبيس ذريعة إلى ستر الحقيقة وإظهار خلاف الواقع، فوسيلة كل منهما المكر والكيد والخداع، والتضليل وقلب الحقائق، فإذا طلب من جهة فر إلى جهة أخرى ونجا بحيلته ودهائه.. (انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 5/ 98 ولسان العرب لابن منظور 12/ 236- 237 وحياة الحيوان للدميري 2/ 435- 436 والقاموس المحيط للفيروز آبادي 3/ 286).



"النفاق شر الأخلاق"

النفاق: كلمة قبيحة بلا شك ،ولقبحها هرب الناس منها كلفظ، واستبدلوها بكلمات جذابة مثل :المجاملة ،والتعامل الدبلوماسي، والمرونة، وغير ذلك من الكلمات التي نسمعها كل يوم، وهي في الحقيقة ليست سوى أغلفة براقة للنفاق تستر عورته، وتبرر للناس التعامل به، لكنها، في الوقت ذاته، تحمل دلالات عدة عن مدى استشراء النفاق في تعاملاتنا، وتغلغله في مجتمعاتنا.

 

والنفاق: هو إظهارُ الإسلام والخيروإبطانُ الكفر والشرسمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ، ويخرج منه من باب آخر وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله تعالي :"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُون"(التوبة/67). أي الخارجون من الشرع .


يقول  صلى الله عليه وسل:"آيةُ المنافِقِ ثلاث: إذا حدَّثَ كذَب، وإذا وَعَدَ أخْلف، وإذا اؤتمن خان"(مسلم) . إن الله تعالي حذرنا من أمراض القلوب , لأنَّ أخطرَ الأمراض في عالم الطِب هي الأمراضُ التي لا أعراضَ لها . وهُناكَ أمراضٌ لها آلامٌ لا تُحتمل ، ليست خطيرة , لأنها في وقتٍ مُبكر تكشِفُها ، ولكنَّ أخطرَ الأمراض هي الأمراض التي لا يُصاحِبُها ارتفاع حرارةٍ ولا آلامُ مُبرّحةٌ,


ولكنَّ أخطرَ الأمراض هي الأمراض التي لا يُصاحِبُها ارتفاع حرارةٍ ولا آلامُ مُبرّحةٌ 

إنما هيَ أمراضٌ تتسلل تسلُلاً بطيئاً إلى أن تستفحلَ فجأةً , وعندئذٍ يستحيلُ الدواء . فمن أمراض القلوب مرض النفاق فهو مرض خطير وشر مستطير إذا استولى على القلب أماته، وصار صاحبه حياً كميت، وصحيح البدن مريض الروح، قال الله تعالى:"فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ"(البقرة/10).

  لذلك كان حديثنا عن النفاق

أقسام النفاق:


ذكر كثير من أهل العلم أن النفاق قسمان:

الأول النفاق الاعتقادي: وهو إنكار كل معلوم من الدين بالضرورة .

 ويسميه بعضهم: النفاق الأكبر، مخرج من الملة، وهو ما تعلق بالقلب فصاحبه يظهر الإيمان ويبطن الكفر..   وبينه الحافظ ابن رجب رحمه الله بأن:يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،ويبطن ما يناقض ذلك كلَّه أو بعضه قال: وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم,وأخبرأن أهله في الدرك الأسفل من النار قال الله تعالى:''إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا''(النساء: 145).


الثاني فهو النفاق العملي أو الأصغر: وهو التخلق ببعض أخلاق المنافقين الظاهرة كالكذب، والتكاسل عن الصلاة•• مع الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: ''آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان''• وقوله صلى الله عليه وسلم: ''أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا''

 وهو ما تعلق بالعمل والجوارح ويسمى النفاق العملي، وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".( متفق عليه).

وحديثنا سيكون عن هذا النوع وهو الذي تحدث عنه القرءان الكريم لأن الفاعل له مسلم ينطق بالشهادتين ويصلي ويصوم ويزكي ويحج وكان يفعله المنافقون علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا فارق بين نفاق اليوم ونفاق الأمس من حيث الجوهر أما الظروف فقد اختلفت ، فالنفاق بالأمس البعيد أيام تمكين  الدين كان ذلا يستخفي وضعفاً يتواري ، وخضوعاً مصنوعاً يمثله عمالقةٌ أقزام ، ورؤوس أزلام ، حيات وعقارب موطوءة تكاد لا تنفث السم إلا وهي تلفظ الحياة كان تمكين الدين وقتها يمكن للمؤمنين من جهاد أولئك الأسافل باللسان واليد والقلب وإقامة الحدود ،فلا يري احدهم إلا وهو محاصر مكدور أو محدود مجلود .

