خطبة وزارة الاوقاف بعنوان: هلّا شققْتَ عنْ قلبِهِ
تعاليم الإسلام النور الهادي، والحصن الواقي، والملاذ الآمن.
التعامل النبوي الراقي هو الحافظ لحق الكرامة الإنسانية.
أخطر ما يتصف به تيار الغلو والتطرف هو أنه يقف نشازًا صارخا في وجه جوهر الشريعة السمحة.
اغرسوا في قلوب أبنائكم تعظيم حرمة الدماء والأعراض.
الرشوة شهادة زور يشتريها القوي ليسلب حتى الضعيف.
الْأَدِلَّةُ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ﴾ سُورَةُ الحجرات: 12.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَا ( سُورَةُ البقرة 188.
الْأَدِلَّةُ مِنَ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ:
1- حَدِيثٌ: «أفلا شقَقتَ عن قلبِهِ حتَّى تعلمَ أقالَها أم لا؟».
2- حَدِيثٌ: «أَليسَتْ نَفْسًا».
3- حَدِيثٌ: «إياكم والغلوَّ في الدينِ فإنما أهلَك مَن كان قبلَكم الغلوُّ في الدينِ».
4- حَدِيثٌ: «إنِّي لَمْ أُومَرْ أنْ أنْقُبَ عن قُلُوبِ النَّاسِ ولَا أشُقَّ بُطُونَهُمْ».
5- حَدِيثٌ: «لَعَنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الراشِيَ والمرْتَشِيَ».
الحمدُ للهِ الذي أكملَ لنا الدينَ، وأتمَّ النعمةَ، وأوضحَ السبيلَ، ورضيَ لنا الإسلامَ دينًا، وجعلَه سهلًا يسيرًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، شرعَ الرفقَ والتيسيرَ، ونهى عن الغلوِّ والتعسيرِ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيَّه من خلقِه وحبيبه، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، وبعدُ:
فإنَّ تعاليمَ الإسلامِ هي النور الهادي، والحصنُ الواقي، والملاذُ الآمنُ، الذي يغمرُ أرواحَنا بالسكينةِ، ويُنعشُ مجتمعَنا بالرحمةِ، فجوهرُ هذا الدينِ يدعو المؤمنَ ليكون ينبوعَ رحمةٍ، وغيثَ أمانٍ، لا سيفَ شِدَّةٍ ولا منبعَ عدوانٍ، ولقد جاء التوجيهُ المحمديُّ ليؤكدَ حقوقَ الإنسانِ، ويجعلَ التعاملَ بين الناسِ قائمًا على البصيرةِ لا على ظنونٍ تورِدُ المهالكَ، فالتشددُ مرفوضٌ، والحكمُ على النوايا حَرَمٌ لا ينبغي تجاوزه في أيِّ نزاعٍ، فكيفَ لنا أن نطلقَ الأحكامَ على الضمائرِ ونحن لا ندركُ السرائرَ، وهو وحده يبلو خفيّات الضمائر؟ فلا بدَّ أن نتبنى أخلاقَ القرآنِ، وأن نبتعدَ عن التسرعِ والتجني تحتَ شعارِ الاستعلاءِ بالإيمانِ، لذلك كان السؤالُ النبويُّ الخالدُ الذي أنكرَ فيه الجنابُ المعظمُ صلى اللهُ عليهِ وآله وسلمَ فعلَ سيدِنا أسامةَ عندما طلب أحدهم الأمان بكلمة التوحيد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فرأى سيدنا أسامة رضي الله عنه أن الرجل قالها خوفًا من السلاح فقتله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا؟ أَمْ لَا؟»(1)،
فليس بعد هذا الكلمِ المعظَّمِ غايةٌ في التنبيهِ على وجوبِ احترامِ الحياةِ البشريةِ، وحسن الظن بالخليقة، وعدمِ الانسياقِ خلفَ الظاهرِ انقيادًا للظنِّ واتِّباعًا للهوَى. أيها المكرمُ: إن تعاليم الإسلام وتوجيهاته هي الكهف الحصين، والمنهج القويم للإنسانيةِ، أَلَمْ يقفِ الجنابُ المعظمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في خطبةِ الوداعِ ليعلنَ الميثاقَ العالميَّ الأولَ لحقوقِ الإنسانِ؟ أَلَمْ يجعلِ النبيُّ دمَ المؤمن أشدَّ حرمةً عند اللهِ من الكعبةِ، فعن سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ:"مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا"(2).
