recent
أخبار عاجلة

ما الفرق بين الإثم والذنب والسيئة؟ الشيخ /أحمدعبدالحميد طايل

 ما الفرق بين الإثم والذنب والسيئة..؟؟


ولماذا يغفر تعالى الذنب سبحانه، ويكفر السيئة؟
الإثم
(إن الإثم ما حاك فى صدرك وخشيت ان يطلع عليه الناس )..صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فالإثم .. هو خطأ أو مرض فى القلب.. أي أنه فى باطن النفس.
وأكبر الإثم هو الشرك بالله..
يقول تعالى
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48) سورة النساء
▪︎ومن الآثام.. كتم الشهادة، الحقد، الحسد، كتم العلم، النفاق، وسوء الظن.. وغيرها من أمراض القلوب..يقول تعالى
(وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)[ البقرة 283]
▪︎لذلك لا يعلم بالإثم ويحاسب عليه سوى الله..
قال سبحانه فى الآية التى تليها.. وقد اختلط على البعض تفسيرها الصحيح..
(لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [ البقرة 284]
▪︎ما تخفوه..يقصد به الآثام، وهى من أمراض القلوب.. ومن معنى الآية..
أن الأعمال الظاهرة تكتبها الملائكة..
أما ما خفى من أعمال.. كالنوايا، وكتم الشهادة، وذكر الله فى نفسك، وكل ما لم يعلم به سوى الله لا تكتبه الملائكة؛ لأنها لا ترى أو تسمع ما تكتبه فى الكتاب، إنما يحاسبنا به الله.
وعلاج الإثم فى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم من القلب مرات عديدة،
والاستعانة بالله، وجهاد النفس، والاستغفار.. مع الدعاء لنفسك والمسلمين وللعالمين.
كان هذا الإثم ..فما الذنب..؟
أما الذنب فهو خطأ العبد فى حق نفسه مع ربه..
أى معصيته لله دون إضرار بغيره..
▪︎كالتقصير فى الفروض من صلاة، وزكاة، وصوم وحج مع الاستطاعة، أو الاتيان بالمحرمات كشرب المسكرات، و النظر إلى ما حرم الله، وأكل ما يحرم أكله.. وغيرها مما يغضب الله.
▪︎فالذنوب هى ديون علينا لله عز وجل.و لكى نتخلص من الذنوب..ليس علينا سوى التوبة الخالصة لله، وتصحيح أوضاعنا مع ما أمر الله به وما نهى عنه، كثرة الاستغفار والتذلل الى الله بغفران الذنوب.
لذا وعد الله بالمغفرة.. وخص الذنوب حيث قال سبحانه..
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [ الزمر 53] أما السيئة..
فهي خطأ العبد فى حق نفسه مع ربه وامتد ليضر غيره من العباد.
▪︎مثل السرقة، أكل مال اليتيم، الغيبة، عدم الوفاء بالعهد، الخيانة، الظلم، القتل، والأذى البدنى أو النفسي للغير.. الكذب.. وغيرها.....
▪︎لذا فإن الله يغفر الذنوب.. ولكنه لا يغفر السيئات؛ لأن للحقوق أصحاب يطالبون بها..
لكن سبحانه يكفرها للعبد.. أى يضع أمامها ما يوازنها من حسنات تعطى لصاحب الحق.. فيفك بها أسر عبده..حال توبته وإنابته..لذلك يقول تعالى
(ويكفر عنكم من سيئاتكم).
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى 40]فلا يملك العفو سوى صاحب الحق.. وهذا من عدل الله..
لذلك على المرء رد الحق.. قبل يوم الحق فقد لايجد من الحسنات مايكفى لصد سيئاته .
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
google-playkhamsatmostaqltradent