
هل فك السحر عند السحرة حرام؟
وكيف أفكه بالطرق الشرعية؟
وفكه يكون بأوراق السدر
الحمدلله رب العالمين والصلاة وزالسلام علي أشرف المرسلين وبعد
فالسحر من الشرك،و من أعمال الشياطين، ومن سحرفقد كفرو الذهاب إلى السحرة ليكفوه، فهذا لا يجوز، يقول النبي ﷺ: - ليس منا من تطيَّرَ أو تُطيِّر له أو تَكَهَّن أو تُكهِّن له أو سَحَر أو سُحِر له ومَن عقد عقدةً أو قال عقدَ عقدةً ومَن أتَى كاهنًا فصدَّقه بما قال فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"(البزار).
في الحديثِ: التَّحذيرُ مِن الوُقوعِ في الأُمورِ الَّتي تُنافي أُصولَ الإيمانِ؛ مِن السِّحرِ والكَهانةِ، والتَّشاؤُمِ، وغيرِ ذلك
فلا يجوز الذهاب إلى السحرة، ولا يحل السحر ساحر، النبي ﷺ نهى عن النشرة وقال: إنها من عمل الشيطان"(أحمدوأبوداود).
والنشرة حل السحر بالسحرة، ..و النشرة، لما كانت البلية تعم بهذا البلاء في زمن المؤلف وغيره، عقد
هذا الباب لبيان الحكم الشرعي في النشرة وهي حل السحر عن المسحور، يقال: نشر عنه
يعني حل عنه، التنشير حل السحر عن المسحور،
ومن سحر يستعمل الرقية الشرعية، بأن ينفث على نفسه بقل هو الله أحد، والمعوذتين، وآية الكرسي، أن ينفث عليه غيره بآية الكرسي، وما تيسر من الآيات، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، وهذا من أسباب سلامته، ونجاته من شر السحر.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه، ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ : قل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده. رواه البخاري، وقد روى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها.
وكذلك ينفث له في ماء يقرأ فيه آية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، ويقرأ فيه آيات السحر المعروفة في سورة الأعراف، وسورة يونس، وسورة طه، ويشرب شيئا من ذلك، ويغتسل بالباقي، فهذا من أسباب زوال السحر، ومن أسباب زوال حبس الرجل عن زوجته إذا حبس عنها، ولو جعل فيه أيضًا ورقة سدر سبعًا؛ فهي من الدواء أيضًا، تدق، وتجعل في الماء؛ فإنها أيضًا من أسباب السلامة من شر السحر.
وقال في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد: وروى ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله، تقرأ في إناء فيه ماء، ثم يصب على رأس المسحور: الآية التي في سورة يونس"فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ".
وقوله:"فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ... بِرَبِّ الْعَالَمِينَ"(الأعراف:118-121).
وقوله:"إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى"(طـه:69). وقال ابن بطال في كتاب وهب بن منبه: أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين، ثم يضربه بالماء، ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يحسو (يشرب) منه ثلاث حسوات، ثم يغتسل به يذهب عنه كل ما به. وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله في إذهاب ذلك، وهما: المعوذتان، وفي الحديث: "لم يتعوذ بمثلهما". وكذلك قراءة آية الكرسي، فإنها مطردة للشياطين.
ونقل ابن حجر في فتح الباري عن وهب بن منبه: أنه تؤخذ سبع ورقات من
السدر الأخضر ثم تدق بين حجرين، ثم تضرب بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل ـ
أي السور الثلاث الأخيرة من القرآن وسورة الكافرون ـ ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم
يغتسل به، يذهب عنه كل ما به، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله. اهـ.
وأوراق سدر سبع،
في علاج من حبس عن جماع أهله : يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر، فيدقها بحجر، أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل، ويقرأ فيها آية الكرسي و(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)، وآيات السحر في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) [الأعراف: 117-119]. والآيات في سورة يونس وهي قوله سبحانه: (وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون) [يونس: 79-82]. والآيات في سورة طه: (قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى *قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى) [65-69]. وبعد قراءة ما ذكر في الماء، يشرب منه ثلاث مرات، ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء إن شاء الله، وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر، فلا بأس حتى يزول الداء.
وأما عن كيفية فكه عموما فيمكن فكه بالرقية الشرعية أو باستعمال الأشياء المباحة المجربة كالسدر . فقد قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن البصري: لا يحل السحر إلا ساحر، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور. الثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدعية والدعوات المباحة فهذا جائز. اهـ
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم