recent
أخبار عاجلة

خطة لتجديد الخطاب الديني | لفضيلة الشيخ عبدالناصر بليح



أئمة وخطباء المساجد(الحلقة السابعة).

تحضير .. مهارة .. تكرار .. إطالة .. أخطاء لغوية .. أحاديث موضوعة.. قصص واهية !!

خطة لتجديد الخطاب الديني و تحقيق رسالة المسجد


لن تجد الدعوة إلى الله أثرها أو تحقق مقصدها على  النحو الذي أراده الله لها إلا إذا وجد الداعية الناجح الذي يحملها ويعيش بها ولها، ويحمل لها في قلبه المكان الأسنى والمطلب الأسمى. من هنا وجب أن يكون لنا وقفة مع هذا الإمام المتميز المستنير والخطيب المؤثر. نحاول التعرف على جوانب ثقافته ومصادر أفكاره وأهم المكونات التي تؤثر في إفرازه وإيجاده.وأهم الأمور التي ترفع من قدره وتزيد من علمه وأهم الأمور التي يمكن أن يحققها من خلال دعوته بالمسجد..

ومن أهم هذه الأمور التي يمكن أن يحققها السادة  الأئمة ويؤدوها للمجتمع والأمة من خلال المسجد حاليًا- ما يلي :

1- الإمامة وما يتبعها ويلحق بها .

2- الخطابة في الجمعة والأعياد ونحوها .

3- الفتاوى .

4- الدروس والحلق "تحفيظ القرآن".

5- المحاضرات والندوات .

6- الكلمات والتوجيهات والمواعظ .

7- سائرأعمال الخيروالبر التي يمكن أن تتحقق من خلال المسجد حسب نظر الأئمة.

1- الإمامة

المقصود بالإمامة هنا : إمامة المصلين في المسجد .

والإمامة شأنها عظيم في الإسلام ..فهي أعظم مهام العلماء ، وأهم الوسائل التي من خلالها يظهر أثر العلماء في تحقيق رسالة المسجد .والإمامة كما أنها تعني تقدم المصلين في الصلاة فهي كذلك تعني تبعا لذلك تعليمهم وإرشادهم وتفقد أحوالهم ، وتوجيههم إلى أن يكونوا على المستوى اللائق في دينهم ودنياهم . والأئمة مبلغون لدين الله ، داعون إلى كل خير وفضيلة ، والدعاة إلى الله هم خير الناس ، فهم الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر ، القائمون على حدود الله ، الذابون عن دين الله ، الصالحون المصلحون الذين أثنى الله عليهم وامتدحهم في مواضع عديدة . قال تعالى :"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "(يوسف/08 1) .. مع مراعاة الأحوال المختلفة للمصلين  ، ثم القصد - أي : الاعتدال والتوسط - هو الأفضل بوجه عام ، وذلك لأن الطول يفضي في الغالب إلى السآمة والملل بالنسبة للمأمومين ، وقد يؤخرهم عن بعض أعمالهم ، ويشغلهم عن قضاء بعض حاجاتهم ، وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فضل ذلك ، فقال :" يا أيها الناس إن منكم منفرين ، فأيكم أم الناس فليوجز ، فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة " (متفق عليه) .

 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:"كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يرجع فيؤم قومه ، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة ، فانصرف الرجل ، فكأن معاذا تناول منه ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"فتان,فتان,فتان " (ثلاث مرار) أو قال : "فاتنا ، فاتنا ، فاتنا" وأمره بسورتين من أواسط المفصل "(البخاري).

وعن جابر رضي الله عنه أنه قال : "اقرأ والشمس وضحاها ، والضحى ، والليل إذا يغشى ، وسبح اسم ربك الأعلى "(مسلم).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا صلى أحدكم للناس فليخفف ، فإن منهم الضعيف ، والسقيم ، والكبير ، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء " (البخاري) .

