
إنَّ من الشجرةِ شجرةً لا يَسقطُ ورقها
الحمد لله؛ الحمد لله الذي جمَّل المؤمن بأجمل الأوصاف، وجعل بينه وبين النخلةِ المباركة نوعًا من الاتصاف، وأشهد أن لا إله إلا الله بارك في المؤمن بالهدايةِ والألطاف، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ضرب مثل المؤمن بالنخلةِ لما فيها من المنافع والإتحاف، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه أهل البرِ والائتلاف.
صلى عليك يا خير الورى *** ما سبَّح الزهاد والعباد
عباد الله: كان من عادة المصطفى أن يؤانس أصحابه باللقاء، ويقرب لهم العلوم بالأمثال، والمثال نوعٌ من أسلوب القرآن والسُنةِ وحسن المقال، كان مجلسٌ ما أجمله وهو يضم أفضل الأمة وأصحابه الأئمة، كان في المجلس عشرةٌ من المعروفين أبو بكرٍ وعمر وابنه عليهم -رضوان الله أجمعين-.
فاسمع إلى هذه المحاضرة، وفي هذه المجالسةِ والمبادرة ومنه نأخذ درس الاستفادة من مجالسة أهل العلمِ
ففي الصحيحين من حديث ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البواد،ي قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت. ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: فقال: هي النخلة. قال فذكرت ذلك لعمر، قال لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا. اهـ
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه و سلم، قال: " إن من الشجر شجرة، لا يسقط ورقها. وإنها مثل المسلم. حدثوني ما هي؟ ". قال: فوقع الناس في شجر البوادي. قال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: " هي النخلة "(البخاري).
وكان عمر رضي الله يتمنى لو أن ابنه جاوب على السؤال عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وهل من شجرة أعظم من النخلة وقد ورد فيها أن الجوع لايدخل بيت فيه تمر.
وكان عمر رضي الله يتمنى لو أن ابنه جاوب على السؤال عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وهل من شجرة أعظم من النخلة وقد ورد فيها أن الجوع لايدخل بيت فيه تمر.
فروى البخاري ومسلم وأحمد في مسنده، "فبينما هم جلوسٌ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بجمُّار نخلٍ- والجمُّار: هو قلب النخلة-، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكل منه وقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مثل المؤمن كمثل شجرةٍ لا يسقط ورقها ولا يتحات صيفًا ولا شتاءً".
وفي رواية: "إن من الشجر شجرة كالرجل المؤمن".
وفي رواية: "وإنها مثَّل المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله بن عمر: ووقع في نفسه أنها النخلة فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: "هي النخلة".
وفي رواية: "فأردت أن أقولُ هي النخلة؛ فإذا أنا أصغر القوم فسكتُ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي النخلة".
وفي رواية: "إن من الشجرِ لما بركتهُ كبركة المسلم، وإذا أنا عاشر عشرة"،
والمقصود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شبَّه المؤمن بالنخلة، فالنخلة مباركة في جميعها ورطبها، يابسها، صيفها وشتائها، وتمرها، وكذا المؤمن مبارك كله ظاهره وباطنه، مدخله ومخرجه، علمه وعمله، دعوته ونفعه، صلاحه وإصلاحه، بره وصلته.
ووجه الشبه بين المسلم والنخلة أمور قالها أهل العلم:
عدم سقوط الورق
قال ابن حجر في الفتح: "ووجه الشبه بين النخلةِ والمسلم من جهة عدم سقوط الورق".
ففي رواية: "إن مثل المؤمن كمثل شجرةٍ لا تسقط لها أنملة أتدرون ما هي؟ قالوا: لا. قال: هي النخلة لا تسقط لها أنملةٍ ولا تسقط لمؤمنٍ دعوة".
والصحيح: أن المؤمن عامّ نفعه كما في رواية البخاري: "إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم"
وعند البخاري: "أخبروني بشجرةٍ كالرجل المسلم لا يتحات ورقها" ولا… ولا…ولا… قيل في تفسيره ولا ينقطع ثمرها، ولا يعدم فيئها، ولا يبطل نفعها، وفيه دليل على بركة النخلة وما تثمره.
