recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة الرسول المعلم ﷺ إعداد /صلاح عبدالخالق .

الرسول المعلم ﷺ     


    

النبى ﷺ مُعلما ًبنص القرآن والسنة.

من أساليب النبى المعلم ﷺ فى التعليم

من أساليب النبى المعلم فى معالجة الأخطاء

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم،ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد  محمد ﷺ سيد الأنام ، خير معلم للبشرية لم تعرف البشرية معلماً قبله ولا بعده خيراً منه ،وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: الرسول المعلم ﷺ    

أولا :النبى ﷺ معلما ًبنص القرآن والسنة :

(1)أثبت الله تعالى فى القرآن الكريم أن رسول الله ﷺ مُعلماً

بنصوصٍ كثيرة  منها مثلاً:قال تعالى :لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًامِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران . لقد منَّ الله سبحانه وتعالى وأنعم {عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، وأحسن إليهم، وتفضَّل عليهم نعمة عظيمة التي هي بعثة محمد ﷺ إليهم،{إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ} وأرسل إليهم {رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} وجنسهم عربيًّا مثلهم، ولد ببلدهم، ونشأ بينهم يفهمون كلامه بسهولة، ويعرفون حاله بالصدق، والأمانة من أول العمر إلى آخره.{يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}؛ أي: يعلمهم معاني القرآن وتفسيره {و}يعلمهم {الْحِكْمَةَ}؛أي: السنةفتعليم الكتاب  اضطرَّهم إلى تعلم الكتابة، وأخرجهم من الأمية إلى نور العلم، والعرفان.(حدائق الروح والريحان (5/239)

(2) أثبتَتِ السُّنة النبوية الشريفة أن رسول الله ﷺ مُعلماً بنصوصٍ كثيرة  منها مثلاً:-عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قال:قال رَسُولُ اللهِ ﷺ:إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا،وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا» صحيح مسلم (1478)-(إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا):أَيْ مُوقِعًا أَحَدًا فِي أَمْرٍ شَدِيدٍ وَالْعَنَةُ الْمَشَقَّةُ وَالْإِثْمُ (وَلَا مُتَعَنِّتًا): أَيْ: طَالِبًا لِزَلَّةِ أَحَدٍ (وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا):أَيْ: لِلْخَيْرِ (مُيَسِّرًا):أَيْ:مُسَهِّلًا لِلْأَمْرِ.مرقاة المفاتيح (5/2123).

ثانيا :من أساليب النبى المعلم ﷺ فى التعليم منها مثلاً:(

1)التعليم بالقدوة العملية الحسنة:

قال تعالى:لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21)الأحزاب

-قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأَصْحَابِهِ(فى صُلح الحديبية ):«قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا»،قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ،فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ، اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا.(صحيح البخارى (2731) -عن مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ،قَالَ:أَتَيْنَا النَّبِيَّ ﷺ ،فَقَالَ«صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» صحيح البخارى (6008).

(2)التعليم بالسؤال والحوار:

فأسلوب الحواروالمساءلة،يثير انتباه السامعين ويشوق النفوس للحصول على الجواب، ويحفز عقولهم على إعمال الفكر للوصول إلى الجواب، فإن لم يجيبوا وأجاب النبي ﷺ كان ذلك أدعى لحفظ المعلومة ورسوخها في نفوسهم..

-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:«ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ»صحيح مسلم (2589).-(قَالَ: أَتَدْرُونَ) ذَكَرَهُ تَنْبِيهًا لَهُمْ عَلَى تَفْرِيغِ أَذْهَانِهِمْ لِضَبْطِ مَا يُلْقَى إِلَيْهِمْ فَيَكُونُ أَوْقَعَ فِي نُفُوسِهِمْ (قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ) تَأَدُّبًا وَطَلَبًا لِلسَّمَاعِ مِنْهُ ﷺ.(مرقاة المفاتيح (1/89)

(3)التعليم بضرب المثال:

-ضرب الأمثلة لتقريب المعنى وتسريع الفهم ،الله تعالى علمنا ضرب الأمثلة في القرآن -قال تعالى :إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا (26) البقرة -عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺقَالَ"مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً "صحيح البخارى (5534). الكِير: جِهاز من جِلْد أو نحوه، يستخدمه الحدَّادُ وغيْرُهُ للنّفخ في الجمر أو النار لإشعالها .(معجم اللغة العربية المعاصرة (3/1977)

(4) التعليم بتشويق الأذهان: منها مثلاً:-

-عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا،فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ: «وَجَبَتْ،وَجَبَتْ، وَجَبَتْ»،وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ:«وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ»، قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي،مُرَّ بِجَنَازَةٍ،فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ،فَقُلْتَ:«وَجَبَتْ،وَجَبَتْ،وَجَبَتْ»،وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقُلْتَ:«وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ»؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ،أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ» صحيح مسلم (949).

 (5) التشجيع والثناء الحسن على المتميزين.

-لما كانت النفس البشرية تميل إلى حب سماع الكلام الطيب والثناء الحسن خاصة مع الجد والاجتهاد، لذلك كان نبينا الكريم المعلم الأول صلى الله عليه وسلم يحرص على استخدام عبارات التشجيع والثناء الحسن لمن كان أهلاً لذلك. مثلاً:-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ» صحيح البخارى (99)

(6)إيجاد الدافعية للتعلم من خلال إشعار المتعلم بحاجته إلى العلم. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ. جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.: «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ، فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» فَقَالَ فِي الثَّانِيَةِ، أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:«إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَأَسْبِغِ الوُضُوءَ،ثُمَّ اسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ

، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا» صحيح البخارى (6251) ، صحيح مسلم (397)

(7) العناية بالمتعلم والاهتمام به.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: «أَيْنَ - أُرَاهُ - السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ» قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» صحيح البخارى (59)-فهو ﷺ. رغم أنه كان مشغولاً بحديثه لم ينس هذا السائل ولم يهمله، إنما كان مهتماً به فأجابه على سؤاله لما فرغَ من كلامه، وهذا الاهتمام يكشف عن تلك النفس الإنسانية العالية، والخلق السامي الرفيع من رسولنا الكريم المعلم الأول ﷺ.

الخطبة الثانية

ثالثاً:من أساليب النبى المعلم فى معالجة الأخطاء مثلاً:-

(1)الرحمة واللين :قال تعالى :فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر (159) آل عمران

-عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ،قَالَ:بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ،إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ:وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ،مَا شَأْنُكُمْ؟تَنْظُرُونَ إِلَيَّ،فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ،فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ،فَوَاللهِ،مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي قَالَ:«إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» صحيح مسلم (537)- فى الحديث بَيَانُ مَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ عَظِيمِ الْخُلُقِ الَّذِي شَهِدَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بِهِ وَرِفْقِهِ بِالْجَاهِلِ وَرَأْفَتِهِ بِأُمَّتِهِ وَشَفَقَتِهِ عَلَيْهِمْ وَفِيهِ التَّخَلُّقُ بِخُلُقِهِ ﷺ فِي الرِّفْقِ بِالْجَاهِلِ وَحُسْنِ تَعْلِيمِهِ وَاللُّطْفِ بِهِ وَتَقْرِيبِ الصَّوَابِ إِلَى فَهْمِهِ.(شرح النووى (5/20).

-(ما كهرني)يعني:لم ينهرني ولم يُكلمني كلاماًغليظاً،(ولاضربني،ولا شتمني)،وكأنه يرى في نفسه أنه يستحق ذلك، ولكن النبي ﷺ.لم يفعل.(شرح رياض الصالحين.حطيبة (60/6).

(2)الحرص على المتعلمين:-

-قال تعالى :لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) التوبة

-عن أَنَس بْنُ مَالِكٍ قَالَ:بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِﷺ.إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ: مَهْ مَهْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ» فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ،وَلَا الْقَذَرِإِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ. صحيح مسلم (285).

(3)الجدال والحوار بالتى هى أحسن :-

-قال تعالى :ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (125)النحل .استخدام أسلوب المحاورة بالتى هى أحسن والإقناع العقلي.-عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا،فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا:مَهْ.مَهْ. فَقَالَ:"ادْنُهْ،فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا "قَالَ:فَجَلَسَ قَالَ:" أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ "قَالَ: لَا.وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ.

قَالَ:"وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ "قَالَ:"أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟" قَالَ: لَا.وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ:"وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ "قَالَ:"أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ " قَالَ:لَا.وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ "قَالَ:"أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟"قَالَ:لَا.وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ:"وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ قَالَ:"أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ "قَالَ:لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ.قَالَ"وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ"قَالَ:فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ:"اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " قَالَ:فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.مسند الأمام أحمد (22211) .السلسةالصحيحة (370)


google-playkhamsatmostaqltradent