recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة توقير كبار السن وإكرامهم اعداد :صلاح عبد الخالق

 توقير كبار السن وإكرامهم

 


تعريف المسن.
حديث القرآن الكريم عن المسنين.
التغيرات التى تحدث للمسن
من حقوق المسنين في الإسلام
التحذير من إيذاء المسنين.
 
الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنام وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: توقير كبار السن وإكرامهم
-المسلم الحقيقى بتطبيقه لإسلامه قولا ًوعملا ًدائماً سابق لعصره ؛و ذلك بعد أن تزايدت الشكاوى من المسنين ، بدأت منظمات حقوق الإنسان وضع قوانين للمسنين تحفظ حقوقهم فقد سبقهم الإسلام بمئات السنين ووضع لنا آداب وضوابط نرد بها الجميل للمسنين .
أولا :تعريف المسن:-

- المسن فى اللغة: أسنَّ الرَّجلُ: كبرت سِنُّه، تقدَّم في العُمْر.معجم اللغة العربية المعاصرة (2/1120)
-المسن فى الإصطلاح :- المسن هو:"كل فرد أصبح عاجزًا عن رعاية وخدمة نفسه ؛إثر تقدمه في العمر وليس بسبب إعاقة أو شبهها"مجلة مجمع الفقه الإسلامى (12/1811).