بركتها وكثرة خيرها
ووجه الشبه بيان بركتها، وكثرة خيرها، ودوام ظلها، وطيب ثمرها، ووجوده على الدوام، وكون أَصْلهَا ثَابِتا وَفَرْعهَا فِي السَّمَاء، وعدم سقوط شيء منها لا يستفاد به، تشبيها ببركة المسلم، واستجابة دعائه، وثبات الايمان في قلبه، وكثرة عمله الصالحات.
وبركة النخلةِ موجودة في جميع أجزائها، مستمرة في جميع أحوالها، فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعًا، ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها؛ حتى النوى في علف الدواب، والليف في الحبال، وغير ذلك مما لا يخفى، وكذا بركة المسلم عامةٌ في جميع الأحوال، ونفعه مستمرٌ له ولغيره؛ حتى بعد موته.
قال النووي في شرح مسلم في بيان وجه التشبيه:
قال العلماء: وشبه النخلة بالمسلم في كثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام فإنه من حين يطلع ثمرها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس، وبعد أن ييبس يتخذ منه منافع كثيرة، ومن خشبها وورقها وأغصانها فيستعمل جذوعا وحطبا وعصيا ومخاصر وحصرا وحبالا وأواني وغير ذلك، ثم آخر شيء منها نواها وينتفع به علفا للإبل، ثم جمال نباتها وحسن هيئة ثمرها فهي منافع كلها وخير وجمال، كما أن المؤمن خير كله من كثرة طاعاته ومكارم أخلاقه ويواظب على صلاته وصيامه وقراءته وذكره والصدقة والصلة وسائر الطاعات وغير ذلك، فهذا هو الصحيح في وجه التشبيه، قيل وجه الشبه أنه إذا قطع رأسها ماتت بخلاف باقي الشجر وقيل لأنها لا تحمل حتى تلقح. والله أعلم.
ثبات الأصل:
فالنخلة ثابتة الأصل والمسلم ثابت الأصل، تعاليمه سماوية، لا يأخذ تعاليمه من البشر، ولا من أفكارهم ولا من خرافاتهم فهو ثابت في الأرض؛ لأن مبدأه ثابت وعميق في الأرض، يعتمد على (لا إله إلا الله) ويعتمد على قرآن من الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وعلى سنة من المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، والنخلة ليس على وجه الأرض مثلها فالحنظلة -مثلاً- لو مرت شاة وأكلت منها اقتطعتها واقتطعت عروقها، أما النخلة فإنها تقاوم الإعصار، فهي مثل المسلم بثبات الأصل، هذا وجه شبه بين المسلم والنخلة.
وَوَقَعَ عِنْد اِبْن حِبَّان مِنْ رِوَايَة عَبْد الْعَزِيز بْن مُسْلِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن دِينَار عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ يُخْبِرنِي عَنْ شَجَرَة مِثْلهَا مِثْل الْمُؤْمِن، أَصْلهَا ثَابِت وَفَرْعهَا فِي السَّمَاء ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيث. وَهُوَ يُؤَيِّد رِوَايَة الْبَزَّار، قَالَ الْقُرْطُبِيّ: فَوَقَعَ التَّشْبِيه بَيْنهمَا مِنْ جِهَة أَنَّ أَصْل دِين الْمُسْلِم ثَابِت، وَأَنَّ مَا يَصْدُر عَنْهُ مِنْ الْعُلُوم وَالْخَيْر قُوت لِلْأَرْوَاحِ مُسْتَطَاب، وَأَنَّهُ لَا يَزَال مَسْتُورًا بِدِينِهِ، وَأَنَّهُ يُنْتَفَع بِكُلِّ مَا يَصْدُر عَنْهُ حَيًّا وَمَيِّتًا، اِنْتَهَى. وَقَالَ غَيْره: وَالْمُرَاد بِكَوْنِ فَرْع الْمُؤْمِن فِي السَّمَاء رَفْع عَمَله وَقَبُوله، وَرَوَى الْبَزَّار أَيْضًا مِنْ طَرِيق سُفْيَان بْن حُسَيْن عَنْ أَبِي بِشْر عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِثْل الْمُؤْمِن مِثْل النَّخْلَة، مَا أَتَاك مِنْهَا نَفَعَك " هَكَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا وَإِسْنَاده صَحِيح، وَقَدْ أَفْصَحَ بِالْمَقْصُودِ بِأَوْجَز عِبَارَة. وَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّ مَوْقِع التَّشْبِيه بَيْن الْمُسْلِم وَالنَّخْلَة مِنْ جِهَة كَوْن النَّخْلَة إِذَا قُطِعَ رَأْسهَا مَاتَتْ، أَوْ لِأَنَّهَا لَا تَحْمِل حَتَّى تُلَقَّحَ، أَوْ لِأَنَّهَا تَمُوت إِذَا غَرِقَتْ، أَوْ لِأَنَّ لِطَلْعِهَا رَائِحَة مَنِيّ الْآدَمِيّ، أَوْ لِأَنَّهَا تَعْشَق، أَوْ لِأَنَّهَا تَشْرَب مِنْ أَعْلَاهَا، فَكُلّهَا أَوْجُه ضَعِيفَة؛ لِأَنَّ جَمِيع ذَلِكَ مِنْ الْمُشَابِهَات مُشْتَرِك فِي الْآدَمِيِّينَ لَا يَخْتَصّ بِالْمُسْلِمِ، وَأَضْعَف مِنْ ذَلِكَ قَوْل مَنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ لِكَوْنِهَا خُلِقَتْ مِنْ فَضْلَة طِين آدَم فَإِنَّ الْحَدِيث فِي ذَلِكَ لَمْ يَثْبُت.
كثرة المنافع:
يقول أهل العلم: يؤخذ من
طلع النخلة بسر وبلح ورطب وتمر ودبس، ويؤخذ منه نبيذ، ثم عدد ما شئت، هذا من التمر
قالوا: ويؤخذ من سعفها الحصير، ويؤخذ منه مكاتل وبسط وفرش، وتستخدم جذوعها في
السقف، والمؤمن كذلك منافعه أكثر من أن تحصى، إذا أردته في مجلس ذكر أعانك على
الذكر، وإذا أردته في الجهاد وهب نفسه للجهاد، وإذا أردته أن يشارك في مسألة أعطاك
ما يمكن أن يشاركك به، وإن كان عنده مال واحتجت له، شارك بماله، وإن كان عنده وقت
وبقي له وقت شارك بوقته، يزورك إذا مرضت، ويشمتك إذا عطست، ويشيعك إذا مت، فهو
دائماً معك، فمنافعه أعظم من منافع النخلة، لكن وجه الشبه كثرة المنافع بين
الجانبين.
ارتفاع القامة وعلو الهمة،
فالنخلة هامتها مثل هامة المسلم، أما ترى النخلة قوية مرتفعة، ولذلك إذا هب الإعصار فإنه لا يأتي إلا على أعالي الشجر، فالمسلم همته عالية، دائماً يفكر في معالي الأمور، ويفكر دائماً في الجنة، وفيما يقربه إلى الله، وهمته مثل علو النخلة، ولذلك أنزل الله تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق:١٠] قال بعض الأعراب: صليت المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ:"وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ"(ق:١٠)
فوالله ما علمت ولا أدري ما قرأ بعدها، ولأنني وقفت عندها، ولذلك يقول الزمخشري في التفسير: وإنها لآية عجيبة حقاً، انظر لاختيار الكلمات: النخل باسقات، لم يقل طويلات، جمع باسقة والباسقة الطويلة، قالوا: ومع طولها امتداد قامتها؛ لأن بعض الناس طويل لكنه منحنٍ مكسور الظهر، فمن ارتفاع همة المسلم أنه مثل النخلة في ارتفاع الهمة، فلا يفكر إلا في معالي الأمور.
ولذلك يقال: سل الإنسان فيم يفكر؟ سوف
تعلم أي همة يهتم بها، من اهتم بأمر المسلمين أو بإصلاح بيته فهمته من أعلى الهمم،
ومن اهتم بغير ذلك فهمته توصله إلى ذلك، يقول ابن القيم في مدارج السالكين: إن
الله ينظر إلى همم الناس وإلى نياتهم ولا ينظر إلى صورهم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى
ولا إلى هياكلهم ولا إلى أموالهم، فالهمة هي العظيمة؛ ولذلك يقول ابن الجوزي في
صيد الخاطر: والله لقد رأيت أناساً في المعمورة، فتعجبت من سقط هممهم، ويظنون أنهم
بلغوا الثريا بالهمم، سمعت قول المتنبي في الهمم:
الخطبة الثانية
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد
دوام الاخضرار،
ومن أوجه الشبه بين المسلم وبين النخلة: دوام الاخضرار، يقولون: إن النخلة دائماً لا يسقط لها ورقة في الشتاء، ولذلك المؤمن على كلمة واحدة، يقول الحسن البصري رحمه الله: تلقاه العام بعد العام وهو على كلمة واحدة، وعلى نية واحدة وعلى عمل واحد أما المنافق فيتلون أي: إذا رأى المصلحة معك فهو معك، وإذا رأى أنك لم تقدم له شيئاً فإنه ليس معك، إن أركبته في السيارة ذكرك وأحبك، يوم أن غديته أحبك لكنه حبٌ وقتي للطوارئ، أما المؤمن فهو معك دائماً.
ولذلك يقولون: دوام اخضرار المؤمن في عمله الصالح، فهو على كلمة واحدة، هل هناك مؤمن في الشتاء يزيد إيمانه وفي الصيف ينقص، وزيادة الإيمان مطلوبة، لكن في الشتاء تلقاه بوجه، وفي الصيف تلقاه بوجه، فالمؤمن واحد في الليل والنهار، وكذلك النخلة لا تسقط ورقها في الشتاء، فهي دائمة الخضرة، وهذا من أوجه الشبه.
وقال ابن حجر في الفتح: وَوَجْه الشَّبَه بَيْن النَّخْلَة وَالْمُسْلِم مِنْ جِهَة عَدَم سُقُوط الْوَرَق مَا رَوَاهُ الْحَارِث بْن أَبِي أُسَامَة فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ وَجْه آخَر عَنْ اِبْن عُمَر وَلَفْظه " قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات يَوْم فَقَالَ: إِنَّ مِثْل الْمُؤْمِن كَمِثْلِ شَجَرَة لَا تَسْقُط لَهَا أُنْمُلَة، أَتَدْرُونَ مَا هِيَ ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: هِيَ النَّخْلَة، لَا تَسْقُط لَهَا أُنْمُلَة، وَلَا تَسْقُط لِمُؤْمِنٍ دَعْوَة ". وَوَقَعَ عِنْد الْمُصَنِّف فِي الْأَطْعِمَة مِنْ طَرِيق الْأَعْمَش قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِد عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ " بَيْنَا نَحْنُ عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارٍ، فَقَالَ: إِنَّ مِنْ الشَّجَر لَمَا بَرَكَته كَبَرَكَةِ الْمُسْلِم " وَهَذَا أَعَمّ مِنْ الَّذِي قَبْله، وَبَرَكَة النَّخْلَة مَوْجُودَة فِي جَمِيع أَجْزَائِهَا، مُسْتَمِرَّة فِي جَمِيع أَحْوَالهَا، فَمِنْ حِين تَطْلُع إِلَى أَنْ تَيْبَس تُؤْكَل أَنْوَاعًا، ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ يُنْتَفَع بِجَمِيعِ أَجْزَائِهَا، حَتَّى النَّوَى فِي عَلْف الدَّوَابّ وَاللِّيف فِي الْحِبَال وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا لَا يَخْفي، وَكَذَلِكَ بَرَكَة الْمُسْلِم عَامَّة فِي جَمِيع الْأَحْوَال، وَنَفْعه مُسْتَمِرّ لَهُ وَلِغَيْرِهِ حَتَّى بَعْد مَوْته. وَوَقَعَ عِنْد الْمُصَنِّف فِي التَّفْسِير مِنْ طَرِيق نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ " كُنَّا عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِم لَا يَتَحَاتّ وَرَقهَا وَلَا وَلَا وَلَا " كَذَا ذَكَرَ النَّفْي ثَلَاث مَرَّات عَلَى طَرِيق الِاكْتِفَاء، فَقِيلَ فِي تَفْسِيره: وَلَا يَنْقَطِع ثَمَرهَا وَلَا يُعْدَم فَيْؤُهَا وَلَا يَبْطُل نَفْعهَا..