سدوم وعمورة وسياتل
علاقة سدوم وعمورة الإردنية بمدينة سياتل الأمريكية
سدوم وعمورة هما مدينتان ذكرهما الكتاب المقدس والقرآن، اشتهرتا بانتشار الفساد والرذيلة في زمن النبي لوط، فدمرهما الله وقلب قريتهما (المؤتفكات) وجعل عاليها سافلها، ويُعتقد أنها كانت تقع في منطقة البحر الميت قرب وادي الأردن،
بينما سياتل هي مدينة حديثة وكبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا علاقة لها تاريخياً بسدوم وعمورة، فالربط بينها هو ربط جغرافي (المدن الحديثة مقابل المدن القديمة) أو استعاري (التشابه في تحدي المعايير الأخلاقية) وليس تاريخياً أو مكانياً مباشراً، وتدمير سدوم وعمورة حدث بفعل حدث سماوي أو نيزكي كما يفسر العلماء، وليس له علاقة بمدينة سياتل الحالية.
- الموقع: كانت في منطقة غور الأردن، بالقرب من البحر الميت، حيث توجد آثار مدن قديمة في تل الحمام بالأردن.
- القصة: أرسل الله لوطاً لقوم ارتكبوا الفاحشة (إتيان الرجال شهوة من دون النساء)، فرفضوا دعوته، فأنزل الله عليهم عذاباً مدمراً (حجارة من سجيل، قلب الأرض).
- الاكتشافات الأثرية: أعلن علماء آثار عن اكتشاف آثار مدن برونزية في تل الحمام تتطابق مع وصف سدوم وعمورة، وتوقف الحياة فيها فجأة، مما يشير إلى تدمير شامل.
- الموقع: مدينة أمريكية حديثة تقع في ولاية واشنطن، شمال غرب الولايات المتحدة على الساحل الهادئ.
- الطابع: مدينة حضارية حديثة، مراكز تجارية، ثقافية، وتكنولوجية.
- لا يوجد رابط تاريخي أو جغرافي مباشر.
- الرابط بينهما:"قد يكون الربط استعاريًا في بعض الأحيان للإشارة إلى انحطاط أخلاقي في مجتمعات حديثة، ولكن هذا ربط مجازي وليس حقيقياً، وسدوم وعمورة هي مدن قديمة دمرت كعقوبة إلهية، بينما سياتل مدينة قائمة ولم تدمر بنفس الطريقة حتي الآن .
بالرغم من ذِكر الأنبياء اليهود أن آثام سدوم وعمورة هي الزنى، الكبرياء، والبخل، فتري أغلبية التفاسير المتعلقة بسدوم وعمورة أن القصص عبارة عن استنكار تمثيلي للمثلية الجنسية. يرى ريكتور نورتون أن النصوص اليهودية القديمة تركز على قساوة وفقر ضيافة أهل سدوم للغريب عوضًا عن المثلية الجنسية. بعض الجرائم الأخرى التي ارتكبها أهل المدينتين حسب اليهودية تشمل عقاب الضحايا على جرائم ارتكبت في حقوقهم، إجبار ضحايا الاعتداء على دفع تعويض مادي على نزف المعتدي، وإجبار النساء على الزواج من الرجال الذين أجبروهم على إجهاض أطفالهن «تعويضًا» عن الطفل المُجهَض. عذب الأهالي أيضًا الزوار المقيمين عبر إمدادهم بأسرة متوسطة الحجم، فإذا كان الزائر أقصر طولًا من السرير قاموا بشد أطرافه حتى فُصِلَت، وإذا كان أطول قامة قاموا بقطع أرجله. نتيجة لذلك امتنع العديد عن زيارة المدينتين.
سدوم وعمورة في المسيحية والعقاب الإلهي
استخدمت سدوم وعمورة عبر التاريخ وفي الوقت الحديث كاستعارة عن المثلية الجنسية. يرجع ذلك إلي تفسير النص الإنجيلي للعقاب الإلهي لسدوم وعمورة كنتيجة للمارستهم للمثلية الجنسية. يختلف عدد من العلماء المعاصرين مع هذا التفسير. تدرج بعض المجتمعات الإسلامية عقوبات متعلقة بسدوم وعمورة في الشريعة.
