صَحِّحْ مَفَاهِيمَكَ
مَفْهُومُ الْعَرْضِ وَالشَّرَفِ
مفهوم الزنا والفاحشة
مفهوم الخلوة
مفهوم الحجاب والتبرج
مفهوم عورة المرأة أمام محارمها
مفهوم التخنس والترجل
مفهوم الاستئذان
مفهوم التنمر والسخرية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدالخلق أجمعين وبعد
حديثنا إليكم اليوم عن مبادرة صحح مفاهيمك التي تطلقها وزارة الأوقاف
ونخص بالذكر مفهوم العرض والشرف وحماية الأعراض في الإسلام
فالعِرْضُ من الأشياءالتي صانها الإسلام، ومنحها الحماية، ووضعها في مكان الصيانة
والتعظيم؛ لأن العِرض إحدى الضرورات الخمس لحياةالإنسان،وهي:
"الدين،والعقل،والنفس،والمال،والعِرْض"
وتكريمًا للمسلم جاءت شريعة الإسلام السمحة لتحفظ له هذه الضرورات،وتضع كل الضمانات لحمايتهامن النقائص والعيوب..
والناظرُ في القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهَّرة يرى قدر الاهتمام الذي منحه الإسلام للعِرْض؛ فالزنا فيه هتكٌ للعِرض،وضياع للنسب،واعتداءٌعلى الحُرُمات،وهدمٌ للأُسَر،وفساد للأخلاق.
مفهوم الزنا والفاحشة
عباد الله :"ومفهوم الكثير فينا ومنا عن الزنا أنه الإيلاج وأن يفعل الرجل بالمرأة المحرمة الفاحشة ولكن القرأن الكريم وضح وصحح لنا هذا المفهوم وأنه لا يتوقف الأمرُعند تحريم الزنا،بل نجد الإسلامَ يحرِّم كل مقدِّماته؛مِن نظَرٍ، وخَلوة،وتبرج،وغيره؛
فقد جاءت آيات قرآنية كثيرة وأحاديثُ نبوية شريفة تحض على حمايته وحفظه، فنجد الإسلام يحرم الزنا ويعتبره مِن أكبر الكبائر:"وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا"(الإسراء/ 32).
وأمَر الحقُّ سبحانه المسلمين والمسلمات بغضِّ البصر:"قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا"(النور/30، 31).
ويقول صلي الله عليه وسلم :"لكلِّ ابنِ آدمَ حظٌّ من الزِّنا فالعينان تزنيان وزناهما النَّظرُ
واليدان تزنيان وزناهما البطشُ والرِّجلان تزنيان وزناهما المشْيُ والفمُ يزني وزناه
القُبلةُ والقلبُ يهُمُّ أو يتمنَّى ويُصدِّقُ ذلك الفرْجُ أو يُكذِّبُه"(البخاري ومسلم).
مفهوم الخلوة
عباد الله :" ونهى الإسلامُ عن خَلوة الرجل بالمرأة الأجنبية إلا مع ذي محرَم لها،
فالكثير منا لايبالي بالخلوة بالأجنبية ومفهومه أن ابن العم وابن الخال وأخو الزوج وزوج الأم أنه ليس هناك حرج من مصافحتهم والجلوس معهم والخلوة بهم وهنا نجد أن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول :" إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ "( البخاري ومسلم).
قال: الحمو الموت. والمراد بالحمو هنا أخو الزوج أو قريبه غير آبائه وأبنائه.
وليعلم أن تحريم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية قد وردت به أحاديث عدة غير الحديث السابق ، وهو محل إجماع بين العلماء .
فعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب، إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم"(مسلم).
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال:"لا يدخلن رجل، بعد يومي هذا، على مغيبة، إلا ومعه رجل أو اثنان"(مسلم).
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه: سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:"لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم"(متفق عليه).
وفي لفظ : عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم» قال ابن حجر : فيه منع الخلوة بالأجنبية وهو إجماع .اهـ
مفهوم الحجاب والتبرج
عباد الله :" كما نهى الأسلام عن تبرُّج النساء:"وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى"(الأحزاب/ 33).
السفور عن الوجه الذي يشاهد اليوم في عامة أقطار العالم الإسلامي هو بداية ما حل به من الحسور عن كثير من البدن، وعن كل الزينة إلى حدِّ الخلاعة والعري والتهتك والتبرج والتفسخ، المسمى في عصرنا بِاسم: السفور، وأن هذا البلاء حادث لم يحصل إلا في بدايات القرن الرابع عشر للهجرة على يد عدد من نصارى العرب والمستغربين من المسلمين، ومن تنصر منهم بعد الإسلام
لأن التبرُّجَ وباءٌ خطير،إذا انتشر في مجتمع فإنه يساعد على نشرِ الفواحش، وإشاعةِ المنكَرات، وتأجُّج الشهوات؛ لذا يأمُرُ الإسلامُ المرأةَ بالتحجُّب والتستُّر والحياء في اللِّباس والقول:"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ "(الأحزاب: 59).
