recent
أخبار عاجلة

كيفية مخاطبة السيد رئيس الجمهورية؟ الشيخ عبدالناصربليح

كيفية مخاطبة السيد رئيس الجمهورية؟


الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد 

فلقد اهتم الاسلام اهتماماً بالغاً بالاحترام والتوقير لدرجة أن الرسول نفي الاسلام عمن لايوقر الكبير  :" ليس منا من لم يوقر كبيرنا "(الترمذي).

كما أولي القادة وولاة الأمور أهمية خاصة ودعي لاحترامهم وطاعتهم وعدم الخروج عليهم فطاعة ولي الأمر واجبة في الإسلام بالمعروف وفي غير معصية الله، وهي مبنية على طاعة الله ورسوله، وتتوقف عند الأمر بالمعصية. والقرآن الكريم والسنة النبوية دلّت على وجوبها، مع وضع ضوابط شرعية مثل ألا تأمر بمعصية، وأن تكون في حدود المصلحة العامة. ويحرم الخروج على ولاة الأمور لما يترتب عليه من مفاسد وفتن، ما لم يكن الأمر بالمعصية.

 وحرم الخروج على ولي الأمر لما فيه من مفاسد وفتن كالفتنة، وإراقة الدماء، والظلم، وانتشار الفوضى، وضياع الدين والدنيا.

كما أوجبت الطاعة في ظل الظلم: فلا يجوز الخروج على ولي الأمر في حال وقع منه ظلم، بل يجب الصبر عليه، ما دام يأمر بالمعروف في أمور الدين العامة الصلاة والزكاة والصيام والحج .. الخ.
وقدجاء الأمر من الله بالطاعة
في المعروف قول الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً"(النساء:59).

و دلت السنة النبوية على تحريم الخروج على ولاة الأمر، فقد جاء فيها أن "من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة"(صحيح).
وعن ابن عمر رضي اللَّهُ عنهما، عَن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: عَلى المَرْءِ المُسْلِم السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أَحَبَّ وكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإذا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طاعَةَ "(متفقٌ عَلَيْهِ).
وعنه قَالَ: كُنَّا إِذَا بايَعْنَا رسُولَ اللَّهِ ﷺ عَلى السَّمْعِ والطَّاعةِ يقُولُ لَنَا: «فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ"(متفقٌ عَلَيْهِ).
وعنهُ قالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: مَنْ خلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّه يَوْم القيامَةِ ولا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ ماتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتةً جَاهِليَّةً"(مسلم).
وفي روايةٍ لَهُ: ومَنْ ماتَ وَهُوَ مُفَارِقٌ لِلْجَماعةِ؛ فَإنَّهُ يمُوت مِيتَةً جَاهِليَّةً.
وعَن أنَسٍ قال: قال رسُولُ اللَّهِ ﷺ: اسْمَعُوا وأطِيعُوا وإنِ اسْتُعْمِلَ علَيْكُمْ عَبْدٌ حبشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ "
(البخاري).
وجوب مخاطبة الرؤساء والحكام بالتوقير والتبجيل
ولم يكتفي الاسلام بطاعتهم وعدم الخروج عليهم بل أوجب حسن مخاطبتهم والتحدث معهم بمايليق بمنزلتهم :" "أنزلوا الناس منازلهم" يعني إعطاء كل شخص ما يستحقه من تقدير واحترام ومكانة حسب قدره ومنصبه ومنزلته في الدين والعلم والشرف. هذه العبارة هي وصية نبوية تشجع على مراعاة مراتب الناس في المعاملة، سواءً في المجالس أو غيرها، وعدم المساواة الظالمة بين صاحب المكانة والشخص العادي.

ن يعاشر الخلق بحسب منازلهم، فالكبير له التوقير والاحترام، والصغير يعامله بالرحمة والرقة المناسب لحاله، والنظير يعامله بما يحب أن يعامله به، وللأم حق خاص بها، وللزوجة حق آخر، ويعامل من يُدل عليه ويثق به ويتوسع معه ما لا يعامل به من لا يثق به ولا يدل عليه، ويتكلم مع الملوك وأرباب الرئاسة بالكلام اللين المناسب لمراتبهم، ولهذا قال تعالى لموسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه: 43-44), ويعامل العلماء بالتوقير والإجلال والتعلم، والتواضع لهم، وإظهار الافتقار والحاجة إلى علمهم النافع، وكثرة الدعاء لهم، خصوصاً وقت تعليمهم وفتواهم.
ولما خاطب الرسول صلي الله عليه وسلم بعض الملزك كهرقل عظيم الروم قال

" بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى: أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت عليك إثم الأريسيِّين، { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"(آل عمران64) )( البخاري ) .

