recent
أخبار عاجلة

احذر قطاع طرق العبادة فى رمضان

 

 احذر قطاع طرق العبادة فى رمضان

أولا:شياطين الإنس 

ثانيا:أصدقاء السوء.

 ثالثا :لسانك حصانك(إن هنته هانك )

رابعا : بطنك ،وكثرة الطعام ( الشبع )

خامسا: النوم الكثير والسهر الكثير

سادسا :تضييع الأوقات فى الأسواق

 الحمد لله على نعمة الإسلام والصلاة والسلام على سيد الأنام    

فمما لاشك فيه أن هناك قطاع طرق العبادة ولصوص كثيرون هدفهم قطع الطريق بينك وبين الله تعالى ثم قطع الطريق بينك وبين الجنة لتقع فى جهنم والعياذ بالله تعالى ويجتمعون علينا فى رمضان حتى نصل إلى الإفلاس من الحسنات وكل الخيرات فمثلا:-

 (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الظَّمَأُ وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ من قِيَامه إِلَّا السهر (سنن الدارمى). 

لاحظ كلمة كم تدل على كثرة الصائمين المفلسين الذين حصلوا على ألم  الجوع والعطش مجانا وكذلك قيام رمضان 

(2) احذرقطاع الطرق قبل َأن تصل لهذه المرحلة: وهى أن يدعو عليك إمام الملائكة سيدنا جبريل عليه السلام ويؤمن على هذا إمام النبيين ﷺ- عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَعِدَالْمِنْبَرَ فَقَالَ: (آمِينَ آمِينَ آمِينَ) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ:آمِينَ آمِينَ آمِينَ قَالَ: (إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغفر لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ: آمِينَ فَقُلْتُ: آمِينَ وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُما فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ  فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ: آمِينَ فَقُلْتُ: آمِينَ وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين"(.صحيح ابن حبان وصحيح الترغيب ).

هذا يدعونا للتعرف على قطاع طرق العبادة حتى نبتعد عنهم  فى شهر رمضان وغيره من الشهور وهم كثيرون منهم مثلا :-

أولا:شياطين الإنس :

(1)تعريف الشيطان هو :كلُّ مُتمرِّد مُفسد من إنس أو جنّ قال تعالى:"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ"(الأنعام./112)

(2) شياطين الجن مُقيدون من أول ليلة فى رمضان :عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ"إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِرَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ" (سنن الترمذى ،صحيح الجامع).

 قوله تعالى:"مِنَ الجنة والناس"مِنَ" بيانية أي هذا الذي يُوسوس في صدور الناس، هو من شياطين الجن والإِنس فالآية استعاذة من شر الإِنس والجن جميعاً، ولا شك أن شياطين الإِنس، أشدُّ فتكاً وخطراً من شياطين الجن، فإِن شيطان الجن يخنس بالاستعاذة، وشيطان الإِنس يُزين له الفواحش ويُغريه بالمنكرات، ويُثنيه عن عزمه شيء. (صفوة التفاسير (3/600).

 من أساليب شياطين الإنس لقطع طريق العبادة فى رمضان مايبثونه فى وسائل الإعلام من فضائيات وشبكات التواصل الإجتماعى بكل أنواعها وصحف وجرائد و... من سموم وإسفاف بدون فائدة ودس السم فى العسل

قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: أعداء الإنسان ثلاثة: دنياه، وشيطانه، ونفسه. فاحترس من الدنيا بالزهد فيها، ومن الشيطان بمخالفته، ومن النفس بترك الشهوات. اهـ.

فأما الشيطان فقد ذكر الله -تعالى- عداوته للإنسان، وحذر منه، حيث قال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا"(فاطر:6).

وقال تعالى: "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ "(المائدة:91). إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي توضح عداوة الشيطان للإنسان، وأنه له بالمرصاد.

ومن الوقاية من كيد الشيطان: قمعه بالاستعاذة، والذكر.

كما حذر الله -تعالى- من اتباع الهوى في قوله:" وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ "(ص:26).

 العلاج : استعن بالله تعالى وأكثر الدعاء  وجاهد نفسك وقاطع كل من يقطع الطريق بينك وبين الله تعالى.

