recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة "فرائض الإسلام ومقاصدها " لفضيلة الشيخ عبدالناصر بليح

 فرائض الإسلام ومقاصدها

لفضيلة الشيخ عبدالناصر بليح 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد فياجماعة الإسلام حديثنا إليكم اليوم عن فرائض الإسلام ومقاصدها ..

فمافرضت الفرائض إلالتهذيب وتطهير وتصحيح النفوس: فالعبادات تهذب النفس، وتطهرها، وتصحح النفوس؛ ففي الصلاة:"إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"( العنكبوت/ 45).

وفي الزكاة: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"(التوبة/103).

وفي الصيام: قوله صلى الله عليه وسلم:"مَن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدَعَ طعامه وشرابه"(البخاري).

وفي الحج:"الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ "(البقرة: 197).

عباد الله:" وإذا وقفنا مع مقاصد كل فريضة علي حدة  ماكفانا وقت ولكن نقول :" بأن الله أظهربعضها،واستنبط العلماء جزءًا منها، ولا زال الكثير من مقاصدها لم يظهر حتى الآن..

مقاصد الصلاة 

فمن أهم مقاصد الصلاة:تحقيق عبودية الله:"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي"(طه/ 14).

والخشوع:"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ"(المؤمنون: 1، 2).

والتذلُّل لله: من قيام وركوع، وسجود ودعاء، وهذا أسمى مراتب العبودية لله سبحانه:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(الحج: 77).

وتهذيب السلوك؛ قال تعالى:"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "(العنكبوت: 45).

وإشاعة الألفة بين المصلين: ولذلك شرعت المساجد في المحالِّ؛ ليحصل التعاهد باللقاء في أوقات الصلاة بين الجيران.

والتعليم: حيث يتعلم الجاهل من العالم ما يجهله من أحكام الصلاة.أثناء الدروس اليومية 

ومنها محو الذنوب والخطايا:لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيُحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤتَ كبيرة، وذلك الدهرَ كلَّه"(مسلم).

ومنها تعلم الصبر على الشدائد:"يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًانِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا  إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا"(المزمل/1-5).

والصلاة تجلب طمأنينة النفس:كما قال  صلى الله عليه وسلم:"حُبِّبَ إليَّ النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة"(الحاكم). وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال:"أرِحْنا بالصلاة يا بلال"(أبوداود).

مقاصد الزكاة 

عباد الله وإذا انتقلنا لمقاصد الزكاة فهي  كثيرة، من أهمها:التوسع والإكثارلما فيها من الخير والمصالح العامة والخاصة على المسلمين؛ قال صلى الله عليه وسلم:"إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عمل ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"(مسلم).

ومنها تحقيق العدالة الاجتماعيةوتحقيق المواساة:: لقوله صلى الله عليه وسلم:"تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم"(البخاري ومسلم).

وتحقيق النماء العائد على الشخص المنفق أو المتصدق أو المزكي، ونماء للفقير الذي أخذ الصدقة، فيعف نفسه وأهله؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة"(أحمد والترمذي).

وكذا تطهير القلب وتزكيته؛قال تعالى:"خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"(التوبة: 103).

وتبادل المال: حتى لا يكون المال مع فئة دون أخرى؛ قال تعالى: "كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ "(الحشر: 7).

مقاصد الصيام

عباد الله:" ومقاصد الصيام كثيرة ومتنوعة،ومن أهم هذه المقاصد:كف النفس عن الرفث والخنا؛ قال صلى الله عليه وسلم:"الصيام جُنَّة... فلا يرفث ولا يجهل"(البخاري ومسلم). والتيسير ورفع المشقة، فيفطر المسافر والمريض والعجوز الذي لا يقدر على الصيام.وتربية المجتمع المسلم أن يتطلع إلى الدار الآخرة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(البقرة: 183).وكف الأذى عن الناس لئلا يبطل ثوابه؛ قال صلى الله عليه وسلم:"مَن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"(البخاري).

والسخاء والجود: "وكان صلى الله عليه وسلم جوادًا، وكان أجود ما يكون في رمضان"(البخاري ومسلم).وتعليم أحكام فقه الصيام، والقيام، وزكاة الفطر وغيرها مما يحتاجه المسلم في رمضان.

وتعود النفس على الصيام: قال صلى الله عليه وسلم:"مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه"(متفق عليه).

و تعود النفس على القيام: قال صلى الله عليه وسلم: "مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه"(البخاري ومسلم).

وتعود النفس على قراءة القرآن:"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ "(البقرة: 185).

والدعاء المستجاب:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"(البقرة: 186). 

والأجر الكبير بدخول الجنة: قال ربُّ العزة في الحديث القدسي:"كلُّ عمل ابن آدم له، إلا الصوم؛ فإنه لي، وأنا أجزي به"(البخاري ومسلم). 

عباد الله:" أقول ماسمعتم وتوبوا إلي الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون .


الخطبة الثانية :

الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فيا

عباد الله :" وإذا انتقلنا إلي مقاصد الحج نجدها كثيرة، ومنها ما نوَّه الله عليها:" لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ"(الحج: 28).  

ومنها  مقاصد عقدية، وتتلخص في التعبد الخالص لله؛ قال تعالى:"إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"(الأنعام: 162). وتعظيم شعائر الله:"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"(الحج: 32).

عباد الله وفي الحج مقاصد تشريعية فقهية، منها: التيسير ورفع الحرج عن الأمة، في فرضية الحج على المستطيع فقط:"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"(آل عمران: 97). والأخذ بالأحوط في أداء التكاليف الشرعية: إذا نسي عدد الأشواط، أو في رمي الجمرات.."إفعل ولاحرج"وذلك :"أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ حلَقتُ قبلَ أن أذبحَ فقالَ اذبَح ولا حرجَ وسألَهُ آخرُ فقالَ نَحرتُ قبلَ أن أرميَ قالَ ارمِ ولا حرجَ"(البخاري ومسلم).

وهناك  مقاصد اقتصادية والإنفاق من مال حلال:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ"(البقرة/267). 

فلا يجزيه الحج ولايقبل منه إلا بمال حلال،وكذلك جميع الفرائض والأعمال كأضحية ونذر وتبرعات لاتقبل إلا من الحلال لأن الله طيب لايقبل إلا طيباً كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم"وقال :"يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك"(مسلم).

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك يارب العالمين ..

عباد الله أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وأقم الصلاة

google-playkhamsatmostaqltradent