
الدرس الثامن والعشرون | هل إخراج الزكاة أفضل في رمضان ؟
الحمد لله والصلاة
والسلام علي رسول الله أما بعد فياعباد الله حديثنا إليكم اليوم عن:"هل إخراج
الزكاة في رمضان أفضل من إخراجها في غيره من
الأشهر الأخري؟وما الدليل على ذلك؟علماً أن وقت إخراج الزكاة الأصلي قد يكون قبل أو
بعد رمضان.
ونقول:"
أولاً:الزكاة إذا
حال عليها الحول وجب إخراجها إلا أن تكون زكاة زروع فيجب إخراجها يوم الحصاد لقوله
تعالى :"وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ"(الأنعام/ 141).
ويجب إخراجها أول
ما يحول الحول لقوله تعالى:" سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ
وَرُسُلِهِ"(الحديد/21).
فينبغي أن نبادر
بالخير فإن الآفات والموانع تمنع ، والموت لا يؤمن ، والتسويف غير محمود .
قال ابن حجر:وزاد
غيره:وهو أخلص للذمة وأنفى للحاجة وأبعد عن المطل المذموم وأرضى للرب وأمحى للذنب
"(فتح الباري3 / 299).
ثانياً : لا يجوز
تأخير الزكاة بعد حلول موعدها إلا لعذر.
ثالثاً:"يجوزإخراج
الزكاة قبل انتهاء الحول بطريق التعجيل .
وتعجّل الزكاة:"أداؤها
قبل موعدها بحولين فأقل .عن علي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم:"تعجَّل من العباس
صدقة سنتين"(حسن).
وفي رواية:عن علي
أن العباس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له في
ذلك"(الترمذي وأبو داود وابن ماجه).
رابعاً:"الصدقة
والإحسان إلى الناس بالمال في رمضان أفضل من غيره من الشهور.عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:"كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ
مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ
لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ"(البخاري
ومسلم).
قال النووي:"وَفِي
هَذَا الْحَدِيث فَوَائِد مِنْهَا:"اِسْتِحْبَاب إِكْثَار الْجُود فِي رَمَضَان"
اهـ .
فمن كانت زكاته
في رمضان ، أو بعد رمضان ولكنه أخرجها في رمضان متعجلاً ليدرك فضيلة الزكاة في رمضان
فإن هذا لا بأس به . أما إن كانت زكاته تجب قبل رمضان ( كشهر رجب مثلاً ) فأخرها حتى
يخرجها في رمضان فإن هذالا يجوز.لأنه لا يجوز تأخير الزكاة عن وقتها إلا لعذر
"
خامساً : قد يعرض
من الأسباب ما يجعل إخراج الزكاة في غير رمضان أفضل من إخراجها في رمضان .
كما لو حدثت كارثة
عامة أو مجاعة في بعض بلاد المسلمين كان إخراج الزكاة في هذا الوقت أفضل من كونها في
رمضان. وكما لو كان كثير من الناس يخرجون زكاتهم في رمضان فتسد حاجات الفقراء ، ثم
لا يجد الفقراء من يعطيهم في غير رمضان فهنا إخراجها في غير رمضان أفضل ولو أدى ذلك
إلى تأخير الزكاة عن وقتها ، مراعاةً لمصلحة الفقراء .
كذلك يجوز تأخير
الزكاة لمصلحة الفقراء لا للضرر بهم ، فمثلاً عندنا في رمضان يكثر إخراج الزكاة ويغتني
الفقراء أو أكثرهم ، لكن في أيام الشتاء التي لا توافق رمضان يكونون أشدّ حاجةً ، ويقل
من يخرج الزكاة ، فهنا :"يجوز تأخيرها لأن في ذلك مصلحة لمستحقها."(الشرح
الممتع).
وعلي كل فيجب الاهتمام
بإخراج الزكاة والمحافظة عليها لأنها سبب الفلاح والنجاح قال تعالي :" قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ
مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ"(المؤمنون/1-4).
إخوة الإيمان والإسلام
وسوف نتحدث عن الزكاة وفرضيتها وأنواعها في الحلقات القادمة نظراً لكثرة الأسئلة عن
الزكاة ومنها:"هل الأنبياء والرسل لم تفرض عليهم الزكاة؟هذاماسنعرفه بمشيئة الله تعالي..
تابعونا.. وصلي اللهم علي سيدنا محمدوعلي آله وصحبه وسلم.