والسلامة من الهوى تكون بمخالفته، والالتجاء إلى الله تعالى، والركون إليه،

وفي الحديث: أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله. أخرجه الديلمي

عواقب الهوى

فكم قد أفات من فضيلة وكم قد أوقع في رذيلة، وكم من مطعم قد أوقع في مرض، وكم من زلة أوجبت انكسار جاه وقبح ذكر مع إثم. غير أن صاحب الهوى لا يرى إلا الهوى فأقرب الأشياء شبها به من في المدبغة فإنه لا يجد ريحها حتى يخرج فيعلم أين كان. انتهى.

نفسك التي بين جنبيك

أما النفس فإنها أمارة بالسوء، كما قال تعالى:" إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ "(يوسف:53).

فمجاهدة النفس تكون بحملها على فعل ما تكره حتى تعتاده وتألفه، فهي تحب المعصية، فجاهديها حتى تتركها، واحمليها على الطاعة بلين ورفق وأناة، حتى تستقيم.

وشرط المجاهدة الاستعانة بالله -تعالى- والإخلاص له، فمن استعان بالله وأخلص له، وصدق في مجاهدة نفسه؛ فإنه لا يكاد يخيب بإذن الله، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"(العنكبوت:69).

يقول ابن القيم في كتابه القيم"مدارج السالكين": فإن في النفس ثلاثةَ دواعٍ متجاذبة:

-داعٍ يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان: من الكبر، والحسد، والعلو، والبغي، والشر، والأذى، والفساد، والغش.

وداعٍ يدعوها إلى أخلاق الحيوان، وهو داعي الشهوة.

وداعٍ يدعوها إلى أخلاق المَلَك: من الإحسان، والنصح، والبر، والعلم، والطاعة..

كما قال بعض السلف: خلق الله الملائكَة عقولاً بلا شهوة، وخلق البهائمَ شهوةً بلا عقول، وخلق ابن آدم، وركب فيه العقل والشهوة. فمن غلب عقله شهوته؛ التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله؛ التحق بالبهائم. اهـ.

وأما الدنيا فالوقاية من تبعاتها تكون باستحضار ذم الله -تعالى- لها، والتحذير من الركون إليها، والاشتغال بها عن ذكره -سبحانه- حيث قال:"فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا"(النجم:29).

مع أن الدنيا لا تذم بإطلاق، وإنما تذم لما تجر إليه من معصية الله تعالى، وإلا فهي قنطرة الآخرة، والسبيل لتحصيل السعادة الأبدية فيها.

ثانيا:أصدقاء السوء:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ  قَالَ:"مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِير،فَحَامِلُ المِسْكِ:إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً "(البخارى و مسلم).

صديق السَّوْءِ قاطع طريق لص كله أضرار فهو يدعوك إلى كل شر من إضاعة الأوقات فى اللهو واللعب والسهر الضار الذى يقطع عليك لذة الطاعة والعبادة فى رمضان وكم من أصدقاء السوء الذين ضيعوا أصحابهم وخربوا عليهم الدنيا والآخرة

فانتبه قبل الندم.- قال تعالى :"وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا   لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا "(الفرقان/27-29).

العلاج :- 

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ"قَالَ: "لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ "(سنن أبى داود  ،صحيح  الجامع).

 ﷺ كان يصحب جبريل عليه السلام والقرآن فى رمضان - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:"كَانَ النَّبِيُّ  ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ،وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ،حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ  يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ،فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ  ﷺ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ"(البخارى ومسلم ).

ثالثا :لسانك حصانك(إن هنته هانك )

 ومن شرّ الآفات قضاءً على المقصود من الصيام إطلاق اللّسان: في الغيبة والنميمة، والكذب والزور، والسّباب والخصام، والقيل والقال، وفي أعراض المسلمين، كل هذا عنوانٌ على شقاء النفس، وفقدان استقامة الدين، وعدم كمال الإيمان، وهو يعرّض بذلك صيامه للفساد والبطلان في المعنى، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من لم يَدَع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"(صحيح: سنن أبي داود).

فاحفظوا ألسنتَكُم خاصّة في أزمنة الفتن والاشتباه، فإنّ أمورًا عصم الله منها أيديكم حقٌّ عليكم أن تحفظوا عنها ألسنتكم، وإنَّ أطول الناس شقاءً وأعظمَهم بلاءً من ابتُلي بلسان منطلق زمان الفتن، وإنَّ حفظَ المرءِ لسانَهُ خاصَّةً في الأعراض، وأزمنة الفتن؛، عنوانُ أدبه، وقوَّةِ دينِهِ وتميُّزِهِ وزكاءِ نفسه، فإنَّ من تمَّ دينُهُ وعقلُهُ نقُصَ كلامُهُ وكثرُ استغفارُهُ واشتغالهُ بنفسِهِ وعيوبِها

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"(البخارى )-.

المراد بقول الزور الكذب قَالَ ابن الْعَرَبِيِّ مُقْتَضَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ فَعَلَ مَا ذُكِرَ لَا يُثَابُ عَلَى صِيَامِهِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ ثَوَابَ الصِّيَامِ لَا يَقُومُ فِي الْمُوَازَنَةِ بِإِثْمِ الزُّورِ وَمَا ذُكِرَ مَعَهُ فَقَوْلُهُ لَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ مَجَازٌ عَنْ عَدَمِ  الْقَبُولِ ."(فتح البارى(4/117).

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه: قال رسول الله ﷺ "من لم يَدعِ الخنا والكذب؛ فلا حاجَة لله أنْ يدعَ طعامه وشرابه".(صحيح الترغيب)- الخَنا من قبيح الكلام،الخَنا الفُحْشُ في القول لسان العرب).

العلاج : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ " لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ،إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِوَالرَّفَثِ"

،فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَلْتَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ "(صحيح الجامع ) - تذكر نفسك وتذكر الآخرين إذا شتمك أحد بالصوم حتى يتوقف السباب ولا تسب أحد - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ    قَالَ: لَا تَسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَبَّكَ أَحَدٌ، فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا فَاقْعُدْ "(صحيح الترغيب ).

الصوم الحقيقى هو الصوم عن كل ما يُغضب الله

قال جابر بن عبد الله الأنصاري: إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، والمأثم، ودع أذى الخادم،وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء.

رابعا :- بطنك ،وكثرة الطعام ( الشبع ) :-

الشبع وامتلأ المعدة بالطعام شر كبير ولص خطير

من هذه الآفات أيضًا: "كثرةُ الأكل والطعام": فإنّ المقصودَ بالصيامِ شرعًا وعقلاً: تقويَةُ معاني الرّوحِ في الإنسان، تخفيفُ ضغطِ الطينِ على الرّوح، إراحةُ المعِدَة لترتاحَ الروح، تربيةُ الإرادةِ والتحكُّمُ في الشّهوات، فإذا كان العبدُ يعملُ في رمضانَ على عكسِ المقصودِ، فقد مكّنَ للجسَدِ على حساب الرّوح، واستحكمت عليه الشّهواتُ أكثر، وبالتالي بارَت تجارتُه، وخَسِرَ الصّفقةَ، في سوقِ السّبقِ والمنافسَة

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  ﷺ يَقُولُ: «مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أَكَلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ"(سنن الترمذى صحيح الجامع).

 فأخبر النبىُّ ﷺ: أنه يكفيه لُقيماتٌ يُقِمْن صُلْبَه، فلا تسقط قوَّتُه،ولا تضعف معها، فإن تجاوزها فليأكلْ فى ثُلُثِ بطنه ويدع الثُلُث الآخر للماء، والثالثَ للنَفَس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإنَّ البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النَفَس، وعرض له الكربُ والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسلِ الجوارح عن الطاعات،وتحركها فى الشهوات التى يستلزمها الشِّبَعُ، فامتلاءُ البطن من الطعام مضرٌ للقلب والبدن.هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً. "( زاد المعاد).لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فتناموا كثيراً،فتخسروا كثيراً.

العلاج :افطر على مرحلتين ولا تكثر من الطعام:- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّ  ﷺ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ"(سنن الترمذى ،صحيح الجامع ).