ومع أمره صلى الله عليه وسلم لمعاذ بالقراءة بأواسط المفصل ، إلا أنه كان يؤم الصحابة فيطيل في بعض الأحيان ، ويسمع صراخ الصبي وهو يريد أن يطول في صلاته ، فيتجوز في صلاته كراهية أن يشق على أمه (البخاري) .

2- الخطابة :

وأعني بالخطابة هنا : خطب الجمعة والعيدين والاستسقاء ، وهي من شعائر الدين ، وقد حدد الشرع أركانها وشروطها ، ولست بصدد التفصيل في ذلك .

لكن يهمنا هنا الإشارة إلى أن خطب الجمعة أهم واجبات الأئمة وأكثرهم قائم بواجبه فعلا . . لكن ليس ذلك بالقدر الكافي ..فإن المرء لا يكون خطيباً بمجرد صعوده المنبر ، ومخاطبة الجموع ، فالخطابة لها قواعدها ، ومعالمها ، وآدابها التي ينبغي أن يحرص عليها الخطيب حتى يكون ناجحا فاعلاً مؤثراً ، فلا بد أن يأخذ بحظ وافر من المران والممارسة ، والتأهل والإعداد والتحضير ، والعلم والثقافة المتنوعة .

وتتميز خطبة الجمعة أيضا بالاستمرارية والتكرار في كل أسبوع ، ففي العام الواحد يستمع المصلي لاثنتين وخمسين خطبة ، وهذا يمثل مساقا دراسيا متكاملا ، فإذا أحسن إعداده كانت آثاره جليلة ، وثمراته عظيمة .

3- الفتوى :

الفتوى من أعظم مهام العلماء؛ لأنهم أهل الذكر ، والله تعالى يقول :" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "(النحل/43).

وأجدر مكان تصدر منه الفتوى : المسجد؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسألون الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد أكثر من سؤالهم له فيما سواه .

كما أن الفتوى في المسجد تعم بها الفائدة لحضور طائفة من المصلين غالبا . ولذا درج المسلمون قديمًا وحديثا على اعتبار المسجد أفضل بقعة تنطلق منها الفتوى .

وهي اليوم أعم فائدة ، حيث توفرت وسائل الإعلام والإبلاغ التي تتجاوز المسجد عبر مكبرات الصوت والأشرطة ونحوها .

والفتوى يجب أن يتصدى لها العلماء وطلاب العلم المتمكنون ، ولا يترك الناس للأحداث والمتعالمين ، وقليلي الفقه في الدين ، وربما أهل الأهواء أحيانا .

لذا يجب أن يُعنى أئمة المساجد بهذه المسألة عناية تامة ، كأن يقوموا بالتنسيق مع المشايخ وأهل الفتوى بجلب المفتين وعقد جلسات الفتوى في المساجد بشكل منتظم؛ لأنه كثيرًا ما يتعرض للفتوى -عبر منابر المساجد والكلمات فيها أو الوعظ- من ليس بأهل الفتوى فيفطن الناس ، أو يوقعهم في الحرج .

ويتم اختيار مسجد من مساجد الحي أو القرية بمعرفة قسم الفتوى بالإدارة ""بعد إنشائه ويجتمع به الأئمة يومي الاثنين والأربعاء عقب صلاة الظهر لبحث الفتاوى المقدمة للجنة خلال الأسبوع أو المقدمة من جمهور المسجد لأي إمام بالمنطقة الواقع بها "لجنة الفتوي "للرد عليها ومخاطبة أصحابها ..ويكتب لافتة علي باب المسجد يوجد بالمسجد لجنة فتوي..ومن الممكن أن تتواصل  هذه اللجنة بلجنة الإدارة والمديرية ودار الإفتاء عبر الموقع الاجتماعي "الفيس بوك وتويتر"لعرض الفتاوي المشكل عليهم فيها والرد عليها..