قصة عقاب سدوم وعمورة في سفر التكوين 18–19.
قابل الملكان لوط، وأقنعهما بالإيواء معه، وقدم لهما الطعام.
وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا أَحَاطَ بِالْبَيْتِ رِجَالُ الْمَدِينَةِ، رِجَالُ سَدُومَ، مِنَ الْحَدَثِ إِلَى الشَّيْخِ، كُلُّ الشَّعْبِ مِنْ أَقْصَاهَا.
رفض لوط أن يسلم ضيفيه إلى سكان سدوم:
هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلاً. أخرجهما إليكم فافعلوا بهما ما يحسن في أعينكم. وأما هذين الرجلين فلا تفعلوا بهما شيئاً، لأنهما لذلك دخلا تحت ظل سقفي.
سفر التكوين 19:8
فرفضوا عرضه، وذهبوا ليكسروا بابه. أنقذ الملكين لوط وقاموا بإعماء الرجال، ثم أفصحوا للوط عن مهمتهم لتدمير المدينة، وأمروا لوط أن يجمع عائلته ويرحل. أثناء هروبهم، أمر أحد الملكين لوط ألا ينظر إلي الوراء. فكانت سدوم وعمورة تدمران بالنار والكبريت، وعندما نظرت زوجة لوط ورائها، تحولت إلي عمود من الملح.
سدوم وعمورة في الإسلام
قصة قوم
لوط باختصار تدور حول إرسال الله لنبيه لوط عليه السلام إلى أهل سدوم ليدعوهم إلى
عبادة الله وحده وترك الفاحشة الكبرى، وهي إتيان الرجال شهوة بدلاً من النساء،
وقطع السبيل، وارتكاب المنكرات في مجامعهم، لكنهم رفضوا دعوته واستمروا في غيهم
وتوعدوه بالإخراج، فدعا لوط ربه فاستجاب له وأمر الملائكة بتدمير القرية وقلبها،
وأنجى لوطاً وأهله إلا زوجته، فكان هلاكهم عبرة لمن بعدهم، مع بقاء آثار قريتهم
كآية.
الإصرار
على المعصية: رفض قومه دعوته بشدة، واستهزأوا به، وتوعدوه بالطرد، وطلبوا منه
إخراج ضيوفه (الملائكة) ليقضوا شهواتهم منهم.
نجاة
لوط وأتباعه: دعا لوط ربه، فجاءت الملائكة وأعموا القوم، وأمروا لوطاً بالخروج
ليلاً هو وأهله (ما عدا زوجته التي كانت معهم) من القرية.
العذاب:
عند شروق الشمس، أمر الله السماء فمطرت حجارة من سجيل على قريتهم (سدوم) وقلب
عاليها سافلها، فدمّروا جميعاً.
العبرة:
جعل الله هلاكهم آية وعبرة لمن يظلم ويتعدى حدود الله، مع ترك أطلال القرية كذكرى.
ملخص
انحرافهم:
الفاحشة
الكبرى: كانوا أول من أتى الرجال شهوة بدلاً من النساء، ولم يسبقهم أحد بهذا
الفعل.
قطع
السبيل: كانوا يعتدون على المسافرين والتجار في طرقاتهم.
المنكر
في المجامع: كانوا يجاهرون بفعلهم في نواديهم.
تعدى قوم لوط حدود الله بشكل واعٍ. ودعا لوطٌ الله أن يقيه مما كانوا يفعلون. أُرسِل جبريل إلى لوط ليخبره عن ضرورة مغادرة المدينة. ينص القرآن على بقاء زوجة لوط في المدينة لتعديها حدود الله، وقابلت مصيرها في الكارثة التي حلت بالمدينة التي نجا منها فقط لوط وأهله.
قال تعالي:" فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ"(الشعراء/١٧٠- ١٧١).