
فريضة الزكاة وفوائدها
أدلة الزكاة في القرآن الكريم
ما ورد عن الزكاة في السنة النبوية الشريفة
حكم مانعي الزكاة
رحمة الله في الزكاة
من فوائد الزكاة ومنافعها
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام
أدلة
الزكاة في القرآن الكريم
قال تعالى في سورة الحج الآية 41: "الَّذِينَ
إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا
بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ"
قال تعالى في سورة البينة الآية 5: "وَمَا
أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا
الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ"
قال تعالى في سورة النمل الآية 3: "الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ"
قال تعالى في سورة النور الآية 37: "رِجَالٌ
لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء
الزَّكَاةِ"
قال تعالى في سورة النور الآية 56: "وَأَقِيمُوا
الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
ما ورد عن الزكاة في السنة النبوية الشريفة
عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت"( أحمد والترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه).
وعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاث أحلف عليهن: لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وأسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبدًا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة."(أحمد بإسناد جيد).
حكم مانعي الزكاة
فإن منع الزكاة بخلاً بها وحرصاً وجشعاً من أكبر الكبائر وأقبح الجرائم، فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع، له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك" ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم الآية: "وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"[آل عمران:180]
هذا بالنسبة لعقوبته الأخروية. أما بالنسبة للعقوبة الدنيوية فهي أصناف كثيرة ومتنوعة منها: ما يسلطه الله تعالى على العبد مما لا دخل لغيره فيه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين -المجاعة والقحط-" الطبراني في الأوسط ورواته ثقات، ومنها: "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا"ابن ماجه و البزار وغيرهما،صحيح الترغيب والترهيب).
فالزكاة حق لله
في ماله الذي وهبه لعباده وأغنى به نفرا من خلقه، فشرع لهم وفرض عليهم أنهم يخرجونها
من هذا المال الذي وهبهم وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذها منهم.. فقال: {خُذْ
مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(التوبة:103).
فهي فريضة في أعناقهم
تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم فهي حق واجب في أموال الأغنياء {والذين في أموالهم
حق معلوم للسائل والمحروم}
والزكاة في الإسلام
ليست مجرد عمل طيب من أعمال الخير والبر، ولكنها ركن أساسي من أركان الإسلام، وشعيرة
من شعائره الكبرى، وعبادة من عباداته، وعمود من أعمدته، يوصم بالفسق من منعها، فليست
إحسانًا اختياريًا ولا صدقة تطوعية، وإنما هي فريضة تتمتع بأعلى درجات الإلزام الخلقي
والشرعي، وهي في نظر الإسلام حق للفقراء في أموال الأغنياء، فليس فيها أي معنى من معاني
التفضل والامتنان ممن يخرجها على من يعطيها له.
لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال: [إِنَّكَ تَأْتِى قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ].
فكل مسلم وهبه
الله مالا بلغ نصابا، وحال عليه الحول، خال من الديون أو توفرت فيه شروط الزكاة وجب
عليه زكاته، وهو مطالب بأن يخرج هذه الزكاة، وأن يقيم هذا الركن الأساسي من أركان الإسلام،
عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى وشكرا له على ما وهبه وأنعم عليه.
وأي إنسان منعها بخلا أخذت منه عنوة، وفي بعض الأحاديث تؤخذ ومعها شطر ماله؛ عقوبة له وتنكيلا به، لئلا يعود، وليكون عبرة لأمثاله. هذا ما صرحت به الأحاديث الصحيحة، وما طبقه الخليفة الأول أبو بكر ومن معه من الصحابة الكرام رضى الله عنهم.
رحمة الله في الزكاة
الزكاة علامة ودلالة على رحمة الله بخلقه، فإنه سبحانه رزقهم المال، ولم يطلب منهم زكاة حتى يبلغ المال نصابا معينا (85 جراما من الذهب الخالص عيار24)، فلم يفرضها على الفقراء، وإنما على الأغنياء منهم، فهو يغني ثم يطلب، ثم لما أخذ أخذ نذرا قليلا (2.5بالمائة) وترك لهم أغلب مالهم (97.5بالمائة).. مع أن بعض أنظمة الأرض تأخذ ضرائب من مواطنيها تبلغ أربعين بالمائة أحيانا وزيادة.