وقوله تعالى:"فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ "(الأحزاب/ 32).
مفهوم عورة المرأة أمام محارمها
عباد الله :" ومن المفهوم الخاطيء أن المرأة تظن أن إظهار جزء من الصدر العلوي، أو الترقوة -لا يصل هذا الجزء المكشوف للثديين، أو الظهر من الأعلى، أو الكتفين، أو الإبطين- أمام المحارم من الرجال كالأب وأبن والأخ جائز و العادة جرت إظهارالفتنة أمام الرجال المحارم،
والصحيح وتصحح مفهومك  هو أن الذي
يجوز للمرأة كشفه أمام محارمها هو أطرافها التي تظهر غالباً، ويعسر المحافظة على
سترها عمن تكثر مخالطته، وذلك مثل الرأس والرقبة واليدين والرجلين، فيحرم عليها
كشف غير هذه الأعضاء أمامهم. وهذا مقتضى مذهب المالكية والحنابلة، وقول عند
الشافعية.
فعَوْرَةَ الْحُرَّةِ مَعَ الرَّجُلِ الْمَحْرَمِ مِنْ نَسَبٍ أَوْ رَضَاعٍ، أَوْ صِهْرٍ جَمِيعُ بَدَنِهَا إلَّا الْوَجْهَ وَالْأَطْرَافَ، وَهِيَ مَا فَوْقَ الْمَنْحَرِ. وَهُوَ شَامِلٌ لِشَعْرِ الرَّأْسِ، وَالْقَدَمَينِ وَالذِّرَاعَينِ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَرَى ثَدْيَهَا وَصَدْرَهَا وَسَاقَهَا. اهــ.
وماانتشر زنا المحارم إلا بسبب هذا المفهوم الخاطيء أن ذات المحرم من تحرم عليه أبدا بنسب كأمه وأخته (أو سبب مباح) كرضاع ومصاهرة كأخته من رضاع، وزوجة أبيه وابنه، وأم زوجته وهذا كله حرام ومنهي عنه ..
مفهوم الاختلاط
عباد الله :" وفي ظل صحح مفاهيمك اليوم هناك مفهوم خطير يضيع الشرف وهو مفهوم الاختلاط فقد أبح المجتمع يعج بالفوضي وقلة الحياء واختلط الحابل بالنابل والرجال بالنساء والطلبة بالطالبات في المدراس والجامعات ومن ينكر ذلك يقال عنه أنه رجعي غير متحضر
وقد نهي الإسلامَ عن الاختلاطِ بين الجِنسين؛لِما يصحَبُه من نشر المنكَرات،وإشاعة الرذائل، وضياع الأخلاق وشريعةُ الإسلام تضع كل هذه الضمانات التي تحفظ للإنسان عِرْضَه وشرَفه، فجدير بنا أن نتمسك بالإسلام قولاً وعملاً، عبادة وخُلقًا، عقيدةً وشريعة، لأن واقعَ المجتمعاتِ غيرِ الإسلامية من حيث الأخلاق واقع سيئ تستباحُ فيه الأعراضُ، ويُنتهك فيه الشرف، وتتعدد فيه العلاقات غير المشروعة، وتَشيع فيه الفواحشُ والمنكَرات، حتى أصبحت المتعةُ الجنسية هناك مباحةً كمتعة الطعام والشراب، وكانت النتيجة لذلك هي زيادة عدد المواليد غير الشرعيين، وارتفاع نسبة الطلاق، وشيوع كل أنواع الشذوذ الجنسي، والمتاجرة في الأعراض، وانتشار الأمراض
مفهوم التخنس والترجل
كما ينهى عن التخنُّثِ للرجال، والترجُّل للنساء؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"لعَن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المُخنَّثِين من الرجال، والمترجِّلات من النساء"(البخاري والترمذي).
التخنث هو تجسيد الشخص لصفات وسلوكيات
تُعد تقليديًا "أنثوية" في شخص من الذكور أو الرجال، بينما الترجل هو
مظهر الذكورة لدى الشخص، وعادة ما يستخدم المصطلح في سياقات تتعلق بالجندر والهوية
الجنسية والسلوكيات الاجتماعية. 
مفهوم التخنث:
التخنث هو تجسيد للسمات والتعابير التي غالبًا ما تُنسب إلى سلوكيات أنثوية، وهي مستقلة عن النشاط الجنسي أو الهوية الجنسية للشخص.