 

4- الدروس :

وأعني بها تلكم الحلقات العلمية التي تقام في المساجد ، يتعلم فيها الناس أصول الدين وفروعه ومتطلباته ، في العقيدة والأحكام والتفسير والحديث واللغة وسائر العلوم الشرعية وما يلحق بها .

والدروس في نظري هي أهم المجالات وأعظمها فائدة ، كما أنها الوسيلة الأنفع والأجدى والأبقى ، وقد أثبتت التجارب عبر تاريخ الإسلام الطويل أن الدروس العلمية الشرعية ، هي الطريقة التربوية الأسلم في نشر الدين وتعليم الناس ، وتفقيههم في الدين ، وكانت أعظم وسائل العلم والتعليم والتربية عند السلف الصالح ، ولا تزال أفضل الوسائل لذلك .

وعلماء الأمة هم معلموها ، ويجب أن يتصدروا الدروس الشرعية في كل مكان ، والدروس في المساجد بخاصة .

ولدروس العلماء في المساجد خصائص تميزها , منها :

1- أنه يتحقق فيها معنى مجالس الذكر أكثر من غيرها ، حين تكون في بيت من بيوت الله ( وهو المسجد ) ، وتحضرها الملائكة ، ويباهي الله بأهلها ملائكته .

2- أن المتلقي في المسجد يشعر بشيء من الطمأنينة والسكينة والهدوء والسمت أكثر من أي مكان آخر .

3- أن الناس في المساجد يكونون أكثر التزاما للأدب والإنصات واحترام المكان والحضور .

4- جلوس المتلقي في المسجد يجعله أكثر استعدادًا لقبول العلم حين يشعر أنه في مكان الصلاة ، والأصل أن يكون على طهارة ويحافظ على ذلك .

وفي الجملة فإن الدروس هي التي تربي طلاب العلم؛ لأن الدروس تتسم غالبا بالاستمرارية ، والأصل في طلاب الدروس الملازمة للشيخ المدرِّس ، وتلقي العلم عنه مقرونًا بالعمل والأدب والسمت ، إذ العالم قدوة في علمه وعمله .

أصناف الدروس :

والدروس التي يحتاجها الناس اليوم أصناف :

منها الدروس العلمية المركزة :

وهي تلكم الدروس التي ينبغي أن يتصدرها الأئمة.. أن يأخذ الدرس صفة الثبات والاستمرارية .

ومنها الدروس الخفيفة :

وهذه الدروس الموجزة المؤقتة التي يلقيها الشيخ في زمن محدود ، كأسبوع ، أو شهر ، أو في حلقة ذات زمن محدد قصير ، كالحلقات والدروس التي تلقى في الدورات أو المواسم الثقافية ، أو المراكز الصيفية ونحوها .

*الدروس الرافدة :

وهي تلكم الدروس التي يقوم بها طلاب العلم الصغار"المعاهد الأزهرية والكليات الأزهرية " في تعليم العلوم الشرعية الأولية ، والتي لا تحتاج إلى التعمق في العلم ، أو التبحر في العقائد والأحكام ، ويجب أن تكون هذه الدروس في المساجد ، وتحت إشراف الأئمة ورعايتهم ومتابعتهم ، لئلا تنحرف بهم السُّبُل يمينا أو شمالا ، فالصغار والأحداث من طلاب العلم إذا تركوا يعلمون الآخرين دون إشراف ولا توجيه ربما يصيبهم التعالي والغرور ، وربما يشطح أحدهم وتستهويه الأهواء دون أن يشعر .وأيضاً لابد من متابعتهم لتخريج النشء الذي يحمل المنهج الوسطي الأزهري الأشعري المعتدل ..

*حلق تحفيظ القرآن :

وهذه مهمتها الأساسية تحفيظ القراَن وإقراؤه للصغار والكبار ، وقد تتولى تعليم الدارسين شيئا من مهمات الدين في العقيدة والأحكام بالإضافة إلى مهمتها التربوية والأخلاقية من خلال ذلك ، ومكانها الطبيعي المسجد ، ولا يلزم أن يتولى العالم بنفسه هذه المهمة وحده ، بل لا بد أن يقوم بها كل من يجيدها ولو لم يكن عالما .