أما اليوم فالنفاق من صرح ممرد وقَواعد تتحرك ، وقلاع تُشيد ، انه اليوم دولة بل دول ذات هيئات وأركان ، انه أحلاف وتكتلات وكيانات بل معسكرات ذات قوة وسلطان،سلطان سياسي واقتصادي وإعلامي وثقافي يمارس الضرار في كل مضمار إن النفاق اليوم له قيادة وهي التي تخطط وتنظم وتحرك وسمي القرآن هذه القيادة بالشياطين .

قال تعالي :"وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ" (البقرة /14).

وقد تكون القيادة من المسلمين أو من غير المسلمين .


أثره علي المجتمع :

     إن النفاق داء عضال، وانحراف خلقي خطير في حياة الأفراد، والمجتمعات، والأمم، فخطره عظيم، وشرور أهله كثيرة، وتبدو خطورته الكبيرة حينما نلاحظ آثاره المدمرة على الأمة كافة، وعلى الحركات الإصلاحية الخيِّرة خاصة؛ إذ يقوم بعمليات الهدم الشنيع من الداخل، بينما صاحبه آمن لا تراقبه العيون ولا تحسب حسابًا لمكره ومكايده، إذ يتسمى بأسماء المسلمين ويظهر بمظاهرهم ويتكلم بألسنتهم• وإذا نظرت إلى النفاق نظرة فاحصة لوجدته طبخة شيطانية مركبة من جبن شديد، وطمع بالمنافع الدنيوية العاجلة، وجحود للحق، وكذب•• ولك أن تتخيل ما ينتج عن خليط كهذا!!• وإذا نظرنا إلى النفاق في اللغة لوجدناه من جنس الخداع والمكر، وإظهار الخير وإبطان الشر.


من أهم صفات المنافقين:

إن للمنافقين صفات كثيرة نشير إليها مجرد إشارات مختصرة، وإلا فإن التفصيل يحتاج إلى مؤلفات تفضح ما هم عليه،  وقد أفاض القرآن الكريم والسنة النبوية في الحديث عن صفات المنافقين وفضحهم وفضح أفعالهم وكانت السورة الأخيرة التي تحدثت بشيء من التفصيل عنهم وهي سورة التوبة كان من أسمائها الفاضحة كما قال بذلك بن عباس رضي الله عنهما .

ويظهر النفاق في أي مجتمع عندما تقوي كلمة الدين وتظهر علامات الإيمان ويُريد الإسلام أن تكون له الكلمة والسيادة والقيادة  يظهر النفاق بقوة وشراسة .


ويتميز المجتمع إلي فئات واضحة:

ومن هذه الصفات:

التحرج من شرع الله وعدم الاحتكام إليه:

قال تعالي ": أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا . فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا . وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا . فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " (النساء/ 60).

وسبب هذه الآيات أن رجلان اختصما في حق بينهما منهم يهودي ومسلم منافق فبعد جدال أراد اليهودي أن يحتكم إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم لأنه يعلم أن القضاء الإسلامي نظيف لا يحابي أحداًولايعرف طريقا للمحسوبيةويوقن ببراءةهذا القضاء من الهوى .

وأراد  المنافق الملقب (ببِشر) الاحتكام إلي كاهن من جهينة أو حبر من اليهود ، ولما ذهبا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم حكم لليهودي ولكن بشر لم يرض بحكم رسول الله صلي الله عليه وسلم وطلب من اليهودي الذهاب معه إلي عمر بن الخطاب للنظر في القضية مرة ثانيه فذهب اليهودي معه إلي عمر ولما علم عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم حكم في القضية سل سيفه وأراد قتل بشر ولكنه هرب من أمام عمر وأتي قومه يعتذرون عنه ففضحه القرءان هو وأمثاله .

واليوم نري النفاق في تبجح وصلف حيث يعلن أنه سوف يقوم بتطبيق الشريعة  وتجده يدافع عن الشرعية بين الشريعة والشرعية أمد بعيد فقد قالوا عن الشرعية وهي الديمقراطية كفر لأنه "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "

ويأتي بأمور لا علاقة لها بالدين فالدين في المسجد فقط ،واسمع مني ولا تري عملي .. الخ . 

والله يأمر الجميع الانصياع والانقياد لأمره ولأمر رسوله  فقال تعالي:"  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا "(الأحزاب /36).ونري كذلك الدعوات لرفض الحدود ، وكيف يمكن قطع الأيدي في مجتمع متحضر ، وكيف يطبق حد الجلد ، وكيف تجرم المشروبات الروحية وغيرها .

