عالم القطط وعلاقتها بالسحر والجن

ت

أفضل الأعمال في أفضل الأيام أعظم أيام الدهر

 فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

الأعمال الفاضلة في تلك العشر

صوم عرفة وصلاة العيد وذبخ الأضحية

تحميل الخطبة word

تحميل الخطبة pdf

الحمد لله رب العالمين وأشهدأن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلي الله عليه وعلى آله وصحبه أما بعد:

 فيقول الله تعالي:" وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"(آل عمران:97).

عباد الله حديثنا إليكم اليوم ونحن نستقبل العشرالأوائل من ذي الحجة عن أفضل الأعمال في هذه الأيام فهي أعظم أيام الدهر وأفضلها 

 أيام مباركة، تجتمع أمهات العبادات فيها، وهي: "الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج"، ولا يأتي ذلك في غيرها من أيام السنة؛ولفضلها أقسم المولى سبحانه بشرفها في كتابه الكريم حيث قال:"وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ"(الفجر:1،2).

والمقصود بالليالي العَشر؛ العشر من ذي الحجة على الصحيح مما ورد عن المُفسرين والعلماء.  

وتُعد الأيام العشر من ذي الحجة الأيام المعلومات الواردة في قَوْل الله -تعالى-: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ"(الحج/28).

قال البغوي:"يعني عشر ذي الحجة في قول أكثر المفسرين قيل لها " معلومات " للحرص على علمها بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها"(تفسير البغوي لسورة الحج).

 فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

  عباد الله:" ومن فضل العشر من ذي الحجة أنها من الأشهر الحرم تشمل الأيام العشر من ذي الحجة أفضل الأيام، مثل: يوم عرفة؛ وهو يوم الحَج الأكبر والذي يتم به تأدية شعيرة الحج،الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، وللعمل الصالح فيه فضل عظيم، ويوم عرفة هو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين وصيامه يكفّر آثام سنتين،

ومنها أيضًا يوم النحر؛ الذي هو أعظم أيام السنّة على الإطلاق وهو يوم الحجّ الأكبر الذي يجتمع فيه من الطّاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره، لقَول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ".

يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن أفضل أيام السنة عند الله تعالى هو يوم النحر أي اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يذبح فيه الحجاج الهدي، وفيه يذبح باقي المسلمين الأضاحي لذلك سمي بيوم النحر، ويأتي بعده في الفضل يوم القر وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة واليوم الأول من أيام التشريق، وسمي بيوم القر لأن الحجيج يقرون فيه بمنى بعد أن أدو مناسكهم.

 ومن فضل العشر من ذي الحجة أنها تُؤدى فيها فريضة الحج التي تُعَد من أعظم الفرائض. شهِد لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنها أعظم أيام الدُّنيا؛ إذ قال:" مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَىٰ اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟.. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم :"وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ"(الترمذي).

أيام عشر ذي الحجة هي أيام مباركة مفضلة على غيرها من أيام السنة، ولا يوجد عمل أفضل من العمل فيهن، إلا عمل رجل خرج مجاهداً بنفسه وبماله قاصداً قهر عدوه فأنفق كل ماله في ذلك وضحى بنفسه في سبيل الله تعالى.

و تجتمع فيها أمهات العبادت فيها؛ كما أخرج الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ".

الأعمال الفاضلة في تلك العشر

وعلى هذا فينبغي للمسلم في هذه الأيام أن يجتهد في العبادة من صلاة وقراءة للقرآن، وذكر لله تعالى، واستغفار، و تحميد، وتسبيح، والصدقة والصيام.وغيرها.

عباد الله:" ويكون اغتنام فضل العشر الأوائل من ذي الحجة بشغل أوقاتها بالطاعات والعبادات، مثل:

ذكر الله تعالي 

جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ"().

أفضل أيام السنة عند الله عز وجل وأحبها إليه والتي يكون فيها العمل الصالح أقرب إلى القبول ومضاعفة الأجر هي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة، ويأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اغتنامها بكثرة ذكر الله من تهليل وتكبير وتحميد وأداء النوافل.

 وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه: "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"(متفق عليه).

 التوبة والاستغفار

للفوز بفضل العشر الأوائل من ذي الحجة لابد للمسلم أن يبادر إلى التوبة : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ"(متفق عليه).

السعي إلى صلاة الفريضة في المسجد

 قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"مَن غَدَا إلى المَسجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ"(متفق عليه).

- تلاوة القرآن

 قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" مَنْ قرأَ حَرفًا مِن كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: آلم حرفٌ؛ ولَكِن: ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ"(الترمذي). 

 الدعاء

 ويستجب أن يكثر المسلم في هذه الأيام من الدعاء والتضرع قال  رسول الله صلي الله عليه وسلم:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا" قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: "اللَّهُ أَكْثَرُ"(أحمد).

صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة

 يستحب صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس، وفُضِلت الأيام العشر من ذي الحجة على غيرها من أيام السنة من عدة أمور.  وأوكد هذه الأعمال الصيام فيها لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومها،

 وعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة..."(سنن أبي داود).

وفي مسند أحمد عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل: أريت صيام عرفة ؟ قال: احتسب عند الله أن يكفر السنة الماضية والباقية.

 صيام يوم عرفة

 فعن بعض أزواج النبي صلي الله عليه وسلم  رضي الله عن الجميع قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّه صلي الله عليه وسلم   يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ"(أبوداود)،

 وقال صلي الله عليه وسلم   عن صيام يوم عرفة يوم التاسع من ذي الحجة: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ"(مسلم).

وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الأيام يوم عرفة"(ابن حبان).

وعن -أم المؤمنين- عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟"(مسلم).

 إن أكثر يوم يعتق الله عز وجل فيه عباده من عذاب النار هو يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة لفضله على سائر أيام السنة، وفي هذا اليوم يدنو الله تعالى دنواً يليق بجلاله وعظمته ويباهي بعباده الواقفين على جبل عرفة مباهاة تليق به، فيظهر فضلهم للملائكة ويريهم حسن عملهم ويثني عليهم عنده، ويسأل ملائكته أي شيء يريد هؤلاء حيث تركوا أهلهم وأوطانهم وأنفقوا أموالهم وأتعبوا أجسادهم لينالوا المغفرة ورضا الله فيجيبهم.

غباد الله أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم  لي ولكم 

الخطبة الثانية 

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فياعباد الله 

الحج والعمرة

ومن الأعمال العظيمة للفوز بفضل العشر الأوائل من ذي الحجة أداء الحج والعمرة لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا، فالحج هو ركن الإسلام الخامس، قال تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"(آل عمران: 97).

والحج المبرور من أفضل الأعمال عند الله عز وجل، فقد سُئِلَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم   أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ:"حَجٌّ مَبْرُورٌ"(البخاري).

وقد جعل صلي الله عليه وسلم   ثواب الحج الجنَّة، وأخبر أن العمرة بعد العمرة تُكفِّر الذنوب؛ فقال صلي الله عليه وسلم  :"العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ"(البخاري).

  الحرص على أداء صلاة العيد.

عباد الله :"ومن أفضل الأعمال في تلك العشر الحرص علي صلاة العيد

قَالَ صلي الله عليه وسلم :"إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَر"(مسلم).

ويوم العيد يوم فرح وتهان وسرور ولهو بريء وأداء مختلف الأعمال الصالحة؛ من الصدقات، وقراءة القرآن، وإكرام الضيف، وصِلَة الرحِم، وحِفظ اللسان، وبِر الوالدين، والدعاء لهما، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال.

 العزم علي الأضحية 

عباد الله:"وينبغي أن يعزم المسلم علي الأُضحية؛ اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ ثبت أن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:"ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا"(البخاري ومسلم).

وقَالَ صلي الله عليه وسلم :"إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ، فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ -وَقَدْ ذَبَحَ- فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً، فَقَالَ: اذْبَحْهَا، وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ"(مسلم).

قَالَ مُطَرِّفٌ: عَنْ عَامِرٍ، عَنِ البَرَاءِ: قَالَ النبي صلي الله عليه وسلم : مَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاةِ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ"(البخاري).

فمن السُّنة في الأضاحي أن تكون بعد الصلاة، وأن ما يُقدم قبل الصلاة فهو لحمٌ قدَّمه الإنسانُ لأهله..

ومما وجه إليه الإسلام من آداب في هذه العشر أن من عزم على أن يضحي كره له حلق شيء من شعره أو تقليم أظافره لما روى مسلم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره"(مسلم).