لكن يجب أن يرعاها ويشرف عليها "إمام المسجد بنفسه ومعه العلماء وكبار طلاب العلم من أئمة المساجد المجاورة  وغيرهم ، وأن يتأكدوا من سلامة نهجها علميا وعقديا لئلا تكون بؤرة للبدع والأهواء .

وهنا:

يحصل الإمام علي أجر  مقابل هذا العمل إذا تولي حلقة التحفيظ  بنفسه.. فيقوم بالبدء بالعمل ثم يجمع أسماء   شريطة أن لا يقل العدد عن عشرين بصورة بطاقة القارئ الذي يتلقي القرآن ويبلغ بها الإدارة التابع لها وتسجل هذه الحلقة ويقوم مفتش المنطقة بالمرور عليها لمتابعة سير العمل ..ويقوم الإمام بحفظ سجل خاص بحلقة تحفيظ القرآن للتأشير به من قبل المفتش ..

5- المحاضرات والندوات :

المحاضرة:وهذه تختلف عن الموعظة ، لان الناس جاءوا مستعدين ، وكذلك تبنى على حقائق علمية مع طول وقتها وإشباع موضوعها وما قد يصاحبها من مداخلات وأسئلة في الغالب تطرح في آخرها مما يتطلب من المحاضر استعداداً علمياً وذهنياً ونفسياً يجعله يجيب بما يحضره ويعتذر عما غاب عن ذهنه أو يجهله.المحاضرات والندوات تكون -في نظري- في المقام الثاني بعد الدروس ، وهي نمط من الخطابة وترادفها ، وأفضل مكان للمحاضرات والندوات هو المسجد ، كما أن الإمام هو أولى من يقوم بالمحاضرات في المساجد .

وفي عصرنا صار للمحاضرات شأن كبير ، وكثر الاعتماد عليها في إيصال المعلومة للسامعين ، وهيأت الجامعات والهيئات والمؤسسات والمكتبات قاعات مخصصة للمحاضرات ، تضاهي المساجد وربما تسببت في تعطيل كثير من المساجد في أكثر البلاد الإسلامية .

وبالرغم من أنه في الآونة الأخيرة بدأ يعود للمسجد شيء من الاعتبار ، فإنه لا يزال الأمر يحتاج إلى مزيد من الاهتمام من العلماء بصرف أنظار الناس إلى المساجد وإعادة الاعتبار لها ، وذلك بجعلها مركزًا لنشر العلم والتوجيه والوعظ والإرشاد ومنطلقا للأنشطة العلمية والاجتماعية والدعوية .

وعليه فإنه يتم الإعلان عن المحاضرة من خلال لوحة المسجد أو مكبرات الصوت بأنه يوجد محاضرة للشيخ /... وقت /...... بعنوان /.........

ومن الممكن أن يخصص يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب , وتكون بدل درس راحة الإمام  "يوم السبت "علي أن يلقيها بمسجد غير مسجده وتسجل بدفتر أحوال المسجد أو سجل الزيارات ..حتي يحصل الإمام علي راحة كاملة حيث أن الشكاوي المتكررة من الأئمة أنهم لا يحصلوا علي أجازة بدل الجمعة رغم أنه أجر نظير عمل ..ومن الممكن أن يتم عمل خطة لتبادل المحاضرات بين الأئمة علي هذا الوضع بمعرفة مفتش المنطقة ..

الندوة:

وهذه تمتاز بأن المشارك فيها أكثر من واحد مع ما فيها من إبعادٍ للسآمة والملل بسبب نقل الحديث من مشارك لآخر مع تنوع محاورها التي يتناولوها هذا إن سلمت من استئثار مديرها بالحديث أكثر من ضيوفه.