وقد تسلم هرقل رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - ودقق في الأمر كما في الحديث الطويل المشهور بين أبي سفيان وهرقل، حين سأله عن أحوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقال هرقل بعد ذلك لأبي سفيان : " .. إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه ) ( البخاري ). ومعنى تجشمت: تكلفت الوصول إليه، وارتكبت المشقة في ذلك . وفي رواية مسلم : " لأحببت لقاءه " .

كيفية مخاطبة السيد رئيس الجمهورية؟

وعليه فتتم مخاطبة السيد الرئيس بـأعظم الأسماء وأفخمها و استخدام الألقاب المناسبة، واحترام الوقت، والتحدث بأسلوب لائق وموجز، مع ضرورة الاستماع الجيد والتركيز على النقاط الرئيسية. وتتطلب هذه المخاطبة حكمة وفطنة تتناسب مع مكانة الرئيس.

أنواع الخطابات والألقاب
الألقاب الرسمية: تُستخدم الألقاب مثل "فخامة الرئيس" أو "صاحب الفخامة" لمخاطبة رؤساء الجمهوريات.
الخطابات الرئاسية: تُستخدم خطابات محددة من قبل الرؤساء لبيان السياسات العامة مثل خطاب "حالة الاتحاد" أو الخطاب "الافتتاحي" أو "الخطاب الوداعي".


قواعد عامة لمخاطبة الرؤساء
احترام الوقت: كن موجزاً في حديثك وقدم النقاط الرئيسية بشكل مباشر.
الاستماع الجيد: تجنب مقاطعة الرئيس واحرص على الإنصات أثناء حديثه.
استخدام الألقاب: استخدم الألقاب الرسمية مثل "سيدي" أو "فخامة الرئيس" لإظهار الاحترام.
الهدوء: حافظ على هدوئك ورباطة جأشك عند التحدث.
الإيجاز والفائدة: تحدث باختصار وحرص على تقديم الفائدة والتركيز على ما تريد إيصاله.
أهمية الخطاب السياسي
التأثير على الرأي العام: الخطاب السياسي يُعد أداة قوية للتأثير على الرأي العام وبناء صورة معينة للدولة.
عصب السلطة: الخطاب السياسي مرادف للسلطة، ولذلك يوليه الرؤساء أهمية قصوى.
الهيمنة على الخطاب: يسعى القادة إلى الهيمنة على الخطاب والتحكم فيه لتوجيه أفعالهم وتصرفاتهم.
"فخامة الرئيس" أو "السيد الرئيس"،

عند التحدث شفهيًا
لوحالفك الحظ والتقيت بالحاكم
عند التحدث إليه شخصيًا، يجب استخدام لقب "السيد الرئيس" أو "فخامة الرئيس"،
السيد الرئيس": صيغة رسمية ومناسبة عند التحدث معه مباشرة.
فخامة الرئيس": صيغة رسمية جدًا، وهي أيضًا صيغة احترام تُستخدم معه.
عند الكتابة الرسمية :
وفي الكتابة الرسمية يُمكن استخدام "عزيزي السيد الرئيس". أما في الكتابة فيتم التركيز على احترام منصبه عبر استخدام تحية رسمية مع ذكر لقبه.
التحية: ابدأ الرسالة بـ "عزيزي السيد الرئيس" أو "إلى فخامة السيد الرئيس".
المحتوى: قم بترتيب الأفكار بوضوح، واحرص على انتقاء الألفاظ المناسبة، واكتب ملخصًا موجزًا إذا لزم الأمر.
الخاتمة: اختتم الرسالة بعبارة مثل "وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير" أو أي عبارة رسمية أخرى.
التوقيع: اكتب اسمك وتاريخ الإرسال، ثم اذكر عنوان الجهة المرسلة إليها، وهو مقر الرئاسة في بلدك.
 
google-playkhamsatmostaqltradent