ثانيا :حديث القرآن الكريم عن المسنين:-
حدثنا الخالق سبحانه عن المسنين فى كتابه فى آيات كثيرة نذكر منها :-
(1) قال تعالى : اللّهُ الّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)الروم
- الله الذي خلقكم أيها الناس من أصل ضعيف وهو النطفة وجعلكم تتقلبون في أطوار«الجنين، الوليد الرضيع المفطوم» وهي أحوال في غاية الضعف، فصار كأن الضعف مادة خِلقتكم {ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} أي ثم جعل من بعد ضعف الطفولة قوة الشباب {ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً} أي ثم جعل من بعد قوة الشباب ضعف الهرم والشيخوخة. صفوة التفاسير (2/444)
(2) قال تعالى :- وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل) . فمن الناس من يرد إلى أرذل العمر في قواه الحسية وقواه العقلية فيضعف بدنه ويحتاج
إلى من يحمله ويوضئه ويوجهه وما أشبه ذلك أو عقليا بحيث يَهذي ولا يدري ما يقول فالرد إلى أرذل العمر يشمل هذا وهذا ما كان بحادث وما كان بسبب تقادم السن به ثم إن الإنسان إذا وصل إلى هذه الحال نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منها فإن أهله يَملونه أهله الذين هم أشفق الناس به يتعبون منه ويملونه. شرح رياض الصالحين ابن عثيمين (1/1626)
- التعوذ بالله من الوصول إلى هذه المرحلة:عَنْ مُصْعَبٍ: كَانَ سَعْدٌ، يَأْمُرُ بِخَمْسٍ،وَيَذْكُرُهُنَّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِهِنَّ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّإِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا - يَعْنِي فِتْنَةَ الدَّجَّالِ - وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ» صحيح البخارى (6365)
قال تعالى : لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ "(
التين4-6)
أ- قوله ثم رددناه أسفل سافلين وذلك بهرم بعض أفراده والنزول بهم إلى ما أسفل من سن الطفولة حيث يصبح الرجل فاقدا لعقله وقواه فيفقد قواه العقلية والبدنية وقوله {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} وهو أن ما كانوا يقومون به من الفرائض والنوافل وسائر الطاعات والقربات لا ينقطع أجرهم منها بكبرهم وعدم قيامهم بها في سن الشيخوخة والهرم والخرف بخلاف الكافر والفاجر والفاسق فليس لهم أعمال. أيسر التفاسير (5/591).
ب- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَإِنَّهُ لَا يَخْرُفُ وَلَا يَهْرَمُ ، وَلَا يَذْهَبُ عَقْلُ مَنْ كَانَ عَالِمًا عَامِلًا بِهِ. تفسير القرطبى (20/116)
ج- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} [التين: 6] قَالَ: إِلَّا الَّذِينَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ.
صحيح الترغيب (1435) .
ثالثا :التغيرات التى تحدث للمسن منها مثلاً :
(1) التغيرات الجسمية : تظهر بعض التغيرات المرئية على جسم الإنسان في حالة تقدمه في السنّ مثل : تجعُّد الجلد وجفافه ، وثقل في السمع ، وضعف في البصر والشم والحواس بشكل عام ، وبطء الحركة ، وترهل بعض العضلات ، وتغير لون الشعر ، كما أن هناك تغيرات جسمية غير مرئية مثل ما يحدث من ضعف في العظام ، وانخفاض لحرارة الجسم نتيجة لقلة الحركة ، إضافة لارتفاع نسبة الإصابة ببعض الأمراض ، مثل : ارتفاع ضغط الدم ، والسكر و.....
(2) التغيرات الاجتماعية : أبرز ما تتصف به هذه التغيرات لدى المسنِّين تقلُّص علاقاتهم الاجتماعية ، إذ تقتصر على الأصدقاء القدامى ومن كان يسكن بقربه نظراً لصعوبة تنقلاته بسبب التغيرات الجسمية آنفة الذكر ، كما ينتج عن هذا التغير مظهر جديد في حياة المسنّ ألا وهو : الفراغ والعزلة ، وذلك نتيجة للانسحاب المتبادل بين المسن والمجتمع الذي يؤدي بدوره إلى ضيق الاتصال بالمجتمع ، وإلى تدهور المشاركة الاجتماعية لديه
(3) التغيرات النفسية والانفعالية:القلق والاكتئاب والملل كمظهر جديد في حياة المسنّ ، كما يصاحب ذلك توهم المرض ، وكثرة الشكوى ، والحساسية الزائدة ، والإعجاب بالماضي والعناد والشك وعدم الثقة في الآخرين ، كما تتغير اهتمامات المسنّ فتتركز حول الجوانب الشخصية،إضافة إلى أن الاهتمامات الدينية تزيد مع التقدم في العمر )
(4) التغيرات العقلية :ضعف الذاكرة والنسيان و بخاصة المعلومات الحديثة ،إضافة إلى ظهور خَرفَ الشيخوخة لدى البعض ،ويتمثل ذلك في تكرار الحديث مرات ومرات ، وعدم التعرف على الأبناء والأقارب، كما تضعف القدرة على الإدراك والتعلم
(5) التغيرات الاقتصادية :عادة ما ينخفض دخل المسنّ وهذا عائد في الغالب إلى إحالته للتقاعد عند بلوغه السن النظامية،وبالتالي يؤدي ذلك إلى عجزه عن تلبية العديد من الحاجيات ، وبخاصة إذا اقترن ذلك بتوقع إصابة المسن ببعض الأمراض وما تحتاجه من زيارات للطبيب وشراء الأدوية، فهو يعاني من انخفاض في الدخل مع تزايد في الأعباء المالية ، ويصاحب ذلك الغلاء المتزايد للأسعار وضعف القوة الشرائية للنقود.رعاية المسنين فى الإسلام (1/9).
رابعا :من حقوق المسنين في الإسلام منها مثلا ً:

(1) الإحسان إليهم :قال تعالى: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)الرحمن .هل جزاء من أحسن في عبادة الخالق ونفع عبيده، إلا أن يُحسن إليه بالثواب الجزيل، والفوز الكبير، والنعيم المقيم، والعيش السليم . تفسير السعدى(1/831)
- قال تعالى :- وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} أي: أحسنوا إليهما بجميع وجوه الإحسان القولي والفعلي لأنهما سبب وجود العبد ولهما من المحبة للولد والإحسان إليه والقرب ما يقتضي تأكد الحق ووجوب البر. تفسير السعدى(1/456)
-{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكبر أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا} أي قد أوصيناك بهما وبخاصة إذا كبرا أو كبر أحدهما، وإنما خصَّ حالة الكِبَر لأنهما حينئذٍ أحوج إلى البر والقيام بحقوقهما لضعفهما ومعنى {عِندَكَ} أي في كنفك وكفالتك {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ} أي لا تقل للوالدين أقل كلمة تظهر الضجر ككلمة أفٍّ ولا تسمعهما قولاً سيئاً حتى ولو بكلمة التأفف {وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} أي لا تزجرهما بإغلاظٍ فيما لا يعجبك منهما {وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} أي قل لهما قولاً حسناً ليناً طيباً بأدب ووقار وتعظيم {واخفض لَهُمَا جَنَاحَ الذل مِنَ الرحمة}أي ألنْ جانبك وتواضعْ لهما بتذلّل وخضوع من فرط رحمتك وعطفك عليهما.صفوة التفاسير (2/145)

(2) تكريم المسنين :- عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ،وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ»
سنن ابى داود (4843) حسنه الألبانى
- قوله صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله) يعني: من تبجيل الله وتعظيم الله، ومن هذه العلامات التي تبين أن هذا الإنسان يُعظم الله سبحانه وتعالى: (إكرام ذي الشيبة المسلم) أي: الذي شاب رأسه ولحيته في التوحيد وفي العبادة وفي الصيام وفي طاعة الله سبحانه وتعالى وفي ذكره عز وجل.فهذا لا شك أنه تتضاعف حرمته بسبب هذا النور الذي جعله الله في شعره، وهو نور المسلم كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه الشيبة تُوجب له حقاً زائداً على من هو دونه
.دروس للشيخ محمد اسماعيل المقدم (11/14)
- تحت لفظ " إكرام ذي الشيبة المسلم "، تأتي كل صور الرعاية والإكرام للمسنين، كالرعاية الصحية، والرعاية النفسية، والرعاية الاجتماعية والاقتصادية، ومحو الأمية، والتعليم التثقيف، وغيرها من صور العناية التي ينادي بها المجتمع الدولي الآن . نبى الرحمة (1/257)
مثال عملى على تكريم المسنين :- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمِ فَتْحِ مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ: «لَوْ أَقْرَرْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ لَأَتَيْنَاهُ» تَكْرِمَةً لِأَبِي بَكْرٍ قَالَ: فَأَسْلَمَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيْضَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوهُمَا وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» صحيح ابن حبان (5472)
(3)الصبر على مرضهم :- المسن مرضه يطول وعلاجه يطول ولذلك يحتاج منا إلى مزيد من الصبر لله تعالى فى رعايتهم وعلاجهم وادخال السرور عليهم .-عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: قَالَتِ الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَدَاوَى؟ قَالَ: " نَعَمْ، يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، أَوْ قَالَ: دَوَاءً إِلَّا دَاءً وَاحِدًا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «الهَرَمُ» سنن الترمذى (2038) صححه الألبانى-( هرم ) الرجل بلغ أقصى الكبر وكبر وضعف فهو هَرِم . المعجم الوسيط (صـ983)
(4) تقديم الكبير :- عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرَانِي أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ، فَجَاءَنِي رَجُلاَنِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى الأَكْبَرِ مِنْهُمَا " رواه البخارى (246)،ومسلم (2271)
- فيه: تقديم ذى السن فى السواك، وكذلك ينبغى تقديم ذى السن فى الطعام والشراب والكلام والمشى والكتاب وكل منزلة قياسًا على السواك واستدلالا من قوله (صلى الله عليه وسلم) لحويصة ومحيصة: تمت كبر كبر - يريد ليتكلم الأكبر، وهذا من باب أدب الإسلام . شرح صحيح البخارى لابن بطال(1/364)
(5) تسليم الصغير على الكبير:- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكَبِيرِ، وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ» صحيح البخاى (6231).(يسلّم الصغيرعلى الكبير) تعظيمًا له وتوقيرًا قال في الفتح: وكأنه لمراعاة حق السن فإنه معتبرفي أمور كثيرة في الشرع. شرح القسطلانى (9/136)
(6) مساعدتهم والقيام بمصالحهم بقدر استطاعتك :-
- المسنون بطبيعتهم ضعفاء يحتاجون إلى من يساعدهم حتى يستطيعوا العيش فى أمان فقم بذلك لله تعالى بقدر استطاعتك من مأكل أومشرب.. أو عبور طريق فلك أجر
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ. صحيح مسلم (2699)
- خرج عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى سواد الليل فرآه طلحة ، فذهب عمر فدخل بيتا ،ثم دخل بيتا آخر فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا عجوز عمياء مُقعدة ،فقال لها:ما بال هذا الرجل الذى يأتيك؟ قالت :إنه يتعاهدنى منذ كذا وكذا ،يأتينى بما يُصلحنى ،ويُخرج عنى الأذى. (الحدائق فى علم الحديث والزهديات (3/105) .
خامسا :التحذير من إيذاء المسنين:-
ليس منا:- عن أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ قال : جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْطَأَ القَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» سنن الترمذى (1919) وصححه الألبانى - فجعل من الذين لا يوقرون الكبراء والمسنين عناصر شاذة في مجتمع المسلمين، بل وتبرأ منهم ! إذ ليس من المسلمين من لا يحترم كبيرهم، وليس من المجتمع من لم يوقر مشايخه وأكابره من المسنين وتأمل لفظة النبي يوقر كبيرنا " هكذا بضمير الجمع ، تعظيمًا للكبير والمسن ولم يقل " يوقر الكبير"، ليقرر أن الاعتداء على الكبير أو المسن بالقول أو الفعل أو الإشارة هو اعتداء على جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نسب المسن إليه وانتسب إليه، بقوله " كبيرنا" رعاية الرسول صلى الله عليه وسلم للضعفاء(1/41)
الذل والخزى والفضيحة فى الدنيا والآخرة:- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ» قِيلَ: مَنْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ» مسلم (2551)
- قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ مَعْنَاهُ ذَلَّ وَقِيلَ كُرِهَ وَخُزِيَ ،لَصْقُ أَنْفِهِ بِالرِّغَامِ وَهُوَ تُرَابٌ مُخْتَلَطٌ بِرَمْلٍ وَقِيلَ الرُّغْمُ كُلُّ مَا أَصَابَ الانف مما يؤذيه وفيه الْحَثِّ عَلَى بِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَعِظَمِ ثَوَابِهِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ بِرَّهُمَا عِنْدَ كِبَرِهِمَا وَضَعْفِهِمَا بِالْخِدْمَةِ أَوِ النَّفَقَةِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَمَنْ قَصَّرَ فِي ذَلِكَ فَاتَهُ دُخُولُ الْجَنَّةِ وأرغم الله انفه. شرح النووى (16/109)
(3) دعاء عليه بدخول النار:- عَن كَعْب بن عجْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم احضروا الْمِنْبَر فحضرنا فَلَمَّا ارْتقى دَرَجَة قَالَ آمين فَلَمَّا ارْتقى الدرجَة الثَّانِيَة قَالَ آمين فَلَمَّا ارْتقى الدرجَة الثَّالِثَة قَالَ آمين فَلَمَّا نزل قُلْنَا يَا رَسُول الله لقد سمعنَا مِنْك الْيَوْم شَيْئا مَا كُنَّا نَسْمَعهُ قَالَ إِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام عرض لي فَقَالَ ..بعد من أدْرك أَبَوَيْهِ الْكبر عِنْده أَو أَحدهمَا فَلم يدْخلَاهُ الْجنَّة قلت آمين.صحيح الترغيب (995)وزيادة أخرى فى صحيح الترغيب (2492) ومَنْ أدْركَ أبويه أو أحدَهما فلَمْ يَبَرَّهُما، فماتَ؛ فدخلَ النارَ فأبْعَدهُ الله. قل: (آمين)، فقلت: (آمين) " .الحمد لله رب العالمين :

google-playkhamsatmostaqltradent