recent
أخبار عاجلة

الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله

الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله

الحسد مذموم وصاحبه مغموم

الْحِقْدُ صَدَأُ الْقُلُوبْ، واللَّجَاجُ سَبَبُ الْحُروبْ

ما الذي جناه الحاسدون من هذا كله؟

قال الله تعالي:"أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا"(النساء/54).

قوله تعالي :"أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "يعني بذلك : حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما رزقه الله من النبوة العظيمة ، ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له ; لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل .

والحسد مذموم وصاحبه مغموم

كماقال صلي الله عليه وسلم :" الحسدُ يأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النَّارُ الحطبَ"(ابن ماجه وأبويعلي).

. كما أنَّ النارَ وتَأكُلُ في الخَشَبِ وتَنقُصُه، وتُحرِقُ فيه وتَمحو أثَرَ ما أحرَقَتْه، كذلك يَفعَلُ الحَسَدُ مع حَسَناتِ الحاسِدِ، كما أنَّه خُلُقٌ مَذمومٌ يُفضي بصاحِبِه إلى كَراهيةِ مَن حَولَه، وقد يَنشَأُ مِنَ الحَسَدِ إفسادُ الطاعاتِ، وفِعلُ المَعاصي مِنَ الشُّرورِ، والهَمُّ بلا فائِدةٍ.ثمَّ إنَّ الحَسَدَ فيه اعتِراضٌ على قَضاءِ اللهِ وقَدَرِه؛ لِأنَّ الحاسِدَ لم يَرضَ بقَضاءِ اللهِ وقَدَرِه، يَعني: لم يَرضَ أنَّ اللهَ أعْطى هذا الرَّجُلَ مالًا، أو أعطاهُ أهلًا، أو أعطاهُ عِلْمًا، أو غيرَ ذلك، ففيه اعتِراضٌ على قَضاءِ اللهِ وقَدَرِه،

 وقال الحسن :ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد ؛ نفس دائم ، وحزن لازم ، وعبرة لا تنفد . وقال عبد الله بن مسعود : لا تعادوا نعم الله . قيل له : ومن يعادي نعم الله ؟ قال : الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ، يقول الله تعالى في بعض الكتب : الحسود عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راض بقسمتي . ولمنصور الفقيه :

ألا قل لمن ظل لي حاسدا أتدري على من أسأت الأدب     أسأت على الله في حكمه

إذا أنت لم ترض لي ما وهب

ويقال : الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي به في الأرض ؛ فأما في السماء فحسد إبليس لآدم ، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل . 

وقيل : إذا سرك أن تسلم من الحاسد فغم عليه أمرك . ولرجل من قريش :

حسدوا النعمة لما ظهرت     فرموها بأباطيل الكلم

وإذا ما الله أسدى نعمة     لم يضرها قول أعداء النعم

ولقد أحسن من قال :

اصبر على حسد الحسو     د فإن صبرك قاتله

فالنار تأكل بعضها     إن لم تجد ما تأكله

وقال بعض أهل التفسير في قول الله تعالى :"ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين . إنه إنما أراد بالذي من الجن إبليس والذي  من الإنس قابيل ؛ وذلك أن إبليس كان أول من سن الكفر ، وقابيل كان أول من سن القتل ، وإنما كان أصل ذلك كله الحسد . وقال الشاعر :

إن الغراب وكان يمشي مشية     فيما مضى من سالف الأحوال

حسد القطاة فرام يمشي مشيها     فأصابه ضرب من التعقال

  الْحِقْدُ صَدَأُ الْقُلُوبْ، واللَّجَاجُ سَبَبُ الْحُروبْ"

اللَّجَاج: التمادي في الخصومة. كلمتا: "القلوب" و"الحروب" متفقتان في الوزن والحرف الأخير، لكنّ كلمتي "صَدَأ" و"سَبَب" مختلفتان في الحرف الأخير، وإن اتفقتا في الوزن، وكلمتي "الحقد" و"اللّجاج" مختلفتان في الأمرين كليهما.

الحسد يقود إلى خطايا وأمور شنيعة أكبر مما يعتقده الحاسد، فقد يلجأ إلى السلوك العدواني حتى يحقق مبتغاه أو يبدأ بنشر الشائعات حول المحسود حتى يفسد حياته ويدمرها بين يديه. وتبعات ذلك لا تولد إلا الحقد لدرجة الوصول للاكتئاب إذا لم يتحقق ما يسعى إليه. إفساد العلاقات بين أفراد المجتمع بسبب الحقد والكراهية فهو من المخاطر الاجتماعية، باعتباره مُوغِراً للصدور ومُذهباً للأجور، وقاطعاً للأواصر ومزيلاً للدين من الصدور.

إذن، بدلا من حب الخير للغير والشعور بالسعادة بنجاح الآخرين، ما الذي جناه الحاقدون والحاسدون من هذا كله؟ ما كسبوا إلا التعب النفسي والجسدي، وحصيلة ذلك تراكم المآسي والهموم على قلوبهم جراء تمسكهم بهذه الآفة المقيتة والشنيعة.

جميعنا يشعر بالحسد والغيرة في أوقات معينة في حياته وتجاه آخرين، وإن بدا هذا السلوك طبيعيا وشائعا فإنه يحمل آثارا سلبية للغاية على صاحبه تشمل وضعه النفسي والعقلي وحتى الجسدي، وذلك وفق عالمي نفس أميركيين.