أليست كلماتُه الإنسانيةُ الخالدةُ في جنازةِ اليهوديِّ: "أَلَيْسَتْ نَفْسًا"(3) تنسفُ كلَّ عنصريةٍ؟
أَلَمْ يكن هذا التعاملُ النبويُّ الراقي هو الحافظَ لحقِّ الكرامةِ الإنسانيةِ الشاملةِ؟ فتخيَّرْ منهجَ التسامحِ والسترِ، وابتعدْ عن الحكمِ على الخلقِ بالظنِّ، واتهامِ الناسِ بغيرِ حقٍّ، والتمسِ العذرَ لغيرِك، ولا تبحثْ عن عيوبِ الناسِ قبل أن تنظرَ في عيوبِ نفسِك، واستمعْ إلى هذا النداءِ الإلهيِّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتنبُوا كَثيرًا مِنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾(4) .
أيها الكرامُ، إنَّ أخطرَ ما يتصفُ بهِ تيار الغلوِّ والتطرفِ هو أنَّه يقفُ نشازًا صارخًا في وجهِ جوهرِ الشريعةِ السمحةِ، فجريمتُهم النكراءُ تكمنُ في هدرِ حسنِ الظنِّ الذي هو قِوامُ الألفةِ، ودرعُ الوقايةِ من التجسسِ والريبةِ، فهم لا يكتفون بالظاهرِ الذي أمرَنا اللهُ بالحكمِ بمقتضاه، بل يرمونَ النوايا بالأحكامِ الجائرةِ، فيتخذون من التفسيقِ والتبديعِ سُلَّمًا لانتهاكِ عصمةِ النفسِ البشريةِ، وانتهاكِ الحرماتِ الإنسانيةِ، فالفكرُ المتشددُ لا يرى للإنسانِ كرامةً، ولا يرى لحقوقِ المخالفِ وَزْنًا، فهم- كما يزعمون- الطائفةُ المنصورةُ التي بيدِها صكُّ الغفرانِ، فلا يحترمون حقوقَ الإنسانِ والأكوانِ، وصدقَ فيهم التحذيرُ النبويُّ: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ»(5).
أيها النبلاءُ، اغرسوا في قلوبِ أبنائِكم تعظيمَ حرمةِ الدماءِ والأعراضِ، علِّموهم حفظَ اللسانِ والجَنانِ، وعدمَ الخوضِ في نوايا الناسِ، انشروا ثقافةَ الحوارِ والرحمةِ والتسامحِ وحسنَ الظنِّ بالآخرينَ، ذكِّروهم أن ميزانَ التفاضلِ الحقيقيّ هو التقوى والعملُ الصالحُ، لا الظنونُ التي تنسفُ الألفةَ، ولا الاتهاماتُ التي تَهدِمُ كيانَ المجتمعِ، اجعلوا الحُسنى في التعاملِ مع الخلقِ والتماسِ الأعذارِ عنوانَ حياتِكم، فمبدأُ "هلا شققتَ عن قلبِه" ليس قصةً تُحكى، بل هو منهجُ حياةٍ يبني الإنسانَ، فليكنْ كلُّ واحدٍ منكم سفيرًا لرحمةِ الإسلامِ وعدلِه، ونموذجًا حيًّا للقيمِ الإسلاميةِ النبيلةِ، وتتبعوا هذا المنهجَ النبويَّ الفريدَ "إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ، وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ"(6) .
