فتراحموا (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا )
إعدادا/صلاح عبدالخالق
العناصر:
أولا ً : الوصية بالنساء فى خطبة
الوداع
.ثانيا ً:لماذا الوصية بالنساء يارسول
الله ﷺ ؟
ثالثاً :نبى الرحمه ﷺ في بيته مع نسائه
الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن
لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد:فأوصى الله عز وجل
الرجال بالنساء وأنزل فى حقهن سورة فى القرآن الكريم من أطول سور القرآن وهى سورة
النساء وسورة أُخرى تسمى سورة النساء الصغرى وهى سورة الطلاق وأوصانا الرسول
الكريم ﷺ
أولا ً : الوصية بالنساء فى خطبة
الوداع
:-
-عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْأَحْوَصِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ
رَسُولِ اللّهِ ﷺ ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَّرَ وَوَعَظَ،
ثُمَّ قَالَ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"(ابن ماجه ،ومسلم و البخارى).
- قال ﷺ في خطبة الوداع: ( استوصوا
بالنساء خيراً ) انظروا إلى الأسلوب النبوي الكريم، فمن حكمته وبلاغته يتمدد
وينتشر انتشار الأثير في الهواء قال: (استوصوا)ولم يقل: أوصيكم بالنساءفتكون
الوصية مؤقتة منه فقط، ولكن قال: استوصوا، أي: ليوصي كل منكم الآخر، فتظل هذه
الوصية تعمل، وتتفاعل وتتكاثر، وتمتد إلى يوم القيامة.(شرح الأربعين النووية عطية
سالم (37/4)
ثانيا ً:لماذا الوصية بالنساء يارسول
الله ؟
لأسباب منها مثلا ً: لأسباب منها مثلا
ً:
-(1) فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ
ضِلَعٍ:-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ
عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ،
وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا» صحيح مسلم
(1468)- ومن المعلوم أن الخالق جل ثناؤه قد زودكلاً من الرجل والمرأة بخصائص
تتناسب والمهمة التي يقوم بها كل منهما، فالمرأة هي الحاضنة والمربية والحاملة
والمرضعة وهذه المهمة بحاجة إلى عواطف جياشة ومشاعر مرهفة حتى تستطيع أن تؤدي
مهمتها على الوجه الأكمل، وغلبة هذه العاطفة مع ما يتكرر معها من المحيض والولادة
يولد لديها بعض الضعف من الانفعال النفسي والشعور بالضيق فيضعف تحملها فتحتاج إلى
مراعاة، فأرشد النبي ﷺ في هذا الحديث إلى طبيعة المرأة، وأنها تحتاج إلى مراعاة
ومداراة ولو أن الزوج استحضر هذه الوصية عند تعامله مع امرأته لطابت حياتهما وعاشا
حياة طيبة وعيشة هنيئة بعيدة عن المشاكل والمكدرات. فتاوى واستشارات اليوم (2/108)
(2) لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ:-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ
عَلَى طَرِيقَةٍ..»صحيح مسلم (1468)-(لَنْ تَسْتَقِيمَ) :أَيْ: لَنْ تَسْتَمِرَّ
وَلَنْ تَدُومَ (عَلَى طَرِيقَةٍ) : أَيْ: عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ مُسْتَقِيمَةٍ
بَلْ تَنْقَلِبُ عَنْ حَالِهَا مِنَ الشُّكْرِ إِلَى الْكُفْرَانِ، وَمِنَ
الْإِطَاعَةِ إِلَى الْعِصْيَانِ، وَمِنَ الْقَنَاعَةِ إِلَى الطُّغْيَانِ. فِيهِ
إِشْعَارٌ بِاسْتِحَالَةِ تَقْوِيمِهَا.مرقاة المفاتيح (5/2117) مُلَاطَفَةُ
النِّسَاءِ وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهِنَّ وَالصَّبْرُ عَلَى عِوَجِ أَخْلَاقِهِنَّ
وَاحْتِمَالُ ضَعْفِ عُقُولِهِنَّ وَكَرَاهَةُ طَلَاقِهِنَّ بِلَا سَبَبٍ
وَأَنَّهُ لَا يُطْمَعُ بِاسْتِقَامَتِهَا.
شرح النووى(10/57)
(3)أسيرات عند الرجال :-
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الأَحْوَصِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، فَحَمِدَ
اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَّرَ، وَوَعَظَ، فَقَالَ: «أَلَا وَاسْتَوْصُوا
بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ
عَوَانٌ عِنْدَكُمْ.سنن الترمذى (1163) سنن ابن ماجه (1851) حسنه الألبانى
-معنى عوان: أسيرات، المرأة في بيت
زوجها كالأسير عند السجان، لا حول لها ولا قوة، هذا هو الغالب من أمر النساء، فلما
كانت المرأة مسكينة لا حول لها ولا قوة، والأمر بيد الرجل ولا بد من استئذانه كان
لا بد من أن يرفق بها الرجل،وأن يشفق عليها، وأن يرحمها، وأن يستوصي بها خيراً.
دروس للشيخ المنجد (63/11)
(4)ناقصات عقل ودين :
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ،
قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى،
فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ
فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ
مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ
إِحْدَاكُنَّ»، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ
الرَّجُلِ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: َذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ
إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ
نُقْصَانِ دِينِهَا» رواه البخارى (304)
ومسلم (79) -(أُرِيتُكُنَّ) أراني الله إياكن وذلك ليلة الإسراء. (تكثرن اللعن)
تتلفظن به كثيرا حال الدعاء على أحد واللعن هو الطرد والإبعاد عن الخيروالرحمة.
(تكفرن العشير) تجحدن نعمة الزوج وتتكرن إحسانه. (أذهب) أشد إذهابا. (للب) هو
العقل السليم الخالص من الشوائب. (نصف شهادة الرجل) أشار بذلك إلى قوله تعالى {فإن
لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء}البقرة 282 (من نقصان عقلها) أي وجود الثانية معها
لنسيانها وقلة ضبطها وهذا يشعر بنقص عقلها عن الرجل إجمالا وأما تفصيلا فقد تكون
امرأة أكثر عقلا من كثير من الرجال. (من نقصان دينها). أي إن ما يقع منها من
العبادة وهي من أهم أمور الدين أنقص مما يقع من الرجل] [تعليق مصطفى البغا صحيح
البخارى 1/68]
(5) نكران الجميل :-
-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: َرَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ كَاليَوْمِ مَنْظَرًا
قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ» قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: «بِكُفْرِهِنَّ» قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: " يَكْفُرْنَ
العَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ
الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا
قَطُّ "رواه البخارى (1052) ومسلم
(907)رأيت) أراني الله تعالى. (يكفرن العشير) من الكفر وهو الستر والتغطية أي
ينكرن إحسانه. والعشير الزوج مأخوذ من المعاشرة وهي المخالطة والملازمة (الدهر)
مدة عمرك.(شيئا) لا يوافق مزاجها ولا يعجبها مهما كان قليلا. (قط) أي فيما مضى من
الأزمنة][تعليق مصطفى البغا صحيح البخارى 1/15]
ثالثاً :نبى الرحمه ﷺ في بيته مع نسائه :
قال تعالى :لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ
مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) التوبة .كان سيدنا محمد ﷺ نعم الزوج
الرحيم في بيته فمثلاً
:
(1)النبى ﷺ ينشر السلام والطمأنينة فى
البيت:
-(أ)عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: " إِذَا
دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ
اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ:لَا مَبِيتَ
لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ،«وَإِنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عِنْدَ طَعَامِهِ،
وَإِنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ
وَالْعَشَاءَ "صحيح مسلم (2018)
- فى الحديث:حث على أن الإنسان ينبغي له
إذا دخل بيته أن يذكر اسم الله والذكر الوارد في ذلك بسم الله ثم يسلم على أهله
وبذلك يحترز من الشيطان الرجيم مبيتاً وعشاءً.(شرح رياض الصالحين لابن عثيمين
(4/191).
(ب)قال تعالى:فَإِذَا دَخَلْتُمْ
بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
مُبَارَكَةً طَيِّبَةً (61)النور.عَنْ أَبِي أُمَامَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ،قَالَ:«ثَلَاثَةٌ
كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ،وَإِنْ مَاتَ
أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ:مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ،فَهُوَضَامِنٌ
عَلَى اللَّهِ،وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى
اللَّهِ،وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ»صحيح ابن
حبان (499)،صحيح الترغيب(321) -معنى ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ:أى فى حفظه وأمنه قوله ﷺ
مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ؛ نشر السلام فى البيت ينشر المحبة والطمأنينة
والسعادة وطرد الشيطان
(2) النبى ﷺ يُحس على احترام النساء:
-قال تعالى:وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ (19)النساء.أَيْ:طيِّبُوا أَقْوَالَكُمْ لَهُنَّ، وحَسّنُوا
أَفْعَالَكُمْ وَهَيْئَاتِكُمْ بِحَسَبِ قُدْرَتِكُمْ، كَمَا تُحِبُّ ذَلِكَ
مِنْهَا، فَافْعَلْ أَنْتَ بِهَا مِثْلَهُ.(تفسير ابن كثير (2/242).-عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ
وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"سنن الترمذى (3895) وصحيح الجامع (3314).-عَنْ
حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ مَا
حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ؟ قَالَ:«أَنْ يُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمَ وَأَنْ
يَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَى،وَلَا يَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا يُقَبِّحْ، وَلَا
يَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ» سنن ابن ماجه (1850)،صحيح الجامع (3149)
(3) النبى ﷺ فى خدمة أهله :
-عن عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ
يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى
الصَّلاَةِ» صحيح البخارى (676). أَيْ مِنْ عَادَتِهِ (يَكُونُ) أَيْ: يَسْتَمِرُّ
مُشْتَغِلًا (فِي مَهْنَةِ أَهْلِهِ) أَيْ: مَصَالِحِ عِيَالِهِ، وَالْمَهْنَةُ
الْخِدْمَةُ (فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ) أَيْ:
وَتَرَكَ جَمِيعَ عَمَلِهِ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ.
(مرقاة المفاتيح (9/3715).من أنواع هذه الخدمة مثلاً : عَنْ عُرْوَةَ،
قَالَ:قُلْتُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَيُّ شَيْءٍ كَانَ يَصْنَعُ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ:«مَا يَفْعَلُ أَحَدُكُمْ فِي
مِهْنَةِ أَهْلِهِ، يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَرْقَعُ دَلْوَهُ»
صحيح ابن حبان (5676) صححه الألبانى فى المشكاة (5922).هذه الأعمال لا تنقص من قدر
الرجولة فى شيئ بل هى الرجولة بعينها كما فعل ذلك سيد الرجال ﷺ.
(4) النبى ﷺ يضحك ويمزح فى بيته :
-عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:خَرَجْتُ مَعَ
النَّبِيِّ ﷺ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ
وَلَمْ أَبْدُنْ،فَقَالَ لِلنَّاسِ:"تَقَدَّمُوا " فَتَقَدَّمُوا ،ثُمَّ
قَالَ لِي:"تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ"فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ
عَنِّي،حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ ،خَرَجْتُ مَعَهُ
فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ لِلنَّاسِ:"تَقَدَّمُوا "فَتَقَدَّمُوا،
ثُمَّ قَالَ:تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي،فَجَعَلَ
يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ:"هَذِهِ بِتِلْكَ "مسند أحمد ط الرسالة
(26277) وصحيح الجامع (7007)
(5) النبى ﷺ يشاور نسائه -
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
لِأَصْحَابِهِ: «قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا»، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا
قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ
يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ
مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ،
اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ
بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ
فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ
يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا
حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا وَجَعَلَ
بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا.(صحيح البخارى (2731)