recent
أخبار عاجلة

من هو الحمو؟

 


من هو الحمو؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

 فمن هوالحمو؟ 

أخي المسلم :" العِفَّةُ والطُّهرُ مِن ثَوابِتِ دِينِنا الحَنيفِ، ومَعلومٌ أنَّ الشَّيطانَ يَجْري مِن ابنِ آدَمَ مَجْرى الدَّمِ في العُروقِ، قاصِدًا إفسادَ دِينِهِ، وتَدنيسَ فِطرتِهِ، وخَلْعَ ثِيابِ العِفَّةِ والطُّهرِ عنه، وجَرَّهُ إلى الفَواحِشِ والمُنكَراتِ؛ ولذلك نَهى الشَّرعُ عن الاقترابِ مِن جَميعِ مُقَدِّماتِ ودَواعِي الشَّرِّ؛ فإنَّ مَن حامَ حَولَ الحِمى يُوشِكُ أنْ يقَعَ فيه.

يقول صلي الله عليه وسلم :"إيَّاكُمْ والدُّخُولَ علَى النِّساءِ، فقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قالَ: الحَمْوُ المَوْتُ"(البخاري).

وقدْ حذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ مِنَ الدُّخولِ على النِّساءِ الأجنبيَّاتِ والخَلْوةِ بهنَّ، فقال:"إيَّاكم والدُّخولَ على النِّساءِ"؛ فإنَّه ما خَلا رجُلٌ بامرأةٍ إلَّا كان الشَّيطانُ ثالثَهما؛ فإنَّ النُّفوسَ ضعيفةٌ، والدَّوافعَ إلى المعاصي قَويَّةٌ،"فقالَ رجلٌ مِنَ الأنصارِ: يا رسولَ اللهِ، أفرأيتَ الحَموَ؟

 والحَموُ هو قريبُ الزَّوجِ، كأخِيه وعمِّه وابن عمه وابن خاله وذهب بعض أهل العلم إلى أن الحمو يطلق على قريب الزوج والزوجة معا.

 ونحْوِ ذلك، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "الحَمْوُ الموتُ"، أي: إنَّ دُخولَ وخَلْوةَ أقاربِ الزَّوجِ بزَوجتِه يجِبُ أنْ يُجتَنَبَا كما يُجتنَبُ الموتُ،

وذهب بعض أهل العلم إلى أن الحمو يطلق على قريب الزوج والزوجة معا.

ففي عون المعبود شرح سنن أبى داود: قال ابن فارس: الحمأ أبو الزوج وأبو امرأة الرجل،  وقال في المحكم أيضا: وحمأ الرجل أبو زوجته أو أخوها أو عمها،  فحصل من هذا أن الحمأ يكون من الجانبين كالصهر وهكذا نقله الخليل كذا في المصباح. انتهى

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: اتفق أهل اللغة على أن الاحماء أقارب زوج المرأة كأبيه، وعمه، وأخيه، وابن أخيه، وابن عمه ونحوهم ، والأختان أقارب زوجة الرجل، والأصهار يقع على النوعين. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت. فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي، والمراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد الأخ وابن الأخ، والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم ..

أو المعنى: أنَّ دُخولَ أقاربِ الزَّوجِ على المرأةِ كالموتِ؛ لأنَّه يُؤدِّي إلى مَوتِ الدِّينِ في القلوبِ؛ وذلك لأنَّ دُخولَ القريب للزوج أو الزوجة من غير المحارم  أخطرُ مِن دُخولِ الأجنبيِّ وأقرَبُ إلى وُقوعِ الجريمةِ؛ لأنَّ النَّاسَ يَتساهلونَ بِخِلْطةِ الرَّجلِ بزَوجةِ أخيهِ والخَلوةِ بها، فيَدخُلُ بدونِ نكيرٍ، فيكونُ الخوف منه أكثرَ والفتنةُ به أمكَنَ من غيره، والشر منه يتوقع والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي، .. وكذا ابن خالها وابن خالتها وابن عمها وابن عمتها ..الخ.

 وعادة الناس المساهلة فيه ويخلو بامرأة أخيه فهذا هو الموت وهو أولى بالمنع من الأجنبي ، أو أنَّها تُؤدِّي إلى الموتِ أو القتل لمن عنده حمية علي زوجته أو أخته  إنْ وقَعَت المعصيةُ   أو إلى هَلاكِ المرأةِ بفِراقِ زَوجِها إذا حمَلَتْه الغَيرةُ على تَطليقِها.

ولا ريب أن قريبات الزوجة أيضا فتنة للزوج فيجب الابتعاد عن التساهل في الخلوة بهن، أو نظر ما يحرم نظره لأن النساء أعظم فتنة على الرجال كما قال صلى الله عليه وسلم:"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. "

(متفق عليه واللفظ للبخاري).

google-playkhamsatmostaqltradent