خمس علامات تعني أن الله يحبك تعرف عليها من سنة الرسولﷺ
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فكل مؤمن يتمني حب الله عزوجل ورضاه :" رضي
الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز
العظيم"(التوبة/ 100).
وهناك علامات كثيرة تعرفك أن الله يحبك كما ورد في القرآن والسنة وقد ذكرنا من قبل العلامات التي وردت في القرآن الكريم وهنا نذكر لك خمس علامات مما ورد في سنة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم والذي حرص أن يعلمنا إياه حتي نكون منهم ..
1-الابتلاء بالشدائد والمتاعب والمحن
:" إن الله إذا احب عبد ابتلاه
نعم جاء في الحديث: إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه والنبي ﷺ يقول: أشد
الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل وهم أحباب الله، فالابتلاء
يبتلى به الأحباب ليمحصهم، ويرفع درجاتهم، وليكونوا أسوة لغيرهم حتى يصبر غيرهم
يتأسى بهم؛ ولهذا قال ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل وفي رواية:
ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة
شدد عليه في البلاء.
ولهذا ابتلى الله الأنبياء ببلايا عظيمة، منهم من قتل، ومنهم من
أوذي، ومنهم من اشتد به المرض وطال كأيوب ، ونبينا أوذي أذى كثيرًا في مكة
والمدينة، ومع هذا صبر، عليه الصلاة والسلام.
فالمقصود: أن الأذى يقع لأهل الإيمان والتقوى على حسب تقواهم
وإيمانهم،
2-السعي
في مصالح الناس :"أحب الناس إلي الله أنفعهم للناس .
فقد
روى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال
إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا، أو تطرد
عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد
المدينة شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه
ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجته حتى يتهيأ له أثبت الله
قدمه يوم تزول الأقدام
وفضْلِ
المشْيِ مع المُسلِمينَ في قَضاءِ حوائِجِهم، وتَيسيرِ العَقَباتِ لهم، حتى جاوَز
هذا الفضْلُ الاعتكافَ في مسجِدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا يَدُلُّ
هذا إلَّا على عَظيمِ فضْلِ السَّعيِ بين المُسلِمينَ لقَضاءِ حوائجهم، "ومَن
كَفَّ غَضَبَه سَتَرَ اللهُ عَورَتَه"، وفيه إرشادٌ إلى ما يَجِبُ أنْ يأخُذَ
المُسلِمُ به نفسَه وقتَ الغَضَبِ، من كَفِّ الغَضَبِ وكظْمِ الغَيظِ، وأنَّ
عاقِبَةَ ذلك طَيِّبةٌ، وهي سَترُ اللهِ عزَّ وجلَّ لعَورَتِه، "ومَن كَظَمَ
غيظَه، ولو شاءَ أنْ يُمضِيَه أمضاهُ مَلَأَ اللهُ قلْبَه رَجاءً يومَ
القيامَةِ"، وهذا فضْلُ مَن كَظَمَ غيظَه للهِ، مع استطاعَتِه أنْ يُمضِيَ
غيظَه، ولكِنَّه كَظَمَه ومَنَعَه للهِ؛ ولأنَّ هذا الأمرَ عزيزٌ على النَّفسِ،
فكان فضْلُه عظيمًا، "ومَن مَشى معَ أخيه في حاجَةٍ حتى تتهيَّأَ له"،
أي: حتى تُقْضى له، "أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَه يوم تَزولُ الأقدامُ"، أي:
ثبَّت اللهُ قَدَمَه يومَ القيامَةِ على الصِّراطِ.
3-العمل في الخفاء:"إن الله يحب العبد الخفي التقي..
من يحب الله يعمل له باخلاصقال رسول الله ﷺ: "إن اللهَ يحبُّ العبدَ التقيَّ الغنيَّ
الخفيَّ" (مسلم).
١-التقي: يعني متقٍّ للهِ عزوجل ٢-الغني: القانع بما
أعطاه الله ٣-والخفي: هو الذي لايظهر نفسه ولايهتم أن يظهر عند الناس أو يشار إليه
بالبنان.
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُربِّي أصحابَه رَضيَ اللهُ
عنهم على ما هو خَيرٌ لهم في الدِّينِ والدُّنيا والآخرةِ، وبَيَّن لهم أنَّ
الأفضَلَ للعبدِ أنْ يكونَ مُستغنِيًا عن النَّاسِ مُقبِلًا على اللهِ دونَ رِياءٍ.