فيقوم مفتش المنطقة بعمل خطة تنظم بين الأئمة علي أن يكون كل إمامين في مسجد بعد صلاة العصر أو المغرب ويتناوبا الحديث معاً أو يكون الحديث بينهما بالتناوب .."وحبذا لو كان إمام متمكن كبير مع إمام حديث ليتعلم  الصغير من الكبير ..

وكذلك يتم تنظيم خطة علي مستوي الإدارة ينظم مفتش المنطقة خطة بين السادة الأئمة الكبار فيتوجه كل إمامين إلي مسجد من المساجد الكبري لإقامة ندوة بعد صلاة العصر أو المغرب بالاشتراك مع إمام المسجد لإدارة الندوة علي أن يبدأ الحديث ثم يقوم بتقديم أحد زملاءه وبعد أن ينتهي من حديثه يقوم بتقديم الثاني ..ثم يقوموا بالرد علي أسئلة الجمهور..ويعلن عن هذه الندوات من خلال مكبرات الصوت وخطبة الجمعة ويعلن عن أسماء المحاضرين ..ومن الممكن أن تعمم هذه الخطة علي مستوي الجمهورية ..

6- الكلمات والتوجيهات والمواعظ :

وأعني بها ما يلقيه العالم وطالب العلم على جماعة المسجد من توجيهات ومواعظ موجزة دون المحاضرة والخطبة ، يتناول فيها ما يحتاجه المصلون وجماعة الحي في أمورهم الشرعية والاجتماعية وغيرها . وأهمها : تعليم أصول الدين ، والأحكام ، والآداب ، والوعظ ، والتنبيه على الأخطاء وبعض جوانب التقصير ، ومعالجة المشكلات الاجتماعية ، والتربوية ونحو ذلك .

وكما أن منطلق هذه التوجيهات هو المسجد ، فكذلك يحسن أن تكون بعد الصلوات ، أو قبيل الإقامة ، حيث يجتمع أكبر عدد ممكن من المصفين ( جماعة المسجد ) ويتولى ذلك أفقه القوم ، سواء كان هو الإمام أو أحد المأمومين من العلماء وطلاب العلم .

وكان سلفنا الصالح يحرصون على هذه الطريقة ، وكان يحدث ذلك إلى وقت قريب.

فكان الإمام أو أحد المشايخ وطلاب العلم الحاضرين يتعهد المصلين بأفرادهم ومجموعهم يقرئهم القدر الضروري من القراَن والحديث ، وأركان الإسلام والإيمان ، والأصول الثلاثة والمسائل الأربع ، وسائر ضروريات الدين من أحكام الصلاة وشروطها وواجباتها والطهارة ، والصيام ، والزكاة ، والحج والسن والآداب والسلوك .

وكان ذلك يتم بشكل دوري ( يومي ، أو أسبوعي ، أو شهري ) بحسب الحاجة .

ويتم ذلك بطريقتين :

الأولى : أن يلقنهم الإمام ذلك بنفسه .

والثانية : أن يكلف المؤذن أو مقيم الشعائر  بذلك .

وأرى أن هذا من أهم أدوار المساجد التي يجب أن يحييها العلماء وطلاب العلم ، على قدر حال جماعة المسجد ومستواهم ، لكن يحسن أن تتم الثانية بطريقة لا تنفر ولا تحرج بعض المصلين ، الذين يشعرون بشيء من الخجل أو الحرج ، بل تتم بترتيب وتنسيق مناسب تعم به الفائدة ولا يؤدي إلى انقطاع البعض أو تهربهم .

فلا يكلف الإمام أو الشيخ في ذلك إلا من يتوسم فيهم المقدرة والاستعداد ، والباقون يستفيدون مما يسمعون .

هذا إذا تم عمل هذه الأمور من خلال التكليف والتلقين .

وأما إذا قام بالمهمة الشيخ أو الإمام فالأمر سهل شريطة عدم الإطالة ، حيثما لا تزيد الكلمة عن عشر دقائق وإلا فتصبح مع التكرار مملولة .