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا رسولِ اللهِ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ،
وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وبعدُ،، فالرشوةُ داءٌ عضالٌ يفتكُ بجوهرِ
الشريعةِ، ويقوِّضُ أسسَ المجتمعِ، فهي شهادةُ زورٍ يشتريها القويُّ ليسلبَ حقَّ
الضعيفِ، وسمٌّ يلوِّثُ يدَ المسؤولِ ليقلبَ موازينَ العدلِ والإنصافِ، فهي البابُ الأعظمُ
لأكلِ أموالِ الناسِ بالباطلِ وإفسادِ الذممِ، وضياعِ الحقوقِ، فتدمِّرُ منظومةَ القيمِ، وتهدِّدُ
العدالةَ وتكافؤَ الفرصِ، فتزرعُ الحقدَ وتجعلُ الإنسانَ بلا قيمةٍ، وتفتحُ أبوابَ الفسادِ على
مصراعيها في كلِّ مؤسسةٍ، لذلك لم يكتفِ الشرعُ بتحريمِها، بل قرنَها بلعنةٍ تطاردُ
دافعَها ومُرتشِيَها، فجاءَ واضحًا لا لبسَ فيه: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ»(7) أي: المعطي المعطَى له. سادتي الكرامُ: أليستِ الرشوةُ أكلًا
لأموالِ الناسِ بالباطلِ وإعانةً صريحةً على الظلمِ؟ هل يطمئنُّ قلبٌ نبتَ لحمُه من سُحتٍ؟
كيف يرجو مجتمعٌ الخيرَ والبركةَ وقد حلَّ فيه دنسُ هذه الجريمةِ؟ أين ذهبَ الورعُ
والخشيةُ من قلوبِ من ارتضَوا الرشوةَ ثمنًا لخدمتِهم أو وظيفتِهم؟ ألم يسمعْ هؤلاءِ هذا
التحذيرَ الإلهيَّ:"وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا
مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"
عبادَ اللهِ، إنَّ مواجهةَ الرشوةِ ليست عملًا تطوعيًّا، بل هي فريضةٌ اجتماعيةٌ تقعُ على عاتقِ كلِّ من اؤتُمِنَ على مسؤوليةٍ، فكيف يمكنُ لأمةٍ أن تنهضَ إذا كان الموظفُ يعملُ بالمالِ الحرامِ ويتخلى عن نزاهتِه؟ إنَّ واجبَنا يقتضي منا أن نكونَ قَوَّامينَ بالقسطِ، نشهدُ بالحقِّ وننطقُ به، فلنربِّ أنفسَنا وأبناءَنا على أنَّ المالَ الحرامَ شرٌّ ووبالٌ، وأنَّ ما يأخذُه الموظفُ بغيرِ حقٍّ بعد راتبِه المشروعِ هو خيانةٌ وغلولٌ، فلنجعل مجتمعنا نظيفًا، ولنفتحْ أبوابَ الشفافيةِ والمحاسبةِ، ونستمدَّ العونَ من قوةِ إيمانِنا، ومن دعاةِ صدقٍ في محاربةِ الفسادِ، فالنزاهةُ هي أساسُ عزَّتِنا وكرامتِنا في الدنيا والآخرةِ. اللهم اكفِنا بحلالِك عن حرامِك، وبطاعتِك عن معصيتِك، وبفضلِك وجودِك وكرمِك عمَّن سواكَ آمين.
الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد:
هو التوعية بحقوق الإنسان كما أقرها الإسلام، وأثر ذلك في مواجهة التشدد، علما بأن
الخطبة الثانية من موضوعات حملة "صحح مفاهيمك" تحت عنوان: (خطورة الرشوة).
(1) عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ - وَهَذَا حَدِيثُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ: بَعَثَنَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، فَصَبَّحْنَا
الْحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا
اللهُ، فَطَعَنْتُهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَقَتَلْتَهُ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلَاحِ، قَالَ: «أَفَلَا شَقَقْتَ
عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا؟» فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا
عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ:
وَأَنَا وَاللهِ لَا أَقْتُلُ مُسْلِمًا حَتَّى يَقْتُلَهُ ذُوالْبُطَيْنِ يَعْنِي
أُسَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا
تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]؟ فَقَالَ
سَعْدٌ: قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَأَنْتَ وَأَصْحَابُكَ
تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ . حَدِيثٌ صَحِيحٌ : البخاري
في صحيحه ج 6/ ص 2519 حديث رقم: 6478,
والبخاري في صحيحه ج 4/ ص 1556 حديث رقم:
4021 , وصحيح مسلم:ج1/ص96 ح96,و أبو داود في سننه ج 3/ ص 45 حديث رقم: 2643, و مصنف ابن أبي
شيبة:ج5/ص556 ح28932 , و مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص348 ح36631 , مصنف ابن أبي
شيبة:ج7/ص348 ح36631 , و الطبراني في معجمه الكبير ج 20/ ص 246 حديث رقم: 583, و ابن حبان في صحيحه ج
11/ ص 56 حديث رقم: 4750 , و الطبراني في
معجمه الكبير ج 20/ ص 247 حديث رقم: 584,
و عبد الرزاق في مصنفه ج 7/ ص 348 حديث
رقم: 36631, و عبد الرزاق في مصنفه ج 6/ ص
480 حديث رقم: 33099, و النسائي في سننه الكبرى ج 5/ ص 175 حديث رقم: 8591.