من فوائد الزكاة
ومنافعها
الزكاة فريضة فرضها الله على أغنياء المسلمين ترد على فقرائهم كما قلنا، ومع أنها طاعة لله واستجابة إلا أنها مع ذلك فيها فؤائد كثيرة ومنافع كبيرة ومصالح وفيرة:
أولا: دليل على
إيمان صاحبها: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [والصدقة برهان].. أي برهان وعلامة
ودليل على إيمان مخرجها ومؤديها.. فهي دليل على إيمانه بالله تبارك وتعالى، واعترافه
بفضله وإحسانه وإنعامه عليه فهو يؤدي حق الله شكرا لنعمته. وهي دليل على إيمانه بأن
الله أرسل رسوله، وشرع له شرعا، منه هذه الفريضة الطيبة الزكاة، فأداها عن رغبة ورضا
وتسليم لأمر ربه، وتقديمه لرضى الله على محبوبات نفسه.
فأداء الزكاة علامة
إيمان وإحسان، كما أن منعها دليل نفاق، وعنوان شقاق {المنافقون والمنافقات بعضهم من
بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم}، {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا
من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون
فأعقبهم نفاقا في قلوبهم بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}(التوبة).
ثانيا: تطهير وتزكية للنفس: قال تعالى {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}.. فهي تطهر النفس من الشح والبخل، وتحميها من التعلق الشديد بالدنيا. وتخفف من ولوعها بالمال، وارتباط القلب به فتحررها من عبودية الدرهم والدينار.
ثالثا: تطهير المال ومباركته: فإنما سميت الزكاة زكاة لأنها تزكي المال.. أي تطهره وتنميه وتنزل البركة فيه.. روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس [أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله.. إني ذو مال كثير وذو أهل وذو حاضرة، فأخبرني كيف أصنع وكيف أنفق؟ فقال صلى الله عليه وسلم: تخرج الزكاة من مالك؛ فإنها طهرة تطهره، وتصل أقرباءك وتعرف حق المسكين والجار والسائل] رواه أحمد. فالزكاة بركة وطهارة ونماء وزيادة في المال والدين.
رابعا: التكاتف
وإشاعة المحبة بين أبناء المجتمع:
فأخذ الصدقة من
الأغنياء يشعرهم بعضويتهم الكاملة في الجماعة المسلمة، فهم يشاركون في واجباتها، وينهضون
بأعبائها، وهم لم ينبذوا منها ولم ينبتوا عنها، فيستأثروا بالمال دون الفقراء والمعوزين،
وإنما عاشوا حياة الأخوة ورابطة وآصرة الإيمان والإنسانية والمواطنة.
والفقير يشعر أنه ليس ضائعا في المجتمع، ولا متروكا لفقره وعوزه، ويستمتع بكرامته عندما يأخذ حقه. وربما تكون الزكاة منطلقا ليكون من ذوي اليد العليا يعطي بدوره الزكاة، وذلك إذا أعطي له من الزكاة ما يقيم به مشروعا أو زود بأدوات العمل. فهي تزكيةٌ وتطييبٌ وتطهير للنفوس التي رد عليها نصيب من المال، تسد به الحاجة، فتختفي أسباب الحقد الطبقي.
خامسا: إغناء الفقراء:
إذ إن من مقاصد الزكاة إغناء الفقراء، وليس مجرد معونة وقتية، فيعطى الفقراء من مال
الزكاة ما يستأصل شأفة العوز من حياتهم، ويمكنهم من أن ينهضوا وحدهم بعبء المعيشة،
أو يقيموا مشروعا صغيرا يدر عليهم ربحا يكفيهم ويغنيهم ويحفظهم عن ذل المسألة ومد اليد
للأخذ في كل مرة، بل ربما نقلهم إلى درجة المعطين المخرجين، فتكون يدهم هي العليا بدلا
من أن تكون دائما السفلى. فالزكاة إغناء لا مجرد إعطاء.