 قال الفقيه أبو الليث السمرقندي "يصل الحاسد 5 عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود، أولها غم لا ينقطع، وثانيها مصيبة لا يؤجر عليها، وثالثها مذمة لا يُحمد عليها، ورابعها سخط الرب، وخامسها يُغْلَق عنه باب التوفيق".

ما الذي جناه الحاسدون من هذا كله؟

 ما كسبوا إلا التعب النفسي والجسدي، وحصيلة ذلك تراكم المآسي والهموم على قلوبهم (مواقع التواصل الاجتماعي)

لا يستطيع أي منا إنكار حقيقة شعوره برغبة قوية في الحصول على شيء يمتلكه شخص آخر. سواء كانت السمات الخَلقية أو وضعه أو قدراته أو موقفه، فقد شعرنا جميعا بهذا الشعور مرة واحدة على الأقل. ولكن ما يختلف فيه أحدنا عن الآخر كيفية تصرفه مع هذه السمة النفسية أكانت حسدا أم غبطة.

الحسد وعي مؤلم أو بغيض لمزايا الآخرين، وتمني زوال النعمة عن المحسود وردها إلى الحاسد، وهذا بحد ذاته مرض نفسي مقيت ولا يجلب إلا الكره بين الناس، يقول الإمام الشافعي:

كل العداوة قد ترجى مودتها

إلا عداوة من عاداك عن حسد

للأسف يمكن العثور على الحسد في أي مكان تقريبا، وهذه بالطبع حقيقة محزنة. وينشأ هذا الخلق الذميم بسبب الإحساس الداخلي بضعف الإنسان وعدم قدرته على تحقيق ما يريده ويطمح إليه، وغالبا ما يُحسد الأشخاص على المناصب العليا والأوسمة وما يمتلكون من ثروة وسمعة مرموقة في حياتهم، مما يجعل نفس الحاسد تُوَلد حقداً كبير ودناءة في طبيعته.

وعلى العكس منه، فإن الغبطة سمة نفسية حسنة، فهي الحب والتطلع إلى اقتناء ما يملكه الآخرون دون زواله عنهم وتمني الخير لهم على حد سواء. بل والتعلم منهم والاقتداء بهم في أمورهم التي يمتازون بها.

والحسد مجرد مشاعر بغيضة، وله تداعيات تعود على صاحبها بالمضرة النفسية التي تؤدي إلى المضرة البدنية مع استمرار تدفقها في نفسه، حيث يمكن أن تكون عواقب الحسد وخيمة من شأنها أن تلحق الضرر بنفسه وحياته ومن حوله، فمثلاً المحسود قد يصاب بضرر بالغ جراء الحسد، وغالبا ما يكون هذا الأثر مماثلا للأثر الذي تحدثه العين، وأما الحاسد فمن العواقب التي سيتلقاها من ذلك:

نفي الشخصية عن تفردها، حيث يعمي الحسد الشخص عن موهبته وما لديه من نِعم وخصال تميزه، حيث يبقي تركيزه على ما في حياة الآخرين، وبذلك لا يرى أبدا الأشياء العظيمة التي يمتلكها والصفات التي يتفرد بها. الألم النفسي الذي يتفشى في الجسد كالنار في الهشيم ويهلكه، فالحسد آفة عاطفية قلبية ولن يتوقف إلا بعد حصوله على ما تتمناه النفس وإن كلف ذلك بأن يقوم الحاسد بإيذاء المحسود وإلحاق الضرر بما يملك حتى يصبحا متساويين في الأمور.

ويستخدم الكثيرون كلمتي "الغيرة" و"الحسد" باعتبارهما مسمى لشيء واحد، وذلك ليس صحيحا، وفق ما يقوله الدكتور والأستاذ المشارك في قسم علم النفس في جامعة نيويورك، يوكي كوهين شاراش.

فالغيرة -وفقا للدكتور شاراش- هي شعور تحسه عندما تخاف بأن شيئا تملكه سوف يؤخذ منك، أما الحسد فهو شعور يلمّ عندما يكون لدى شخص آخر شيء تريده لنفسك أنت.

الشعور بالغيرة كثيرا ما يرافقه الشعور بالحسد، أما العكس فليس دائما صحيحا. أي أنك قد تحسد شخصا ولكن دون أن تغار منه

أضرار كبيرة

و الشعور بالغيرة كثيرا ما يرافقه الشعور بالحسد، أما العكس فليس دائما صحيحا، أي أنك قد تحسد شخصا ولكن دون أن تغار منه.

أما الأضرار التي تنتجها هذه المشاعر فتشمل:

الألم، فالحسد هو وجع عاطفي، وكثيرا ما يتحول إلى ألم بدني يقض مضجع الحاسد، وعندما يكون الألم حادا يكون الحاسد مستعدا لفعل أي شيء لتقليل شعوره بالألم النفسي والجسمي عبر نشر الشائعات حول المحسود لتدميره مثلا.

الرغبة بالإيذاء، وذلك لحماية ما تملكه أو إلحاق الضرر أو تقليل مستوى الشخص الذي تحسده حتى تصبحا متساويين.السلوك العدواني الذي يترجم الرغبة السابقة.

google-playkhamsatmostaqltradent