recent
أخبار عاجلة

ابحث معنا عن الضمير الغائب

ابحث معنا عن  الضمير الغائب 

                                       بسم الله الرحمن الرحيم

تغيب منذ فترة الأخ والصديق العزيز الضمير عميد عائلة الأخلاق والشقيق  الأكبر للأخوة "رجولة وحلال " وللأخوات "شهامة ومرؤة".. وجار للمباديء والقيم والإنسانية  فمن يعثر عليه يأتي به وله جائزة كبري. "والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه.." 

غاب الضمـــــــــير وبغيابه مات القلب وبموت القلب ذهبت الرحمة ومات العقل وذهبت معه الحكمة 

فلقد سألت عنه جميع أخوته وأخواته  ولم يدل أحد عليه 

وبغياب الضمير توقف  الحلال وحل مكانه الحرام ولم يعد أحد يتحرى الحلال من الحرام واختلط الحابل بالنابل  ولم يعد الكثير يستبرأ لدينه وعرضه  ولم يعد أحد يعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُشتبِهاتٌ

 لايعلمهنَّ  كثيرٌ من الناس فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدِينِه وعِرضِه ، ومن وقع في

 الشُّبهاتِ وقع في الحرامِ ، كالراعي يرعى حول الحِمى يوشكُ أن يرتعَ فيه ، ألا وإنَّ لكلِّ

 ملكٍ حمًى ، ألا وإنَّ حمى اللهِ محارمُه ، ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً إذا صلُحتْ صلُح

 الجسدُ كلُّه وإذا فسدتْ فسد الجسدُ كلُّه ألا وهي القلبُ"(البخاري ومسلم).

غاب الضمير فأكل الناس الميراث" وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا"(الفجر/19).

وأكلوا أموال الناس بالباطل واستحلوا الربا ,والاحتكار والغش في البيع والشراء   وأكلوا مال اليتيم وارتكبوا الفواحش ماظهر منها ومابطن وأمروا بالمنكر ونهوا عن المعروف واستحلوا الكذب والغيبة والنميمة والأيمان الفاجرة في سبيل الحصول علي المال وصدق فيهم قول النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:" يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ لا يُبالِي المَرْءُ ما أخَذَ منه؛ أمِنَ الحَلالِ أمْ مِنَ الحَرامِ"(البخاري ومسلم).

  يوم كان الضميركان التاجر الأمين الصدوق والطبيب الرحيم والمعلم النصوح  والموظف الحريص  والأم الحنون والأب الراعي المسؤل ..   

ويوم أن غاب الضميرغابت  الرجولة  ومنذ غيبته تخنس الكثير  ولبس أشباه الرجال ملابس النساء ولبس النساء المسترجلات ملابس الرجال ولم يعتدوابحديث رسول الله صلى الله صلي وسلم:"لعن اللهُ المتشبهين بالنساءِ من الرجالِ والمتشبهاتِ من النساءِ بالرجالِ".

ويوم أن كان  الضمير اليقظ  كان الرجل بألف وليس كما هو الحال ألف بخف

  غاب الضميرفسألت عنه أخته مرؤة فوجدتها تبكي بكاء مريراً 

مررت علي المرؤة وجدتها تبكي فقلت علام تنتحب الفتاة 

فقالت لي كيف لا أبكي وأهلي جميعاً دون خلق الله ماتوا

يوم أن تغيب الضمير غابت  القيم والمباديء والإنسانية  وكفَّنت الأخلاق.. وصلواعليهم

 أربع تكبيرات ..

  أصبح شعور تأنيب الضمير لا يستوطن سوى القليل النادر

فمتقلب الود لا يؤتمن ،  وفاضح السر لا يؤتمن ،

 وناكر الجميل لا يؤتمن ،  وكاسر الخواطر لا يؤتمن ،

 ومن يأتيك وقت فراغه لا يؤتمن ،  وإن لم تأخذ الحذر مما سبق

فأنت على نفسك لا تؤتمن.!!..

منذ أن غاب الضمير والكثير يكذب،ويصدق نفسه  لدرجة أن الأكاذيب التى نرددها أصبحت حقائق، ونحن نتخيل أن الكذب مريح والصراحة مؤلمة، وهذا غير صحيح ، فلا أحد يشعر بالراحة.

الراحة الحقيقية هى راحة النفس، وهذه غير متوافرة، لأنها مرتبطة براحة الضمير، والمؤكد انه لا ضمير، فالماديات تحكم العالم، والتعاسة أيضا.

البعض يعتقد أن حياته أفضل بلا ضمير، والوقائع تقول غير ذلك، فعندما يغيب الضمير تغيب أشياء مهمة، وتتعقد الحياة، ويحول الناس حياة بعضهم البعض إلى جحيم!

بغيياب الضمير أحلامنا لم تعد مريحة، معظمها صارت كوابيس، فالكل قلق على يومه وغده، ولاشعور بالأمان، وهذه معاناة الجميع، وهى مأساة الإنسان فى كل زمان ومكان.

بغياب  الضمير زادت ضغوط الحياة فأفقدتنا الراحة، وأفقدتنا البهجة، وأفقدتنا ذاكرتنا، وإنسان بلا ذاكرة، سفينة بلا بوصلة تتلاطمها الأمواج، وتهوى بها الريح فى مكان سحيق.

بغياب الضميرتغيب كل شيء  ، الكل مشغول بنفسه، كثيرون فقدوا إنسانيتهم، ضاع الشعور بالواجب، والشعور بالرحمة، وأصبحنا خائفين من أى شيء.

والسؤال: إلى أين نحن ذاهبون؟ لا أحد يعرف، فالعواصف لاتنتهي، ويظل الحلم قائما فى غد أفضل، لكن الأحلام يلزمها وقائع تستند اليها، حتى تصبح حقائق.

  سألت الجميع  ماهو الحل ؟

قالوا بلسان واحد :" تريد حلاً؟

 لا أمل إلا بعودة الضمير، فعندما يغيب الضمير، تحكم التعاسة العالم!

الكل يبحث عن الضمير لابد من الضمير وإلاسيستبدلنا الله ويأتي بأناس عندهم ضمير حتي تستمر الحياة لأنه لاحياة بدون الضمير..

:"وإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم "(محمد/38).

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent