مِنْ هُوَ الْمَحْرُومُ ؟
قال تعالي :"وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"(المعارج/24-25).
الذين في أموالهم حق مؤقت ، وهو الزكاة ، للسائل الذي يسأله من ماله ، والمحروم الذي قد حرم الغنى ، فهو فقير لا يسأل .
وقال ابن عباس:" السائل: الذي يسأل, والمحروم: المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم.
وقيل المحروم: هو المحارف الذي ليس له أحد يعطف عليه, أو يعطيه شيئا..
قولت إذا كان المحروم قدعرفه المفسرون
بذلك ..
فالمحروم عندي هو من حرم من نعمة الوقت فالوقت نعمة عظيمة كماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفراغُ"(متفق عليه).
المحروم هو من ضيع وقته فيما لافائدة
والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك
المحروم هو الذي سيسأل عن وقته يوم القيامة كما قال صلي الله عليه وسلم:"لن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسأَلَ عن أربعِ خِصالٍ : عن عُمرِه فيما أفناه ، وعن شبابِه فيما أبلاه ، وعن مالِه من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن عِلمِه ماذا عمِل فيه"(صحيح).
وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه:"ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي"..
المحروم من تهاون فضيع وقتا أقسم به المولي عزوجل لعظمه وأهميته فقد أقسم الله سبحانه وتعالى به في كتابه الكريم في مواضع عدة منها قال تعالى: "وَالْعَصْرِإِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ"(العصر).
وجعل أركان الإسلام في مواقيت معينة ومحددة ليلفت نظرنا لقيمة الوقت
فالصلاة :"إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا"
وعن الصيام:"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن
وعن الزكاة :"وأتوا حقه يوم حصاده"
وعن الحج:" الحج أشهر معلومات"
فالمحروم حقاً هو الذي يضيع الوقت في
غير طاعة الله
المحروم من حرم ليلة القدرلقوله صلي الله عليه وسلم :" وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ"(البخاري ومسلم).
المحروم حقاً هو الذي يعلم أن له لسان لايتعب ولايكل من كلام الباطل ومن اللغو ولايستخدمه في ذكر الله وأذكار الصباح والمساء والحمد والشكر لله والدعاء والتضرع إلي الله ..
المحروم هو الذي يعلم أن من
قال: "سبحان الله وبحمده" 100 مرة تُغفر ذنوبه ولو كانت ذنوبه مثل زبد
البحر ولا يقول ذلك!؟، وهي لا تستغرق دقيقة واحدة .
وأن المحروم هو الذي يعلم أن من قال : "استغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه" 7 مرات تُغفر ذنوبه ولو كان قد فر من الزحف ولا يقول ذلك، وهي لا تستغرق دقيقة واحدة .
كما أن المحروم هو الذي يعلم أن قول
" سبحان الله وبحمده " عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
٣ مرات .. من أعظم الأذكار وأكثرها أَجْرًا وهي لا تستغرق ثواني معدودة، وهو الذي يعلم أن من قرأ الآيتين الاخيرتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه، وهي لا تستغرق دقيقة واحدة ، ولا يقرأها .
وتابع: المحروم هو الذي يعلم أنه إذا
قرأ آية الكرسي بعد كل صلاة لا يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت .. ولا يقرأها،
وهي لا تستغرق دقيقة واحدة، وهو الذي يعلم أنه إذا قرأ آية الكرسي عند النوم لا
يزال عليه حافظ من الله حتى يصبح ولا يقربنه شيطان ولا يقرأها وهي لا تستغرق دقيقة
واحدة.
كما أن المحروم هو الذي يعلم أن قراءة
سورة الاخلاص 3 مرات تعدل ختم القرآن الكريم ولا يقرأها، وهي لا تستغرق دقيقة
واحدة، ويعلم أن من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنه(حسنة)
ولا يقول ذلك.
وأكمل المحروم هو الذي : يعلم أن قول " سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله و الله أكبر" خير مما طلعت عليه الشمس ولا يقول ذلك ويعلم أن قول : "لاإله الاالله وحدهـ لاشريگ له ، له الملگ وله الحمد وهوعلى گل شيءقدير" 10 مرات بعد صلاة المغرب وبعد صلاة الفجر تعدل عتق 4 رقاب من ولد اسماعيل عليه السلام ولا يقول ذلك.
كما أنه يعلم أن من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة والقائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته .. تحل له شفاعة النبي ﷺ يوم القيامة، ويعلم أن من قال : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ " صباح مساء.. تُذهب عنه الهم وتقضي عنه الدين !؟ولا يقولها وهي لا تستغرق ثوانٍ مدودة..
المحروم هو من حرم رحمة الله عزوجل
ومع أن رحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء، إلا أنه سبحانه يختص بها في الآخرة عباده المؤمنين. قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ"(الأعراف:156).
قال القرطبي: ولم تسع إبليس، ولا من مات كافرا.
وقال الآلوسي: ورحمة الله تعالى - وإن وسعت كل شيء ببعض اعتباراتها - إلا أنها خصت المتقين باعتبار آخر.
وقال السعدي:"وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" من العالم العلوي والسفلي، البر والفاجر، المؤمن والكافر، فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة اللّه، وغمره فضله وإحسانه، ولكن الرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة، ليست لكل أحد، ولهذا قال عنها: "فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ .."".
وعلى ذلك فالكفار لا تشملهم رحمة الله في الآخرة، ولا يدخلون الجنة إذا ماتوا على كفرهم