الدرس الثالث الصوم أنواع وأقسام
الحمد لله والصلاة
والسلام علي رسول الله أما بعد فياعباد الله.. حديثنا اليوم عن الصوم أنواع وأقسام
فالصوم في اللغة الإمساك عن الشيء والترك له، وقيل للصائم صائم؛ لإمساكه عن المطعم
والمشرب والمنكح، وقيل للصامت صائم لإمساكه عن الكلام،ومنه قوله تعالى عن مريم:"إِنِّي
نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (مريم: 26).
ومنه: إمساك الخيل عن الجري والطِراد؛ قال الشاعر:
خَيْلٌ صِيامٌ
وخيلٌ غيرُ صائمةٍ .. تحتَ العَجاجِ، وأُخرى تَعْلُكُ اللُّجُما
والصيام في الشرع:
الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات بنية التعبد لله، من طلوع الفجر إلى
غروب الشمس.
و الصيام أقسام
عدة،منها:
1- صوم الفرض:
وهذا محصور في صوم رمضان، اعتقادًا وعملاً، أداءً وقضاءً.
وأُدخِل في هذا
القسم من جهة العمل فقط لا الإعتقاد صومُ الكفَّارات:"كفارة الظهار،وكفارة القتل،وكفارة
اليمين،وكفارة الصيد،وفدية الأذى في الإحرام..الخ.
2- وصوم واجب:
وهذا كما في الصيام المنذور، وصوم التطوع بعد الشروع فيه،والصوم في الاعتكاف المنذور.
3- وصوم مسنون:كصوم
يوم عرفة لقوله صلي الله عليه:" صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة القابلة(مسلم)،وكصوم
عاشوراء. مع اقترانه باليوم العاشر من المحرَّم.
4- وصوم مندوب: وهو كلُّ صوم ثَبَت بالسنَّة طلبُه والوعد عليه؛كصوم ثلاثة أيام من كل شهر،ويُندَب فيها أن تكون الأيام البيض.
وكصوم داود عليه السلام قال صلي الله عليه وسلم:"إنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلى اللهِ، صِيَامُ دَاوُدَ،وَأَحَبَّ
الصَّلَاةِ إلى اللهِ،صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَام، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ،ويقومُ
ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا."(مسلم).
5-صوم مكروه تنزيهًا:كصوم
عاشوراء منفردًا،والجمعة منفرداً حيث لا يجوز أن يصوم يوم الجمعة منفردًا يتطوع بذلك؛لأن
الرسول نهى عن ذلك. في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:"لا يَصُومَنَّ
أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ"( البخاري
ومسلم).
وهكذا لا يفرد
يوم السبت تطوعًا، لكن إذا صام الجمعة ومعها السبت أو معها الخميس فلا بأس، كما جاءت
بذلك الأحاديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم .
وصوم الوصال أن يواصل الرجل الصوم بالنهار والليل
.. ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ
إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَأَيُّكُمْ مِثْلِي إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي
رَبِّي وَيَسْقِينِ فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ وَاصَلَ بِهِمْ
يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ فَقَالَ لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ
كَالتَّنْكِيلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا - وفي رواية عنه قال لهم: فَاكْلَفُوا
مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ"(البخاري ومسلم).
عباد الله:" ومن أنواع وأقسام الصيام الصوم المحرم:" وكذلك ينهى عن صوم عيد الفطر وذلك محرم. وكذلك يوم النحر واستدل جمهور العلماء على ذلك بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-:"أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الْأَضْحَى، وَيَوْمِ الْفِطْرِ"( مسلم).
وأيام التشريق
كلها لا تصام؛ لأن الرسول صلي الله عليه وسلم
نهى عن ذلك، إلا أن أيام التشريق قد جاء ما يدل على جواز صومها عن هدي التمتع
والقران خاصة لمن لم يستطع الهدي؛ فعن عائشة رضي الله عنها وابن عمر رضي الله عنهما
قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي"(البخاري).
أما كونها تصام
تطوعًا أو لأسباب أخرى فلا يجوز كيوم العيد؛
وهكذا يوم الشك وهو الثلاثين من شعبان إذا لم تثبت رؤية الهلال، فإنه يوم شك لا يجوز صومه في أصح قولي العلماء سواء كان صحوًا أوغيمًا؛ للأحاديث الصحيحة الدالة على النهي عن ذلك. قال عمَّارُبن ياسر:"من صامَ اليومَ الذي يَشُكُّ به النَّاسُ، فقد عصى أبا القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"(أبوداود والنسائي).
وكذلك صيام الزوجة نفلاً بغير إذن زوجها , لقوله صلي الله عليه وسلم:" لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ.."(البخاري).
أما فرض رمضان
فلا يحل له منعها حيث لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أخي المسلم بعد
أن تحدثنا عن أقسام الصيام نعد أن نتحدث عن أقسام الصائمين في لقاء أخر بمشيئة الله
تعالي ..انتظرونا..وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.