في بعض المجتمعات التي ترفض إظهار
التخنث، يمكن أن يؤدي ذلك إلى التحيز والتمييز والعداء تجاه الأشخاص الذين يظهرون
هذه التعبيرات. 
مفهوم الترجل:
إظهار الذكورة:
الترجل هو مظهر للسمات والتعابير التي ترتبط عمومًا بالذكورة، وهو عكس التخنث.
هذه الصفات والتعابير مستقلة عن الهوية
الجنسية أو التوجه الجنسي، ويمكن أن تُعرض من قبل أشخاص من كلا الجنسين.
مفهوم الاستئذان
عباد الله :" ولا تتوقَّفُ حمايةُ الأعراض في الإسلام عند تحريم الزنا ومقدماته،بل نجد الإسلامَ يحُضُّ على أدبِ الاستئذان عند دخول البيوت الخاصة؛ لأن لكل بيتٍ حرمةً يجب أن تصان، ولا يحقُّ اقتحامُ البيوت دون إذنِ صاحبها
وما أشبه الليلة بالبارحة قديماً لم يكن بين الناس هذا الأدب الرفيع والحصن الذي يحافظ على مشاعرهم ويساعد على صيانة أعراضهم حتى كان الإسلام فجاء ليقرر أدب من أسمى آدابه ألا وهوأدب"الاستئذان "
فنزلت آيات سورة النور تقرر في وضوح هذا الأدب فلقد كان من عادة العرب في الجاهلية دخولهم بيوت الناس قائلين:"حييتم صباحاً وحييتم مساءاً وعمتم صباحاً وعمتم مساءاً"بدون استئذان من أهلها وقد تقع أنظارهم على نساءها وهن في حالة غير جديرة بالنظر،وكان هذاالوضع مؤلماًلنفوس المسلمين ومؤذياً لمشاعرهم بعد أن جاء الإسلام .
أسباب التشريع للبيوت العامة والخاصة
ويصور لنا هذا الإحساس المؤلم إحدى نساءالأنصارعندما أتت إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلة له :" يا رسول الله إني أكون في بيتي على حالة لا أحب أن يراني عليها أحد لا والد ولا ولد فيأتي الأب فيدخل علي وأنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال فكيف أصنع ؟.
وكانت إجابة السماء مؤسسة لقاعدة أساسية وهي حرمة دخول بيوت الغير إلا بإذنه ،فنزل قول الله عز وجل:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ "(النــور/27).
وبهذا التشريع العظيم والأدب السامي
أصلح الله تعالى هذا الوضع الذي طالما تأذي منه النفوس إذ قرر الله سبحانه وتعالى
أن لكل فرد حقه في الخلوة ولا يجوز لغيره أن يدخل فيها بدون رضاه أو إذنه .
:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"(النور/27، 28).
والاستئذان فرضٌ في الإسلام؛ من أجل النظر، وحماية العرض، وحرمة البيت؛ قال صلى الله عليه وسلم:"إنما جُعِل الاستئذان من أجل البصر"(البخاري ومسلم).
وبعد ذلك نجد الإسلامَ يحرِّم قَذْفَ المحصَنات الغافلات المؤمنات، ويعتبره كبيرةً مِن الكبائر، ومِن السبعِ الموبِقات، ويضَع له حدًّا:"وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"(النور/ 4).
فقذفُ المحصَنات بالزنا فيه إشاعةٌ للفواحش،ونشرٌ للمنكَرات،وتفكيكٌ للأُسَرِ والمجتمعات،:"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"(النور/19).
وكذلك نجد الإسلاَم يحرِّم كلَّ أنواع الشذوذ الجنسي من لواطٍ وسِحاق وغيره - حفظًا لعِرض المسلم، وحمايةً لشرَفه ونزاهته
مفهوم الغيرة:"
عباد الله :"إن آخر حصن ومعقل لحفظ العرض وصيانة الكرامة وحراسة الفضيلة، ما أودعه الله تعالى في نفس كل آدمي من غيرته على الأعراض؛ غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن، وغيرة أوليائهن عليهن،وغيرة المؤمنين أن تنال الحرمات أو تخدش بما يجرح كرامتها وعفتها.
وميز النبي صلى الله عليه وسلم ما يحمد من الغيرة وما يذم؛ حيث قال:"إن من الغيرة ما يحب الله عز وجل، ومنها ما يبغض الله عز وجل، فأما الغيرة التي يحب الله عز وجل: فالغيرة في الريبة،وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل: فالغيرة في غير ريبة"(النسائي).
عباد الله، وإذا كان الإفراط في الغيرة
مذموماً، فإن التفريط فيها أشد ذما؛ لأن ضعف الغيرة في الإنسان أو انعدامها، يجعله
أحط من العرب في جاهليتهم قبل الإسلام، بل وأحط من بهيمة الأنعام التي تغار
بغريزتها؛ فذكور الماعز تغار، والديكة والإبل والقردة يغارون، وهذا أمر معلوم
مشاهد لدى الناس.
والديوث: هو من يقر الفحش في أهله، ولا غيرة له عليهم.
بل يَعُدُّ الإسلامُ الدفاعَ عن العرض والغيرة على النساء جهاداً يُبذَلُ من أجله الدم، ويُضحَّى في سبيله بالمهجة، ويجازى فاعله بدرجة الشهيد في الجنة قال صلى الله عليه وسلم:"من قُتل دون ماله فهو شهيد،ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد،ومن قُتل دون أهله فهو شهيد"(أبوداودو الترمذي).
بل يَعُدُّ الدين الإسلاميُ الغيرةَ من صميم أخلاق الإيمان، فمن لا غيرة له لا إيمان له، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة قال سعد بن عبادة رضي الله عنه:"لورأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح"، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"تعجبون من غيرة سعد؟والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة"(البخاري و مسلم).
فالله عندما شرع الزواج وحرّم الزنا وحد له الحدود من الجلد إلى الرجم،وحرم الخلوة بالأجنبية وحرم الاختلاط وحرم التبرج وفطر الرجال على الغيرة والنساء على الحياء وحرم الدياثة كل هذا لأجل حماية العرض وصيانته..
لذلك الرجل الذي أراد أن يعبث بحرمة أمرأة عفيفة شريفة لقنته درساً قاسياًفي صيانة الأعراض:"
سأترك ماءكــم من غيــر ورد
وذاك لـــكثرة الــوراد فــــــيه
إذا سقط الذبـــاب على طعــام
رفعت يدي ونفسي تشتـــهيه
وتجتنب الأســــود ورود مــــاء
إذا كان الكـلاب ولغن فيــه
إذا شرب الأســـد من خلف كلب
فذاك الأســــد لا خيــر فـيـــــه
ويرتجع الكـريم خميص بطــن
ولا يرضـــى مقاسمة السفيــه
والشرف هو صفة تقيم مستوى الفرد في المجتمع، ومدى ثقة الناس به بناء على أفعاله وتصرفاته، وأحيانا نسبه، وفي تلك الحالة تصف مدى النبل الذي يتمتع به الفرد اجتماعيا.كما يعد الشرف من الأخلاق الحميدة، كما يستدل به على نقاء السريرة والأمانة المادية والأخلاقية، وأيضاً البعد عن الأفعال الآثمة أو التي يجرمها المجتمع، كالسرقة والاغتصاب والقتل والسلب والنهب، وإن كانت تختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة إلى أخرى.فكل هذه جرائم مخلة بالشرف..
الخطبة الثانية
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
فلازلنا بصدد الحديث حول صحح مفاهيمك واليوم معنا مفهوم الشرف والعرض
مفهوم التنمر والسخرية
و كما حرم الله الفواحش ماظهر منها وما بطن حماية للأعراض حرم الاستهزاء والسخرية والغيبة والنميمة والهمز واللمز والتنمر وحرم العنصرية والتفرقة كل هذا لأجل حماية العرض والشرف..
فالاستهزاء بالأشخاص كمن يستهزئ بأوصافهم الخَلْقِّية أو الخُلُقِّية ضياع لشرفهم وهيبتهم بين الناس قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"(الحجرات:11).
عباد الله :" هل تعلمون أن مفهوم العرض والشرف أصبح يشكك فيهما،وبدأت بعض الملحدات الزانيات الشاذات يروجن لذلك؟.
وهناك الأمثلة الكثيرة علي ذلك ومنها:لماذا المجتمع الذكوري ينظر لحرية الأنثى الجنسية أنها عرضهم ورجولتهم !
الشرف عند الذكوري غشاء بكارة الأنثى !
العذرية كذبة ذكورية !
الأمم تختلف بمعايير الشرف !
وهذه الطريقة نفس طريقة الإلحاد الحديث في نفي وجود الله.
فالإلحاد يشكك بالبديهيات العقلية والحسية، لينفي وجود الله.
وهؤلاء يشككون بالبديهات الدينية والأخلاقية لتبرير جريمة الزنا والشذوذ، وأن هذه الأفعال ليس لها علاقة بالشرف والأخلاق.
فجسد المرأة ليس له علاقه بأخلاقها وشرفها !ولاحول ولاقوة إلا بالله ..
اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا
وربي لنا أولادنا وأحفظ بناتنا يارب العالمين ..