recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة احترام وتوقير كبار السن الشيخ عبدالناصربليح

  احترام وتوقير كبار السن


من صور الاحترام والتوقير

توقير العلماء، وأهل الفضل

من كمال الاحترام إنزال الناس منازلهم

الحمد لله رب العالمين ..والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين ..أمابعد فياجماعة الإسلام حديثنا إليكم اليوم عن الاحترام والتوقير من أخلاق الإسلام

عباد الله :"إن حسن الخلق، والأدب مع الخلق، والاحترام والتوقير، هو من مقامات الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم- واتباع سنته، وقد أمرنا الله -عز وجل- بذلك في قوله تعالى :"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب /21).

ولقد وصف الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالخلق العظيم:"وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"(القلم/4). والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل:"إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"(مسلم).وفي رواية:"مكارم الأخلاق".

ومن مكارم أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- الاحترام والتوقير يقول ابن القيم رحمه الله :"وأدب المرء عنوانُ سعادته وفلاحه، وقلةُ أدبه عنوانُ شقاوته وبَواره، فما استجلب خيرُ الدنيا والآخرة بمثل الأدب ولا استجلب حرمانُها بمثل قلة الأدب".

عباد الله :"ومن صور الاحترام والتوقير

احترام وتوقير الوالدين:قال تعالى :"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً"(الإسراء/23. 24).

ويقول ا بن مسعود سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال:"الصلاة على وقتها" قال: ثم أي؟ قال :"بر الوالدين"قال: ثم أي؟ قال :"الجهادفي سبيل الله"(البخاري ومسلم).

    ومن وصايا الإسلام احترام المرأة والعشرة الطيبة مع النساء قال تعالى :"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ".فقد جاء الإسلام لإلغاء الأفكار الشائعة عن أن المرأة مخلوق غير بشري خلقت لخدمة البشر ولا قيمة لها تباع وتشترى وتؤد وتورث كما كان يحدث في الجاهلية فكرم الإسلام المرأة وأعطاها حقوقًها في الميراث ، وحريتها وأكد على حسن معاملتها. وبالغ في الوصية بها  فقررالمولي عز وجل لها سورة باسمها هي سورة النساء وجاء ذكرها في عشرات السور ومئات الآيات..قال صلي الله عليه وسلم:"واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا"(البخاري).

عباد الله :"وكذا احترام وتوقير العلماء، وأهل الفضل:

 فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وإذا كان الأنبياء -عليهم السلام- لهم حق التبجيل والتكريم، فلمن ورثهم نصيب من ذلك، وتوقير العلماء توقير للشريعة ، لأنهم حاملوها.قال تعالى :"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ"(الزمر/9).

وفي الحديث :" إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ،حتى النملةَ في جُحْرِها،وحتى الحوتَ ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ "(الترمذي).

كذلك من الاحترام إكرام ذي الشيبة، وحامل القرآن، والحاكم العادل: قال  صلى الله عليه وسلم :"إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط"(أبو داود، حسن).

عباد الله:"ومن كمال الاحترام إنزال الناس منازلهم:

عن عائشة -رضي الله عنها قالت :"أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم  أن ننزل الناس منازلهم.(مسلم).

 ومن ذلك مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم لملك الروم حين أرسل إليه رسالةً يدعوه بها إلى الدين الإسلاميّ تبدأ بقوله:"من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم"،فقد حرص نبينا الكريم على إنزال الناس منازلهم واحترامهم وتقديرهم.

ومنها إكرام كبير السن واحترامه وتوقيره:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم :"ما أكرم شابٌ شيخاً لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه"(الترمذي).

وقال صلى الله عليه وسلم :"ليس منا من لم يرحمْ صغيرنا ويعرفْ شرفَ كبيرنا"(الترمذي).

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجبهُ أن يدعو الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كُناه"(الطبراني ورجاله ثقات).