(2) قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهما ، قَالَ: رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ:
«مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ،
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ
اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا»
صحيح لغيره أخرجه الطبرانى فى الأوسط (6/36 ، رقم 5719) . قال الهيثمى (1/81) :
فيه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . أخرجه ابن ماجه (2/1297 ، رقم 3932) ، قال
البوصيرى (4/164) : هذا إسناد فيه مقال .
(3) عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي
لَيْلَى، قَالَ: كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ
بِالقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ، فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا
إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَقَالاَ: إِنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ،
فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا» صحيح
البخاري:ج1/ص441 ح1250 , و صحيح البخاري
(2/ 85)1312, وصحيح مسلم:ج2/ص661 ح961 , وسنن النسائي (المجتبى):ج4/ص45 ح1921 ,
ومصنف ابن أبي شيبة:ج3/ص39 ح11918 .
(4) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا
تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ
لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12
(5) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ: "الْقُطْ لِي حَصًى"
فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ
فِي كَفِّهِ وَيَقُولُ: "أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا" ثُمَّ قَالَ:
"أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّما
أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ" هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ: أخرجه أحمد (1/347 ، رقم 3248) ،
والنسائى (5/268 ، رقم 3057) ، وابن ماجه (2/1008 ، رقم 3029) ، وابن سعد (2/180)
، والطبرانى (18/289 ، رقم 742) ، والحاكم (1/637 ، رقم 1711) وقال : صحيح على شرط
الشيخين . والبيهقى (5/127 ، رقم 9317) . وأخرجه أيضًا : ابن أبى شيبة (3/248 ،
رقم 13909) ، وابن أبى عاصم فى السنة (1/46 ، رقم 98) ، وابن خزيمة (4/274 ، رقم
2867) ، وابن الجارود فى المنتقى (ص 127 ، رقم 473) ، وأبو يعلى (4/316 ، رقم
2427) ، والمحاملى فى أماليه (1/84 ، رقم 33) ، وابن حبان (9/183 ، رقم 3871) ،
والضياء (10/31 ، رقم 22) .
(6) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ: بَعَثَ عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اليَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ، لَمْ
تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا، قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، بَيْنَ
عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَأَقْرَعَ بْنِ حابِسٍ، وَزَيْدِ الخَيْلِ،
وَالرَّابِعُ: إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلاَءِ، قَالَ:
فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَلاَ
تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ
صَبَاحًا وَمَسَاءً»، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ
الوَجْنَتَيْنِ، نَاشِزُ الجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ،
مُشَمَّرُ الإِزَارِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، قَالَ:
«وَيْلَكَ، أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ» قَالَ:
ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: «لاَ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي» فَقَالَ
خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ، قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ
أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ» قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ
إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍّ، فَقَالَ: «إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ
يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ
مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، وَأَظُنُّهُ قَالَ:
«لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ:
أخرجه أحمد (3/4 ، رقم 11021) ، والبخارى (4/1581 ، رقم 4094) والبخاري (5/ 163)ح
4351 , واللفظ له ، ومسلم (2/742 ، رقم 1064), و صحيح ابن حبان - مخرجا (1/
205)ح25 .
(7) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ: أخرجه أحمد في المسند
2/ 164، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 9 - 10، كتاب الأقضية (18)، باب في كراهية
الرشوة (4)، الحديث (3580)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 623، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في الراشي. . . (9)،
الحديث (1337)، وقال: (حديث حسن صحيح)، واللفظ لهم جميعًا، وأخرجه ابن ماجه في
السنن 2/ 775، كتاب الأحكام (13)، باب التغليظ في الحيف. . . (2)، الحديث (2313).
{وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم
بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ
فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة188