recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة رقائق القرأن لاحزن يبقي والقرأن يتلي الشيخ عبدالناصربليح

لاحزن يبقي والقرأن يتلي



 الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فياعباد الله 

لاحزن يبقي والقرآن يتلي وإن شئت قل :" ما أنزلنا عليك القرأن لتشقي "

عباد الله لاحزن يبقي طالما أنت متمسك بكتاب الله  وحبله المتين فَالقُرآنُ الكَريمُ هُوَ حَبلُ اللهِ المَتينُ، والذِّكرُ الحَكيمُ، والصِّراطُ المُستقيمُ، لا تَزيغُ بِهِ الأَهواءُ، ولا يَشبَعُ مِنهُ العُلَماءُ، ولا يَخلُقُ عن كَثرةِ الرَّدِّ، ولا تَنقَضي عَجائِبُهُ، ولا تَنتَهي أَسرارُهُ، فَهُوَ أَصلُ السَّعادةِ والهَناءِ، ومِفتاحُ الطُّمأنينةِ في القُلوبِ، ودَليلُ اليُسرِ في الأَحكامِ، ومَنبَعُ التَّفاؤلِ في الحَياةِ.

فَكُلَّما غاصَتِ الرُّوحُ في بَحرِ آياتِهِ، خَرَجَتْ بِلآلِئِ السَّكينةِ، وبِفُيوضاتِ الرَّحمةِ، الَّتي تُلامِسُ القُلوبَ العَطشى، وتَروي الأَنفُسَ الظَّمأى.وتذهب الحزن والأسي ..

فَالقُرآنُ لَم يُنزَلْ لِيَكونَ قَيدًا يُثقِلُ حَياةَ البَشَرِ، أَو سَوطًا يَجلِدُ النُّفوسَ، أَو حِملًا تَنقَطِعُ بِهِ الأَنفاسُ، بَل هُوَ روحُ الحَياةِ، وحَياةُ الأَرواحِ، ومَنبَعُ اليُسرِ والسَّماحَةِ.

فَالقُرآنُ كَلامُ اللهِ الَّذي أَنزَلَهُ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ لا لِشَقائِهِ وشَقَاءِ أُمَّتِهِ، بَل لِسَعادَتِهِ وسَعادَتِهِم، قالَ تعالى:"طه   ‌مَا ‌أَنْزَلْنَا ‌عَلَيْكَ ‌الْقُرْآنَ ‌لِتَشْقَى   إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى"(طه: ١-٣).

عبا د الله:" ولو طالعنا القرآن الكريم لوجدنا أنه لا يجتمع الشقاء مع ستة أمور:

 ‌مَا ‌أَنْزَلْنَا ‌عَلَيْكَ ‌الْقُرْآنَ ‌لِتَشْقَى 

وأما الآمر  الذي لا يجتمع معه الشقاء فهو القرآن الكريم، فالذي يقرأ القرآن، يتلوه، يتدبره، يعمل به لا يشقى به، قال تعالى: طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ"طه

فالسعادة في القرآن والشقاء في البعد عن المنهج.وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ"(طه).

ومن تولَّى عن ذكري الذي أذكِّره به فإن له في الحياة الأولى معيشة ضيِّقة شاقة -وإن ظهر أنه من أهل الفضل واليسار-، ويُضيَّق قبره عليه ويعذَّب فيه، ونحشره يوم القيامة أعمى عن الرؤية وعن الحجة وقال العلماء الذكر هوتلاوة القرأن ويندرج تحته جميع الأذكار 

هذا الكتاب العزيز الكريم يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، قال صلى الله عليه وسلم: "اقْرَؤُوا القُرآنَ، فإنَّه يأتي شافِعًا لأصحابِه، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البَقَرةَ، وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يأتيانِ يَومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامَتانِ أو غَيايَتانِ أو فِرقانِ من طَيرٍ صَوافَّ تُحاجَّانِ عن صاحِبِهما، اقْرَؤُوا البَقَرةَ؛ فإنَّ أخذَها بَرَكةٌ، وتَرْكَها حَسرَةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلَةُ"؛ (مسلم).

القرآن رحمة لمن سمع وانصت

  فال تعالي:" وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"(الأعراف/204).

وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له أيها الناس وأنصتوا، لتعقلوه رجاء أن يرحمكم الله به.

يقول ربنا جل وعلا"وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأعراف:204). 

لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أَنَّ الْقُرْآنَ بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ، أَمَرَ تَعَالَى بِالْإِنْصَاتِ عِنْدَ تِلَاوَتِهِ إِعْظَامًا لَهُ وَاحْتِرَامًا، لَا كَمَا كَانَ يَعْتَمِدُهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ الْمُشْرِكُونَ  فِي قَوْلِهِمْ:"لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ"(فُصِّلَتْ:26).

قَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالة، عَنِ الْحَسَنِ: إِذَا جَلَسْتَ إِلَى الْقُرْآنِ، فَأَنْصِتْ لَهُ.

روي الامام احمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلَاهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".  

 وَالقرأن مَصدَرُ رَحمَةٍ، قالَ تعالى:"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" (الإسراء: ٨٢).

رَحمَةٌ لا يَستَطيعُ البَشرُ – مَهما فَعَلوا – أَن يَمنَعوا وُصولَها، أَو يَحجُبوا نُورَها، أَو يَسلُبوها بَعدَ التَّنَعُّمِ بِها، طالَما أَنَّ اللهَ تَعالى هُوَ الَّذي أَذِنَ بِها، قالَ تعالى:"مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا"(فاطر: ٢).

القرآن: كما في قوله تعالى: "مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى".

اتباع الهدى: كما في قوله تعالى: "فَمَنْ اتبع هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى".

وَهُوَ مَنبَعُ هِدايةٍ، قالَ تعالى:"إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ"(الإسراء: ٩).

فإذا سمعت القرآن فأنت مُعَرَّض لرحمة الله تبارك وتعالى فأعظم الكلام وأكرمه هو كلام رب العالمين، كلامه بالقرآن الكريم، والعبد يتعبد الله تعالى بقراءته أو سماعه أو النظر إليه.

القرأن طمأنينة للقلوب

"ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ "( الرعد: 28).

أيُّ قلبٍ لا يطمئنُّ وهو يَركَنُ إلى مولاه، ولا يزال يذكره، ويأنَس به وبالقرب منه؟ إذا دَهَمَت قلبَك جيوشُ الحَيرة فادحَرها بذكر الله الكثير، ترتدَّ على أدبارها خائبة.

المؤمنون الذاكرون اللهَ في كلِّ وقت تبقى قلوبهم على عُروةِ الاطمئنان، وآفاقِ الأمان، فلا تحُلُّها المخاوف، ولا تَنزِلها المصائب

  لا يجتمع الشقاء مع الدعاء:

لاحزن يبقي والقرأن يتلي ومن خلال أيات القرأن نتعلم الدعاء

 والتضرع فهناك عشرات الآيات التي تحثنا علي   الدعاء وبها الدعاء وقال ربكم ادعوني أستجب لكم  أمن يجيب المضر إذا دعاه " ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب " مع هذه الأوامر بالدعاء ومع هذه الأدعية التي نتعلمها من القرأن حين نتلوه فلاحزن يبقي ولاشقاء مع القرأن ومع الدعاء: كما  في قوله تعالى: "وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا".

لا يجتمع الشقاء مع الدعاء، قال تعالى على لسان زكريا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: "قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا"(مريم/4).

شقيا أي خائباً، لا يخيب إنسان مع الدعاء، لا يشقى إنسان مع الدعاء، لماذا؟ لأنك ضعيف، ولأنني ضعيف، والضعيف يحتاج إلى قوي يتصل به، والله تعالى فتح لنا باب الدعاء، فقالوا: إذا أردت أن يكلمك الله فاقرأ القرآن، تفتح القرآن يكلمك الله: "يا أيها الناس"، "يا أيها الذين آمنوا" وإذا أردت أن تكلم الله فادعه

قد يكون الإنسان عاصياً لله ببعض المعاصي والصغائر من غير حقوق العباد، ويدعو الله فتتأخر الإجابة، فيظن أنه لم يُجب إلى دعائه، والحقيقة أن الله تعالى يجيبه لكن كما في قوله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من رَجُلٍ يَدْعُو ‌بِدُعاءٍ ‌إلَّا ‌استُجِيبَ ‌لهُ، فإمَّا أن يُعَجَّلَ في الدُّنْيا، وإمَّا أن يُدَّخَرَ لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يُكَفَّرَ عَنهُ من ذُنُوبهِ بقَدرِ مَا دَعَا، ما لم يَدْعُ بإثمٍ، أو قَطيعةِ رَحِمٍ، أو يَسْتعجِلْ". قالوا: يَا رَسولَ اللهِ، وَكَيفَ يَسْتعجِلُ؟ قال: "يَقولُ: دَعوْتُ ربَّي فَما اسْتجابَ لي" (صحيح الترمذي)

ولأن الدعاء يرفع الله به البلاء روي الترمذي عن سَلْمانَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "‌لا ‌يَرُدُّ ‌القَضاءَ إلّا الدُّعاءُ، وَلا يَزِيدُ في العُمْرِ إلّا الْبِرُّ" وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: "أَيَرُدُّ الدعاءُ من قَدَرِ الله شيئًا؟ قال: الدعاءُ من القَدَرِ". سراج المريدين فى سبيل الدين   (أبو بكر ابن العربي)

المعنى: أن الله إذا أراد بعَبْدٍ خَيْرًا يَسَّرَهُ للدُّعاء، فدَفَعَ عنه ‌به ‌البلاءَ، وكان ذلك من جُمْلَةِ القَدَرِ والقضاء.

 بل انه العبادة روي الإمام أحمد في مسنده عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ ‌هُوَ ‌الْعِبَادَةُ ". ثُمَّ قَرَأَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي}  [غافر: 60]

وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا".

لاحزن يبقي والقرأن يتلي في القرأن تقرأ العديد من الآيات عن برالوالدين :"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا"(النساء: 36).

وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"(الإسراء: 23).

 "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ"(الأحقاف/15). 

ثم نقرأ أن مع لرالوالدين ليس هناك شقاء : "وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا"(مريم: 32).

ووصاني أيضا، أن أبر والدتي فأحسن إليها غاية الإحسان، وأقوم بما ينبغي له، لشرفها وفضلها، ولكونها والدة لها حق الولادة وتوابعها."وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا" أي: متكبرا على الله، مترفعا على عباده { شَقِيًّا ْ} في دنياي أو أخراي، فلم يجعلني كذلك بل جعلني مطيعا له خاضعا خاشعا متذللا، متواضعا لعباد الله، سعيدا في الدنيا والآخرة، أنا ومن اتبعني.

 بر الوالدين عموماً، والأم خصوصاً:

الآيات الكريمة التي تحدثت عن الشقاء، والتي لا يجتمع فيها الشقاء مع هذه الأمور؛ أول أمر هو بر الوالدين، أو بر الأم على وجه التحديد، وبر الوالدين على وجه العموم طبعاً، قال تعالى على لسان عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: "وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا" (مريم/32).

قال بعض السلف: لا تجد أحداً عاقاً لوالديه إلا وجدته جباراً شقياً، العقوق شقاء، البر سعادة، فلا يجتمع البر مع الشقاء فربنا جل جلاله جعل هذه الرحمة في قلوب الوالدين، فلما الإنسان يعكس هذه الرحمة أو يتجاوب مع هذه الرحمة بالبر تكون السعادة.

الرحمة منهما والبر منك، لذلك لا تجد في القرآن أمراً واضحاً، أو كثرة أوامر أن يعطف الآباء على الأبناء؛ لأن هذه فطرة أُودعت بهم، ولا ينصرف عنها إلا منزوع الفطرة، مريض، شقي

 "سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى".

لاحزن يبقي والقرأن يتلي وإن شئت قل ما أنزلنا عليك القرأن

 لتشقي" 

 وفي تلاوة القرأن خشية وورع وخوف من الله عندما تقرأ الايات التي تذكرك بالله وبالجنة وبالنار ومع خشية الله والورع لاشقاء تتذكر وليس مع التذكرة والعبرة شقاء ولاحزن : كما في قوله تعالى: "سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى"(الأعلي/).

وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى".

لاحزن يبقي والقرأن يتلي 

 ومع القرأن وفي القرأن التقوى والحث علي التقوي في عشرات الآيات والتقي لايحزن :"ألاإن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون كما أن التقي سيجنب النار يوم القيامة ففرح في الدنيا وفرح في الآخرة : كما في قوله تعالى: "فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ... وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى"(الليل)..

وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ

لاحزن يبقي والقرأن يتلي 

وَالقرأن  حامِلُ بَشارةٍ، يُبَشِّرُ مَن آمَنَ بِهِ وعَمِلَ بِما فيهِ بِالحَياةِ الآمِنَةِ والعاقِبَةِ الحَسَنَةِ والمَنزِلَةِ العَليَّةِ عِندَ رَبِّ البَرِيَّةِ سُبحانَهُ وتعالى، فيَقولُ مَولانا:"وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"(الإسراء: ٩)،

ويَقولُ سُبحانَهُ:"وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا"(الكهف: ٢).

عباد الله:"

 لاحزن يبقي والقرأن يتلي 

وإِنَّ مَن تَدَبَّرَ آياتِ القُرآنِ وَجَدَ دَعوَتَهُ إِلَى التَّيْسِيرِ ظَاهِرَةً جَلِيَّةً، فَالإِسلامُ تَيسِيرٌ كُلُّهُ، لَا تَشَدُّدَ وَلَا غُلُوَّ، لَا عَنَتَ وَلَا تَكَلُّفَ وَلَا حَرَجَ؛ قالَ تعالى:"وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ"(الحج: ٧٨)، وَقالَ جَلَّ وَعَلَا:"يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"(البقرة: ١٨٥)،

 وَقالَ سُبحانَهُ: "يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا"(النساء: ٢٨)، 

وَقالَ عَزَّ وَجَلَّ: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ"(البقرة: ٢٨٦)،

 وَيَقُولُ سُبحانَهُ:"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"(الأعراف: ٤٢).

google-playkhamsatmostaqltradent