قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مِنْ
أسْبَابِ محبَّة الله
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم أما بعد
فياعباد الله
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من سره أن يحب الله ورسوله، فليقرأ في المصحف"(البيهقي وأبو نعيم، وهو في السلسلة الصحيحة)..
قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه:" من كان يُحبُّ أن يعلم أنَّه يُحبُّ الله عز وجل، فليعرض نفسه على القرآن، فإن أحبَّ القرآن، فهو يُحبُّ الله تعالى؛ فإنَّما القرآن كلام الله، فمن أحبَّ القرآن، فهو يُحبُّ الله عز وجل ".(السُّنَّة لعبد الله بن أحمد).
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله:" من أعظم ما يُحصّل به محبّة الله تعالى من النّوافل: تلاوة القّرآن، وخصوصًا مع التدبّر ".( جامع العلوم و الحكم )
" فكون الإنسان يُحبّ تلاوة القرآن، ويأنس بذلك، ويُسَرُّ بذلك، ويجتهد في ذلك؛ هذا من أسباب محبَّة الله له ".
فالقرآنُ روحُ القلوبِ كما أنَّ الروحَ
حياةُ الأجسادِ، وبهِ تحيا القلوبُ وتزكو النفوسُ وتستنيرُ العقولُ
من الذين لا يحزنون هم المؤمنون
الصادقون الذين يتبعون هدى الله، ويعملون الصالحات، ويخافون الله حق الخوف،
ويؤمنون بيوم القيامة. وتشمل هذه الصفات: اتباع هداية الله، والإيمان به وباليوم
الآخر والعمل الصالح، وإسلام الوجه لله مع الإحسان، والإنفاق في سبيل الله دون
منٍّ أو أذى، والاستقامة، والتقوى، والجهاد في سبيل الله، والشهادة في سبيل الله..
حديث: من سره أن يحبه الله ورسوله فلينظر في المصحف
السؤال: من سره أن يحبه الله ورسوله فلينظر في المصحف ” هذا الحديث وقد صححه البعض من علماء الحديث فكيف ولم يكن فيه مصحفاً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقال هذا الكلام فهل هذا من الأمور الغيبية التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم؟
ونقول:" جاءت بعض الأحاديث وفيها ذكر للمصحف وقد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مصحف ولكن لم يكن متيسرا لكل إنسان كان بعض الصحابة قد كتبوا لهم مصاحف والنبي صلى الله عليه وسلم كان عنده المصحف مجموعا حسب ما يكتب بين يديه في الصحف وجريد النخل واللخاف فكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل عليه القرآن دعا بكتبته فكتبوا ما نزل عليه وكان ذلك بشهادة الشهود صلى الله عليه وسلم ولأجل هذا كانت هناك اسطوانة في المسجد تسمى اسطوانة المصحف فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يصلي عندها فلو ذكر شيء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيها المصحف وهي في مجموعها شيء من الضعف ماعدا حديث اسطوانة المصحف فالأمر يحمل بالمصاحف التي كانت تكتب عند الصحابة كما كان عند ابن مسعود مصحف وكان عند بعض أمهات المؤمنين وكذلك كان غيرهم من الصحابة وكانوا قلة.
(من سره أن يحب الله ورسوله) أي من سره
أن يزداد من محبة الله ورسوله (فليقرإ) القرآن نظرا (في المصحف) وهذا بناء على ما
هو المتبادر أن فاعل "يحب" العبد، وقال بعض موالي الروم: فاعل
"يحب" لفظ الجلالة والرسول، أي من سره أن يحبه الله ورسوله إلخ، وذلك
لأن في القراءة نظر زيادة ملاحظة للذات والصفات، فيحصل من ذلك زيادة ارتباط توجب
زيادة المحبة، وكان بعض مشايخ الصوفية إذا سلك مريدا أشغله بذكر الجلالة، وكتبها
له في كفه، وأمره بالنظر إليها حال الذكر، قالوا: هذا أول شيء يرفع كما قاله عبادة
بن الصامت ويبقى بعده على اللسان حجة، فيتهاون الناس فيه حتى نذهب بذهاب حملته، ثم
تقوم الساعة على شرار الناس وليس فيهم من يقول الله الله