وعلى أي الأحوال فإن عموم الفائدة ونجاح العمل مرتبط بالأسلوب والطريقة التي ينهجها من يقوم بهذه المهمة . فالحرص على وسائل الجذب ، وتطوير الأساليب وتنويعها من عوامل نجاح العمل .

الخطاب الوعظي :

مما يفتقر إليه مجتمعنا اليوم ويحتاجه سائر الناس -حتى طلاب العلم -الخطاب الوعظي ، فإن قلوب الناس رانت عليها القسوة ، ورغم كثرة مصادر التلقي والعلم والثقافة إلا أن الجانب الوعظي لا يزال ضعيفًاً . وهذا مما ينبغي أن يُعنى به المشايخ وسائر الأئمة والخطباء ، والدعاة والمرشدون ، وفق الله الجميع لما فيه الخير .

7- الأعمال الخيرية الأخرى :

مما يحسن أن ينطلق من المسجد وبإشراف العلماء وتوجيههم : الأعمال الخيرية ،و البر مثل : بث روح التعاون والتكافل والتراحم في جماعة المسجد وتوجيه المقصِّرين في الصلاة وحضور الجماعة ، وتفقد أحوال الجماعة وأهل الحي في سائر الأمور الشرعية ، والأخلاقية ، والمادية ، والحرص على ما يجمع الشمل ، وينشر الفضيلة ويحارب الرذيلة ، وتدريب طلاب العلم "المعاهد  والكليات الأزهرية "على الكلمات والوعظ والخطابة ، والفتوى وأعمال البر بإشراف مباشر من الإمام ومفتش المنطقة .

ولأن هذه الأمور من مقاصد الشرع وتتعلق بمصالح الناس ، وتمس حرياتهم ، لذا يجب أن يتولاها أهل العلم والحلم والفقه في الدين ، وممن له اعتباره واحترامه بين المجتمع من العلماء والصالحين المشهود لهم .

اقتراحات عامة :

إضافة إلى الاقتراحات السابقة :

1- وضع خطة لاستقطاب جميع العلماء والوعاظ  وخطباء المكافأة وطلاب العلم  ونحوهم من المؤهلين  للدعوة، للتدريس وسائر الأنشطة المناسبة في المساجد في المدن والقرى والأرياف والبادية ، ويقوم بتنفيذها لجان محلية تتكون من المشايخ وطلاب العلم والأئمة والخطباء .

2- وضع برنامج لزيارة المشايخ الكبار وطلاب العلم للمناطق المحتاجة بشكل دوري منتظم وبالتناوب . تتفاوت مددها من عدة أشهر إلى أسبوع أو يوم في الشهر أو يوم في الأسبوع . والاستمرار في ذلك بمتابعة قوية وجادّة .

3- وضع دورات مستمرة للأئمة والخطباء لهذا الغرض ، أعني الإشراف على الأنشطة وأداء الدروس والكلمات التوجيهية والمحاضرات والندوات وسائر الأنشطة .

4- وضع برنامج للقاء الأئمة بعضهم بعضاً للتنسيق فيما بينهم علي خطة الدعوة ولو مرة شهرياً  لأن اللقاء بين الخطباء المتجاورين والتنسيق فيما بينهم يختصر عليهم الطريق فالتفاهم حول الموضوعات وكيفية طرحها من الأمور المهمة والحرص على تفهم ما عند الآخرين ليفيد ويستفيد من اللقاء يجعله حريصاً على التواضع ولا يتعالي على السامعين..

5-وضع برنامج مكثقف لتدريب الأئمة التدريب الكافي الذي يليق بصعود إمام وخطيب المنبر ويواجه الجمهور علي أن تكون بالادارات ثم المديريات ثم برنامج علي مستوي الجمهورية كدورة تأهليه ثم دورة تقدمية ثم دورة نموذجية وهكذا.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

google-playkhamsatmostaqltradent