نري هذه الدعوات تظهر باسم حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات والتحذير من الانسياق وراء الشرع ، لأن الدين ليس له علاقة بالسياسة والإعلام والاقتصاد، فالدين علاقة بين العبد وربه فقط وهي في المسجد وهؤلاء إذا كان الحق لهم تراهم يقبلون وان كان عليهم تري منهم الإعراض والقرآن صور ذلك فقال سبحانه ذاماً لهم :"وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ .وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ. أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"( النور/48-  50 ).   


  محاولة تفريق الصف المسلم وإلحاق الضعف بالمسلمين وهناك طرق متنوعة لبث هذه التفرقة وإلحاق هذا الضعف بالمسلمين .

فمن هذه الطرق الحديث عن العدو وإمكانياته البشرية وكذلك قدرته العسكرية ولا يمكن أن ندخل مع هذا العدو في معركة لأنها محسومة من البداية للعدو .

والمنافق بهذا الفعل يريد أن يصل باليأس إلي نفوس المسلمين

  قال تعالي:"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ .إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"( آل عمران/ 175).


 وهناك طريق بث الإشاعات الكاذبة لشق الصف المسلم ومنها إشاعة مقتل النبي صلي الله عليه وسلم في غزوة أحد .

وبدأ الحديث مات رسول الله فلما القتال إذاً ، وبدأ الجيش المسلم يعود بعضه إلي المدينة ، ويجلس بعضه تاركاً سيفه إلي أن صرخ فيهم انس بن النضر رضي الله عنه يقول: "قوموا فموتوا علي ما مات عليه محمد صلي الله عليه وسلم"ويذكرهم أن الموت سنة الله في خلقه فإنما تقاتل من أجل هدف وعقيدة لا من اجل أشخاص ولو كان هو رسول الله صلي الله عليه وسلم ،ونزل قوله تعالي:" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ "(آل عمران/ 144).

وغرض الشائعة في المقام الأول ضرب الحالة الأمنية للمجتمع المسلم وإدخاله في حالة فوضي سواء كانت هذه الفوضى في السياسة أو الإعلام أو الاقتصاد أو غيره.

 

لي اللسان  وكثرة الكذب : 

قال تعالي :"إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ . اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ . وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ "[المنافقون /1- 4].

هذه الآيات توضح أن المنافقين يعلنون خلاف ما يبطنون ويحلفون بالكذب من أجل أن يصدقهم الناس وأشكالهم في المظهر حسنه وذوي فصاحة وألسنة ، وإذا سمعهم السامع أصغي إلي قولهم لبلاغتهم وهم مع ذلك في غاية الضعف والخور والهلع والجزع والجبن 

وقد جاء الأثر :

"إن للمنافقين علامات يعرفون بها : تحيتهم لعنة ،وطعامهم نهبة ،وغنيمتهم غلول، ولا يقربون المساجد إلا هجرا، ولا يأتون الصلاة إلا دبرا، مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون خشب بالليل صخب بالنهار "(ابن كثيرتفسير سورةالمنافقين).

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال:" قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:"أربع من كن فيه  كان منافقاً ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حثي يدعها : إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر ،وإذا عاهد غدر".( متفق عليه ).

وفي رواية"آية المنافق ثلاث :إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف ،وإذا ائتمن خان " (متفق عليه ).

ونري أنهم يتخذون ماكينة الإعلام العالمية  التي تقوم  علي الكذب في القنوات الفضائية والمجلات والجرائد أكثر ما فيها كذب وأقل ما فيها الصدق ويعملون علي نشر الرذيلة وقتل الفضيلة فيها الكذب متعمد ويحارب المنافقين علي أن يصبح الكذب حقيقة.

وتري بينهم ولاية لبعضهم البعض ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ولا ينفقون وهم كما وصفهم القرآن الكريم :" الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ "(التوبة : 67 ، 68).


من صفاتهم نقض العهود مع الله ومع الناس:

قال تعالي :" وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ  وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ  . فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ . فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ " [التوبة : 75 - 77]

فليس للمنافق عهد أو وعد لأنه يعطيك العهد وهو عاقد النية علي خلفه وللأسف هذه ظاهرة في مجتمعاتنا .

خلف الوعد نري من يأخذ الأموال ويعطي الأجل لسدادها ويفعل ذلك عن عمد لذا وصفه الرسول بقوله. (آية المنافق ثلاث :إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف ،وإذا ائتمن خان"(متفق عليه).

 وإلي لقاء أخر بمشيئة الله تعالي 

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent