recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح


 إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ

قراءة القرأن بتدبر وتمعن وفهم 

العالم الحق هو الذي يعمل بماجاء به القرأن ولاينسلخ من أحكامه

من أراد الشهرة بالعلم شهر الله به  وأدخله جهنم 

تحميل الخطبة pdf

الحَمدُ لِلَّهِ رب العالمين  وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ المَنّانُ، وَأَشهَدُ أَنّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ المَبعُوثُ بِالقُرآنِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ ذَوِي التُّقَى وَالإِحسَانِ، أَمَّا بَعدُ:فياعبادَ اللهِ: حديثنا إليكم اليوم عن حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم:" إنَّ ما أتخوف عليكم رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فغيّر معناه"

فإن هذا الحديث رواه ابن حبان في صحيحه  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ماأتخوَّفُ عليكم رجلٌ قَرَأ القرآنَ حتى إذا رُئِيَتْ بَهْجتُه عليه، وكان رِدْئًا للإِسلام، غَيَّرَه إلى ما شاء الله، فانْسَلَخَ مِنْه ونَبَذَه وراءَ ظَهْرِه، وسَعَى على جاره بالسَّيف، ورمَاه بالشِّرك»، قال: قلتُ: يا نبيَّ الله، أيُّهما أوْلى بالشِّرك، المَرْمِي أم الرَّامي؟ قال:"بل الرَّامي"(ابن حبان).

إن من أكثر الأشياء التي يتخوفها النبي صلى الله عليه وسلم على أمته رجل قرأ القرآن ورأى الناسُ عليه نور القرآن وحسنه وأثره الطيب، وكان عونًا للإسلام وأهله ومدافعًا عنهم، ثم إذا به يغير ذلك ويفارق الإسلام ويترك القرآن ويقتل جاره ويتهمه بالشرك،ويحرف القرأن ويفتي بغير علم  فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم : "من أحق بالشرك، هذا الرجل الذي قتل جاره واتهمه بالشرك أم الجار؟ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل الذي اتهم جاره بالشرك وقتله هو أحق بالشرك وأولى به

قراءةالقرأن بتدبر وتمعن وفهم 

عباد الله:" قراءة القرآن والعمل به في الظاهر لا يفيد شيئًا حتى يصاحبه الإيمان القلبي واتباع السنة, والثبات على ذلك. 

 يَقُولُ تَعَالَى "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها "(محمد/24).
يقول تعالي آمِرًا بِتَدَبُّرِ الْقُرْآنِ وَتَفَهُّمِهِ، وَنَاهِيًا عَنِ الْإِعْرَاضِ عَنْهُ فَقَالَ: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها أَيْ: بَلْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا، فَهِيَ مُطْبَقَةٌ لَا يَخْلُصُ إِلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ مَعَانِيهِ، عن هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أبيه   قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها فَقَالَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: بل عليها أقفالها حتى يكون الله تعالى يَفْتَحُهَا أَوْ يُفَرِّجُهَا، فَمَا زَالَ الشَّابُّ فِي نَفْسِ عُمَرَ حَتَّى وَلِيَ فَاسْتَعَانَ به.."(تفسير ابن كثير).

وصدق المعصوم صلّى اللهُ عليه وسلّم إذ يقول-: "أَلاَ إِنّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، فَقلت: مَا المَخْرَجُ مِنْهَا -يَا رَسُولَ الله-؟ قالَ: كِتَابُ الله، فِيهِ نَبَأُ مَا كان قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبّارٍ قَصَمَهُ الله، وَمَنْ ابَتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلّهُ الله، وَهُوَ حَبْلُ الله المَتِينُ، وَهُوَ الذّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصّرَاطُ المُسْتَقِيمُ، هُوَ الّذِي لاَ تَزِيعُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الالْسِنَةُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقُ عَلى كَثْرَةِ الرّدّ، وَلاَ تَنْقَضَي عَجَائِبُهُ "(الترمذي).

 فالقرآنُ الكريمُ وقايةٌ ومخرجٌ من الضلالات والفكرِ المنحرفِ والشبهات الزائفة والتسلحُ بالقرآنِ نجاةٌ وهدايةٌ وفلاحٌ وكيف لا ؟ و القرآنُ الكريمُ هو الَّذِي صَنَعَ جِيلَ الصّحَابَةِ لَا يَزَالُ يُقرَأُ فِينَا اليَومَ غَضًّا طَرِيًّا كَمَا أُنزِلَ، فَيُتلَى عَلَى مَسَامِعِنَا فِي الصَّلَوَاتِ، وَفِي وَسَائِلِ الإِعلَامِ وَالتَّلفَزَةِ، وَالمَصَاحِفُ تُطبَعُ بِالآلَافِ المُؤَلّفَةِ، لَكِنّ أَثَرَ القُرآنِ فِينَا لَيسَ هُوَ الأَثَرَ الَّذِي صَنَعَ ذَلِكَ الجِيلَ الفَرِيدَ، فَأَينَ الخَلَلُ!إِنّ الخَلَلَ لَيسَ فِي القُرآنِ، فَإِنَّ المَاءَ الرّاوِيَ هُوَ المَاءُ، لَكِنّ الخَلَلَ فِي الأَرضِ المُنبِتَةِ، الَّتِي كَانَت يَومًا خَصْبَةً، لَكِنْ صَارَ أَكثَرُهَا اليَومَ سَبْخَةً، إِلَّا مَن رَحِمَ اللَّهُ. إِنّ الخَلَلَ هُوَ فِيمَا رَانَ عَلَى القُلُوبِ مِن الغِشَاوَاتِ، وَخَالَطَهَا مِن الأَدرَانِ وَالآفَاتِ، إِنَّهَا الأَقفَالُ الَّتِي حَجَبَت القُلُوبَ عَن التَّدَبُّرِ، فَصَارَ القُرآنُ عِندَ كَثِيرِينَ أَلفَاظًا تَمُرّ عَلَى اللِّسَانِ، لَكِنّهَا لَا تَبلُغُ الجنَانَ: ‌أَفَلَا ‌يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ ‌أَمْ ‌عَلَى ‌قُلُوبٍ ‌أَقفَالُهَا.

فالواجبُ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ أنْ يتمسكَ بكتابِ اللهِ – جل وعلا – وبسنةِ سيدِ البشريةِ مُحمدٍ رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصدقَ النبيُّ إذ يقولُ:"تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ"(مالك في الموطأ).

العالم الحق هو الذي يعمل بماجاء به القرأن ولاينسلخ من أحكامه

عباد الله :" إِنّهُ مِنَ الحِرمَانِ أَنْ يَكُونَ فِي الأُمَّةِ مَادّةُ حَيَاتِهَا، وَنُورُ أَبصَارِهَا، وَسَبَبُ فَلَاحِهَا وَعِزّتِهَا، ثُمّ تَظَلَّ غَافِلَةً فِي سُبَاتِهَا، تَائِهَةً فِي حَيرَتِهَا وَظَلَامِهَا، مُتَأَخِّرَةً عَن الأُمَمِ بِفُرقَتِهَا وَضَعفِهَا، ‌لَقَد ‌أَنزَلنَا ‌إِلَيكُم ‌كِتَابًا ‌فِيهِ ‌ذِكرُكُم أَي: عِزُّكُم وَرِفعَتُكُمْ، ‌أَفَلَا ‌تَعقِلُونَ.

وإنه لمن الحرمان أن نري ونسمع من بعض العلماء المارقين تحريفاً للقرأن وتضليلاً للناس في الفتاوي والتمسك بالشاذ من الفتاوي حتي يميل ضعفاء النفوس إليه وحتي ينال بعض الشهرة في الدنيا وهولايعلم أن من شهر شهر الله به يوم القيامة وقد حكي لنا القرأن مثلاً لهذا العالم الضال المارق في سورة الأعراف حيث قال ربنا :"وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِي ۤ ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ  وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَآءَ مَثَلًا ٱلْقَوْمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ "(الأعراف/ ١٧٥-١٧٧).