عباد الله:"ومن شدة حرص الإسلام علي الاحترام والتوقير تأملوا في هذا الأدب النبوي في السلام بين الناس:النبي -صلى الله عليه وسلم قال:"يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير"وقال صلى الله عليه وسلم-:"يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير"(البخاري).

ومن الاحترام احترام النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن يتحدث معه أو يسلم عليه:لقوله تعالى:"وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ"(الحجر/88).

وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافح أو صافحه الرجل لا ينزع يده،وإن استقبله بوجه لا يصرفه عنه،حتى يكون الرجل ينصرف عنه،ولا يُرى مقدماً ركبتيه بين يدي جليس له"(الترمذي).

عباد الله:"ومن احترام الإسلام للأخرين نهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه إلا لحاجة:قال صلى الله عليه وسلم:"إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه"(متفق عليه).

وكذلك احترام الخادم فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة، أخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن أنساً غلام كيس فليخدمك، قال: فخدمته في السفر والحضر، والله ما قال لي لشيء صنعته، لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه، لم لم تصنع هذا هكذا"(مسلم).

وكذلك شكر،واحترام وتقدير، لمن أجرى الله على يديه الخير والمعروف:قال  صلى الله عليه وسلم :"من لم يشكر الناس لم يشكر الله -عز وجل"(أبو داود والترمذي وأحمد).

ويقول صلى الله عليه وسلم-: "من صُنع إليه معروف فقال لفاعله، جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء" (الترمذي). ولذلك من الاحترام والتوقير أن يكون على اللسان هذا الدعاء الجميل لكل من صنع لنا معروفاً.

عباد الله أقول ماسمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أمابعد فياعباد الله ومن توقير الناس واحترامِهم:"عدَمُ التكبّر والاستعلاءِ عليهم؛ فالمؤمن لا يتكبر على أحد ولا يستعلي على أحد، لأن الله تعالى لا يحب من كان مختالاً فخوراً، قال تعالي :"وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا"(الفرقان/63). أي يمشون بسكينة ووقار وتواضع،استجابة لأمرالله تعالي:"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا  كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا"(الإسراء: 37، 38).

عباد الله:"ومن صور الاحترام في الإسلام احترام الذات، ويُقصد به احترام نفسه وحفظها من ارتكاب الذنوب، والسيئات،والمعاصي التي تقلّل من احترام الشخص لذاته مثل: شرب الخمر، وتعاطي المخدرات، وكذلك الزنا،والسرقة والنصب  بالإضافة إلى ضرورة العناية الشخصية بالشكل،والنظافة،والالتزام بالهندام الحسن، وقد جاءت تشريعات الإسلام تحث على ضرورة حفظ الإنسان لنفسه وعدم الاعتداء عليها بالقتل قال تعالي :"وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"(النساء/29).

عباد الله :"واحترام القانون  وتقديرالدستور، أصل من أصول الشريعة فالعدل أساس الملك..وغياب القوانين يؤدي إلى الفوضى والهلاك. وخاصة القوانين التي وُضعت للصالح العام  وأنّ احترام القانون يُعتبر جُزءاً مُهمّاً من مُتطلّبات العيش بنجاح في المُجتمع..

ومن المؤسف كل الأسف أن تجد القائم علي  القانون والذي يشرعه هو الذي يخالفه رغم أنه أقسم بالله جهد أيمانه أن يلتزم به فكيف يقول :"أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه" ومع ذلك لايحترم القانون ولايحترم قسمه.. 

ويعمل ضد مصلحة البلد منهمكاً في الفساد وهذا  الذي لايحترم نفسه خائن للأمانة وخائن لوطنه وأهله.. فاللهم اجعلنا ممن يوقرك، ويوقر كتابك، ويوقر رسوله، ويوقر عبادك. اللهم زينا بمحاسن الأخلاق، وأبعد عنا مساوئها يا رب العالمين..

عباد الله أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة..

google-playkhamsatmostaqltradent