نتيجة الثانوية العامة من نجح ومن فشل؟
لاتقلق
"واعْلَمْ أن ما أصابك لم يَكُنْ ليُخْطِئَكَ"
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول
الله وبعد
فماهي إلا أيام قليلة تفصلنا عن نتائج الثانوية
العامة، وأصبحت البيوت في حالة انتظار وقلق
شديدين، ولكن دعونا نتوقف عن التوتر وننتظر الغد في تفاؤل ورضا، عالمين أن النجاح الحقيقي
في الوصول لشيء لا تريده وتثبت نجاحك فيه بكل جدارة.
لكي نتخلص من ضغوطات هذه الفترة استعداداً
لبدء مرحلة دراسية وحياتية جديدة، والتفكير بإيجابية لأن كل ما يأتينا ما هو إلا رزق
طلب منا السعي إليه وابنائنا قد سعوا إلى ذلك بكل ما يملكون من طاقة لذا النتيجة الأن
ليست إلا ناتج سعيك فلا تقلق سترزق بالاختيار المناسب لك.
ليست السعادة أن تمتلك كل شيء، إنما السعادة أن يُسعدك الله بما أعطاك،
و يُرضيك بما أتاك "فما كان مُقدراً لك سيأتيك و لو كان بين جبلين،و ما لم يكن
مُقدراً لك لن يأتيك و لو كان بين شفتيك"
الكلية ليست المسار الوحيد لاستكمال الحياة فهناك آلاف العظماء تخرجوا
من كليات تراها أنت الآن على أنها الأدنى، ولكن أثبت التاريخ أن العظماء لا يستندون
إلى أوهام لتحقيق ذاتهم بل يحددون أهداف واضحة ويسعون للتنفيذ فقط، وهذا هو سر النجاح
في أي مجال.
واعْلَمْ أن ما أصابك لم يَكُنْ ليُخْطِئَكَ
وما أخطأك لم يَكُنْ ليُصيبَكَ , واعْلَمْ أن النصرَ مع الصبرِ , وأن الفرجَ مع الكَرْبِ
, وأن مع العُسْرِ يُسْرًا"(صحيح)
وعلي الآباء في هذا الوقت تحديدا هو العامل الأهم في تحديد
مسار حياة الطالب فإن اقتنع الطالب وفقا لآراء الأبوين بأنه شخص ناجح بتأكيد أنه سيحقق
النجاح في أي مكان سواء كان الكلية التي اختارها أو الكلية التي اختارها له القدر،
ولكن ان كان دور الأبوين سلبي في هذه المرحلة فسنجد أن الطالب قد فقد شغف الاستمرار
والمحاولة بسبب جلدة ممن هم حوله».
على الأهل تقبل الامر وتقبل نتيجة الثانوية العامة بكل هدوء، لأن الابن
في هذا الوقت سيكون في أمس الحاجة إلى دعم للاستمرار، كما أن جميع الكليات يمكن تحقيق
النجاح من خلالها فمصطلح كليات القمة بات قديماً.
الإيمان سر البقاء
وفي الحقيقة أن نظرنا الى الكليات والحياة
المستقبلية على أنها سلعة تباع من أجل أعلى أجر فهذا كفيل أن يخلق لنا النماذج التي
أخفقت، لأن المكان الذي يشغله ليس بالمناسب وفي الجانب الآخر نجد شخصاً أحب مجاله وأتقنه
وأخلص له قد أصبح من أهم المختصين بهذا المجال لأن الإيمان دائمًا هو سر البقاء.
وهناك أمثلة كثيرة علي ذلك "طالب حصل على 99% ودخل الطب وتخرج منها بتقدير عام مقبول وعمره 30 عاما ولم يبدأ حياته بعد والتكليف يحصل فيه على 1000 جنيه فقط لاغير وزميل له حصل علي 90% ودخل
كلية علوم وتخرج وفتح معمل تحاليل ورزقه الله وتزوج وأنجب وكل بيد الله ..
المشهد الثانى
طالب حصل على 75% ودخل الحقوق وتخرج منها فى سن 23 سنة بتقدير جيد جدا وأصبح وكيل نيابة ومرتبه تجاوز 10 آلاف جنيه بكثيير وزميل له عمل بالمحاماة وصبر علي مهنته وأصبح محامي مرموق وأتته القضايا
بالملايين ..
طالب حصل على 85% ودخل تجارة
انجليزي وتخرج منها وهو 23 سنة فقط بتقدير جيد جدا وأصبح محاسب ف البنك ومرتبه وحوافزه تجاوزت ال 15 الف
جنيه.
وزميل له دخل تجارة عربي وتخرج وعمل أعمال حرة وزاول التجارة وأصبح
رجل أعمال مرموق يعمل عنده عشرات المحاسبين .
طالب دخل احدى كليات " القاع" وليس القمة
وحصل على تقدير إمتياز مع مرتبة الشرف وأصبح معيداً بالجامعة وترقى حتى أصبح الأستاذ الدكتور
صاحب الأطروحات والمقالات والإجتهادات
والسؤال هنا : من نجح فى حياته؟
..ومن فشل؟
طلاب الثانوية الذين يموتون قلقا ورعبا وخوفا مستقبلكم ونجاحكم أنتم من تحددوه
فيما بعد بجهدكم وإجتهادكم وليس تنسيق
الجامعة
وعليكم بالصبر فالحياة لم تبدأ بعد"ولسوف يعطيك ربك فترضي..
فاللهم وفق طلابنا وأبنائنا لما تحبه وترضاه يارب العالمين .