وقدقال المفسرون :" هو رجل من بني إسرائيل يقال له: بلعم بن باعوراءقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه: هو رجل من أهل اليمن يقال له: بلعم، آتاه الله آياته فتركها، وقال مالك بن دينار: كان من علماء بني إسرائيل، وكان مجاب الدعوة، يقدمونه في الشدائد، بعثه نبي الله موسى عليه السلام إلى ملك مدين يدعوه إلى الله، فأقطعه وأعطاه، فتبع دينه وترك دين موسى عليه السلام.

و قالوا: هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيهن، وكانت له امرأة له منها ولد، فقالت: اجعل لي منها واحدة، قال: فلك واحدة، فما الذي تريدين؟ قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل، فدعا الله، فجعلها أجمل امرأة في بني إسرائيل، فلما علمت أن ليس فيهم مثلها، رغبت عنه، وأرادت شيئاً آخر، فدعا الله أن يجعلها كلبة، فصارت كلبة، فذهبت دعوتان، فجاء بنوها، فقالوا: ليس بنا على هذا قرار، قد صارت أمنا كلبة يعيرنا الناس بها، فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها، فدعا الله فعادت كما كانت، وذهبت الدعوات الثلاث، وتسمى البسوس، غريب، 

وهذا ماقاله   رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذرمنه :"إن مما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان رداؤه الإسلام، اعتراه إلى ما شاء الله، انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك قال: قلت: يا نبي الله أيهما أولى بالشرك، المرمي أو الرامي؟ قالبل الرامي"(أحمد إسناد جيد)، 

من أراد الشهرة بالعلم شهر الله به  وأدخله جهنم 

عباد الله :"والله عزوجل يبين لنا في كتابه الكريم بأن من أراد شهرة بالعلم ومراءة به شهر الله به وأعطاه ذلك فقد أراد الأدني وباع الأعلي قال تعالي "وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَـٰهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ" يقول تعالى:"وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَـٰهُ بِهَا" أي: لرفعناه من التدنس عن قاذورات الدنيا بالآيات التي آتيناه إياها "وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ"

 أي: مال إلى زينة الحياة الدنيا وزهرتها، وأقبل على لذاتها ونعيمها، وغرته كما غرت غيره من غير أولي البصائر والنهى،" وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "شبهه المولي عزوجل بالكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث ذلك مثل كذبوا بأياتنا..لماذا شبه بلعام بالكلب؟

قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول : إنما شبهه بالكلب من بين السباع ; لأن الكلب ميت الفؤاد ، وإنما لهاثه لموت فؤاده .

وقال آخرون: إنما مثّله جل ثناؤه بالكلب، لأنه كان يلهث كما يلهثُ الكلب.

عن السدي:"فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث"، وكان بلعم يلهث كما يلهث الكلب.

وهو شأن كل من تعلم العلم وأرادبه غير الله فهو يلهث خلف من اشتروه وأغروا به أن يحرف في الدين محاربة لله ولشرعه ودينه ..فتارة ينفي حجاب المرأة ويدهوها للعري والسفور وتارة يريد أن يسوي بيتها وبين الرجل في الميراث وهو لايعلم أن تسويتهابالرجل في الميراث ظلم لها 

وفي الحديث:" من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار"(ابن ماجه. والترمذي وحسنه).

ويقول صلى الله عليه وسلم قال:"من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم"(ابن ماجه، وغيره، وصححه),

فإن تعمد تحريف القرآن محرم، بل كفر،وفاعله في جهنم وبئس المصير وقد نقل بعض أهل العلم الإجماع على ذلك.

قال القاضي عياض رحمه الله: أَجْمَع الْمُسْلِمُون، أَنّ الْقُرْآن الْمَتْلُوّ فِي جَمِيع أَقْطَار الأَرْض، الْمَكْتُوب فِي الْمُصْحَف، بِأَيْدِي الْمُسْلِمِين، مِمَّا جَمَعَه الدَّفَّتَان من أَوَّل (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين ) إِلَى آخِر" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" أنَّه كَلَام اللَّه، وَوَحْيُه، المُنَزَّل عَلَى نَبِيّه مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم، وَأَنّ جَمِيع مَا فِيه حَقّ، وَأَنّ من نَقَص مِنْه حَرْفًا قَاصِدًا لِذَلِك، أَو بَدَّلَه بِحَرْف آخَر مَكَانَه، أَو زَاد فِيه حَرْفًا مِمَّا لَم يَشْتَمِل عَلَيْه المُصْحَف الَّذِي وَقَع الإِجْمَاع عَلَيْه، وأُجْمِع عَلَى أَنَّه لَيْس مِن الْقُرْآن عَامِدًا لِكُلّ هَذَا: أَنَّه كَافِر. انتهى من الشفا.

وأما توبته: فتكون بالتشهد، وبالرجوع عما عمله من التحريف؛ فقد قال الله تعالى: "فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "(المائدة/39).
ومن تاب تاب الله عليه 
أو كما قال "التأب من الذنب .."

الخطبة الثانية 

الحمد لله والصلاة والسلام علي ؤسول الله وبعد

علموا أولادَكم القرآنَ والقرآنُ سيعلمهم كلَّ شيء!!

أيُّها الآباءُ والأمهاتُ، استوصُوا بالأجيالِ خيرًا، نشئُوهم على حبِّ كتابِ اللهِ، علمُوهم العيشَ في رحابِه، والاغترافَ مِن معينِه الذي لا ينضب، فالخيرُ كلُّ الخيرِ فيه، وتعاهدُوا ما أودعَ اللهُ بينَ أيدِيكُم مِن الأماناتِ، بتربيتِهَا تربيةً قرآنيةً، وحصنوهم بالقرآن ِ من الفتنِ والشبهاتِ والشهواتِ كي تسعدُوا في الدنيا قبلَ الآخرةِ، فما هانت أمةُ الإسلامِ إلّا بهجرِهَا لكتابِ ربِّهَا وبعدِهَا عنه ، يقول رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا،…. فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"

.ويقول صلى الله عليه وسلم- قَالَ:" إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ"وعن عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو -رضي الله عنهما- ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ:"كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ".َ

" فمن الضروري أن نبني جيلاً محصَّناً ـ بإذن الله ـ من لقاحات الشبهات ، وطُعمِ الشكوك ، ليكونوا على قوَّة في دينهم تجاه الهجمات الشرسة التي يواجهها أهل الإسلام من أعدائه.

قال صلي الله عليه وسلم:"كفى بالمرءِ إثما أن يحدّث بكلِ ما سمع"(مسلم).

وهذه دَعوةٌ نَبويَّةٌ إلى التَّحرِّي في الإأخبارِ، وعدَمِ نَقلِ كُلِّ ما يُقالُ دُونَ تَمحيصٍ.

وفي الحَديثِ: زَجرٌ عنِ التَّحديثِ بشَيءٍ لم يُعلَم صِدقُه، بل على الرَّجُلِ أن يَبحَثَ في كلِّ ما سَمِعَ، خُصوصًا في أحاديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

ويقول رسول الله ﷺ أنه قال:"يوشِكُ الرَّجلُ متَّكئًا علَى أريكتِهِ يحدَّثُ بحديثٍ من حديثي فيقولُ بينَنا وبينَكُم كتابُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ما وجَدنا فيهِ من حلالٍ استحلَلناهُ وما وجدنا فيهِ من حرامٍ حرَّمناهُ ألَّا وإنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مثلُ ما حرَّمَ اللَّهُ"( أحمد وأبو داود والحاكم بإسناد صحيح). 

فيا عجبا لمن  يشربون البيرة ويتكلمون بالسيرة !!! بئساهم إخوان عشيرة ، ينقصهم بصر وبصيرة ،جعلوا الخمر عصيراً،ويلتمسون الغرب نصيراً ،خابوا وأيديهم قصيرة ،وسيصلون جهنم سعيراً ،يسمعون لها شهيقاً وزفيراً،قلت:"الكلاب تنبح والقافلة تُسرع بالمسيرة..و"إن الله لا يُصلح عمل المفسدين"

أُقُولُ قولى هذا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيم لِيْ وَلَكُمْ وأقم الصلاة

google-playkhamsatmostaqltradent