إنَّ اللهَ يُحبُّ
العَبدَ التَّقيَّ الغنيَّ الخَفيَّ»، والتَّقيُّ هُو الآتي بِما يَجبُ عَليه
ويَمتثِلُ المأموراتِ، والغَنيُّ هو غَنيُّ النَّفْسِ؛ فصاحِبُ القَناعةِ رَضِي
بما قَسَم اللهُ تَعالَى له ولا يَطلُبُ المُلكَ والإمارةَ، هُو الغَنيُّ ولَيس
كَثيرَ المالِ، وهذا هو الغنيُّ المحبوبُ. والخَفيُّ هو الخامِلُ المُنقطِعُ إِلى
العِبادةِ والاشتِغالِ بأُمورِ نَفسِه، ولا يُريدُ العُلوَّ ولا الظُّهورَ في
مَناصبِ الدُّنيا، فيَبْقى خاملًا، والإشارَةُ بالخَفيِّ إِلى خُمولِ الذِّكْرِ
والشُّهرةِ عندَ النَّاسِ، فالغالِبُ عَلى الخاملِ السَّلامَة..
4- ترك الطمع في الدنيا والزهد من علامات
حب الله أن تزهد في الدنيا
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، دلّني على عمل إذا عملته أحبني
الله وأحبّني الناس ، فقال : ( ازهد في الدنيا يحبّك الله ، وازهد فيما عند الناس
يحبّك الناس ) رواه ابن ماجة . الإنسان اجتماعي بطبعه ، يحبّ أن يأنس
بالناس ، وأن يأنس به الناس ، كما يعجبه أن يكون محبوبا في مجتمعه ، محترما في
بيئته ، لذا فهو يسعى دائما لكسب ود الناس وحبهم ، والعاقل من البشر من يسعى لرضى
ربّ الناس قبل سعيه في كسب رضى الناس .
ولا شك أن لنيل محبّة الله ثم محبّة الناس سبيل وطريق ، من حاد عنه ،
خسر تلك المحبّة ، ومن سلكه فاز بها ، وأنس بلذتها ، ولذلك أورد الإمام النووي
رحمه الله هذا الحديث ، ليكون معلما ومرشدا ، وليبيّن لنا الكيفية التي ينال بها
العبد محبة ربّه ومحبة خلقه .
إن محبّة الخالق للعبد منزلة عظيمة ، فهي مفتاح السعادة ، وباب الخير
، ولذلك فإنها لا تُنال بمجرّد الأماني ، ولكنها تحتاج من العبد إلى الجدّ
والاجتهاد في الوصول إلى هذه الغاية ، وقد جاء في الكتاب والسنة بيان للعديد من
الطرق التي تقرّب العبد من مولاه وخالقه ، وتجعله أهلا لنيل رضاه ومحبته ، وكان من
جملتها ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من التخلق بخلق الزهد .
والزهد هو قصر الأمل
في الدنيا ، وعدم الحزن على ما فات منها ، وقد تنوعت عبارات السلف في التعبير عنه
، وأجمع تعريف للزهد هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال : "
الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة " ، وهذا يشمل ترك ما يضر ، وترك ما لا
ينفع ولا يضر .
5-التوفيق
للعمل الصالح قبل الموت:"إن الله إذا أحب عبداً استعمله..
قال صلي الله عليه وسلم :"إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا استعملَه
، فقيل : كيف يستعملُه يا رسولَ اللهِ ؟ قال : يوفِّقُه لعمَلٍ صالحٍ قبلَ الموتِ"(صحيح الترمذي وابن حبان ).
حُسْنُ الخاتِمةِ مِن
تَوفيقِ اللهِ سبحانه وتعالى للعبدِ، وإلهامُ العَبدِ أن يَعمَلَ صالِحًا قبلَ
موتِه مِن البشائرِ له ومِن إرادةِ اللهِ الخيرَ به، كما يقولُ النبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحديثِ: "إذا أراد اللهُ بعبدٍ خيرًا استَعمَله"،
أي: إذا أراد أن يَزيدَ في حَسَناتِه، فيُدخِلَه الجنَّةَ، فاستَفسَر الصَّحابةُ
عن معنى "استعمَله"، "فقيل: كيف يَستعمِلُه يا رسولَ اللهِ؟"،
أي: ما كيفيَّةُ استعمالِه الَّتي سيَنالُ بها الخيريَّةَ، فأجابهم النَّبيُّ
صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بقولِه: "يُوفِّقُه لعمَلٍ صالحٍ قبلَ
الموتِ"، أي: يَجعَلُه يَقومُ بعمَلٍ صالحٍ قبلَ موتِه، ويَقبِضُ رُوحَه، وهو
يُقيمُ هذا العملَ، أو عَقِبَ فِعْلِه له، كأنْ يُوفِّقَه للصَّلاةِ، ويَقبِضَه
وهو يُصلِّي، أو الصِّيامِ، ونحوِ ذلك مِن أعمالٍ صالحةٍ، ويَقبِضَه وهو يَفعَلُها
أو عَقِب فِعْلِها.