فقد كان رسول الله  ﷺ يُعجل فطره على تمرات أو ماء ، ثم يعجل صلاة المغرب ، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره . وفي ذلك حكمة نبوية رائعة . فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا ،وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء ، ويزول الشعور بالعطش والجوع ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره،وقد زال عنه الشعوربالنهم.ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم . أعشاب وفوائد صحية (1/24)

خامسا: النوم الكثير :

حب النوم والنوم الكثير قاطع طريق ولص كبير ومانعا قويا من تحصيل فوائد الصيامومن الآفات التي تقطعُ طريقَ المسافرِ في رمضان: "النوم": ولسنا نعني به النومَ المعتدِلَ الذي  يتقوّى به المسلمُ على الصّحوةِ والسّير؛ إنّما نعني بهِ النّومَ الثقيلَ الطويل، الذي يقتلُ الصّحوةَ، ويغتالُ المقصودَ من رمضان، وتذهبُ به الأعمارُ هباءً منثورًا 

عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضى الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  ﷺ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشَاءِ وَالحَدِيثَ بَعْدَهَا"( البخارى ومسلم). 

النبي ﷺ كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها وذلك لأن النوم قبل العشاء يُؤدي إلى الكسل إذا قام ليصلي وربما استغرق به النوم حتى أخر الصلاة عن وقتها فلذلك كان النبي ﷺ يكره النوم قبل صلاة العشاء من أجل أن يكون الإنسان نشيطا. 

 المقصودُ من الصيامِ -معشر المؤمنين- المجاهدةُ والمكابَدة، والنومُ يُفرغُ رمضانَ من هذا المقصَدِ الجليلِ ويقتُلُ فيهِ هذا المعنى، وكم من صائمٍ يفِرُّ من المواجهةِ والمكابدة بالنّوم، ولا يذكُرُ من رمضانَ إلاَّ وقتَ السُّحورِ والفُطور! فأينَ هي المجاهدة، وأين هي حقيقةُ الصومِ في صومِه؟!

ومن الآفاتِ التي تقطعُ الطريقَ في رمضان: "السّهَر": وقد نهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المسلمَ عن السّهرِ بعد صلاةِ العِشاءِ إلاّ فيما لابُدّ منه إصلاحِ دينٍ أو دنيا: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما نام رسول الله قبل العِشاء ولا سَمَرَ بعدها "(سنن ابن ماجه).].

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "جَدَبَ لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السَّمَرَ بعد العشاء " يعني زجرنا

النّاسُ للأسف يقتلون مقصودَ النّهار بالنوم، ويغتالون مقصودَ الليل بالسّهر، فمتى يصلُ إلى اللهِ -جلّ جلالُه- من هذا سيرُه وحالُه؟!

سادسا :تضييع الأوقات فى المسلسلات والفيس والأسواق  

على رأسِ هذه الآفات " التلفاز ": التلفازُ في رمضان سوقٌ من أسواقِ أهلِ الدّنيا الرائِجة، ولكنّها سوقٌ فاسدةٌ كاسدة، تبيعُ السمومَ وتعرِضُ الأوهام، تغتالُ الأنفاسَ والساعات، وتذهبُ ببرَكَةِ الأوقات، التلفازُ في رمضان أفسدَ على النّاسِ نهارَهم فشغلَهم عن التّجارَةِ الباقيَة التي لن تبُور؛ تلاوةِ القرآن وغرسِ الأشجارِ في الجنّة، وأفسدَ عليهم ليلَهم بالسّهراتِ الماجِنَة، والتمثيليّات الهابِطة فشغلَهم عن دقائقِ الليل الغالية وما فيها من لذّة التعبّد والتهجّد.

حَقٌّ على الأسرةِ التي تُحبُّ الناصحين، وتبتغي اللهَ والدّار الآخرة أن تودّعَ التلفازَ من هلالِ رمضان إلى هلالِ شوّال، حتّى تشتغل بما هو أعظمُ وأجلُّ في سوقٍ أيّامُها معدودة، وسِلعُها غاليةٌ لن تبور قاطع طريق ولص وهو تضييع الأوقات فى المسلسلات والفيس ووسائل التواصل الاجتماعي والأسواق بدلا من أن تستثمر أوقات رمضان الغالية خاصة فى العشر الأواخر من رمضان نجد أن الشوارع ممتلئة عن آخرها زحام شديد أمام محلات الملابس وأمام محلات الحلوى والأغذية لشراء مستلزمات العيد وبذلك نضيع على أنفسنا

خيرات عظيمة.العلاج :استعن بالله تعالى :واطلب منه إن يبارك فى رزقك ووقتك ويقضى حوائجك.

google-playkhamsatmostaqltradent