منع الزكاة يهلك
المال ويذهب بركته
ومع أن الزكاة
قدر يسير ونذر قليل مما وهب الله، يترتب عليه أجر كثير، وخلف من الله كبير، وعلى رغم
كل ما فيها من المنافع لنفس صاحبها وماله، إلا أن بعض الناس يبخل على الله بماله، ويمنع
حق الله فيه، ظنا منه أن الزكاة تنقص المال وتقلله. وهو سوء ظن بالله؛ فقد أقسم النبي
أنه: [ما نقص مال من صدقة].
فالصدقة لا تنقص المال بل تزيده، ومن تعامل مع الله عرف وليس من رأى كمن سمع.. وقد قال جل في علاه: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}، وهو القائل: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له}، وفي الحديث الصحيح: [ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا](متفق عليه).
فحصنوا أموالكم
بالزكاة، وكثروا أموالكم بالصدقات، فإنها ما بقيت الزكاة في مال لم تخرج منه إلا أفسدته
وأذهبت بركته. كما في حديث عائشة قَالَ صلى الله عليه وسلم: [مَا خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ
مَالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْهُ](رواه البيهقي).
وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم من يماطل في أدائها بنزع البركة من الأموال وتسليط الآفات عليها، وحبس الأمطار، والابتلاء بالمجاعة والقحط؛ وفي ذلك يقول صلى الله عليه وآله وسلم: [... ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا](رواه الحاكم).
إن المال غاد ورائح، وموروث عن صاحبه، وهو عارية والعارية مستردة، والمال إن لم يتركك ستتركه أنت، ولا يبقى بعد ذلك إلا شرف الذكر وحسن العمل. يقول صلى الله عليه وسلم: [يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت]. وفي الحديث: [يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى معهُ واحِدٌ: يَتْبَعُهُ أهْلُهُ ومالُهُ وعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أهْلُهُ ومالُهُ ويَبْقَى عَمَلُهُ](رواه البخاري ومسلم).
والله ما سمعنا
أن رجلا أدخل معه ماله في قبره، ولا دفتر شيكات، ولا ذهب ولا فضه.. بل ذهب كل الذهب،
ومال عنه كل المال.
بل يبقى المرء حياته يجمع المال ويوعيه ويحفظه ويحميه، ويزيده وينميه، ثم فجأة إذا بالموت يأتيه، فيترك المال لمن لا يحمده، ويذهب إلى من يسأله عنه ويحاسبه ولا يعذره.. وما أعظمها من مصيبة، كما قال يحيى بن معاذ: "مصيبتان للمرء في ماله لم تسمع بهما الخلائق: يموت ويتركه كله.. ويسأل عنه كله".
أنواع الزكاة
زكاة الذهب والفضة
قال الله تعالى:"وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ"(التوبة: الآية34).
فالذهب والفضة من أنواع الزكاة التي أمرنا الله تعالى بها، كما أوضح الله تعالى الشروط التي تجب عندها الزكاة في الذهب والفضة. وهي:
أن يبلغ كلاهما النصاب، ومقداره 2.5% من وزن
الذهب والفضة.
وأن يمرَّ عليهما حولان الحول.
وأن يكونا ملك تام، وتعود لمسلم حر.
زكاة المال
تُقدّر قيمة الزكاة 2.5% من مدخرات المسلم السنوية. ويعادل النصاب في المال قيمة 85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة، وما يعادلها من أنواع الثروات المدخرة الأخرى. وتعتمد قيمة الزكاة بالتحديد على العملة المحلية نظراً لاختلاف العملات وقيمتها من دولة لأخرى ومن وقت لآخر.
في المذهب الحنفي تُستخدم قيمة الفضة لتحديد النصاب، بينما تُستخدم قيمة الذهب في المذاهب الأخرى. ولأن قيمة الذهب والفضة في تغير مستمر، فبالتالي تختلف بعض الشيء قيمة الزكاة التي يخرجها المسلم من عام لآخر.
طريقة حساب زكاة المال
هناك طريقتان لحساب زكاة المال:
تُقسّم قيمة المدخرات على 40.
تُقسّم قيمة المدخرات على 100، ويتم مضاعفة الناتج
بـ 2.5.
ما هو النصاب؟
النصاب هو الحدّ الأدنى من الثروة التي يجب على المسلم أن يمتلكها حتى تجب عليه الزكاة.
زكاة الدخل
يجب أن يخرج المسلم زكاة المال على ما يمتلكه من مال مر عليه الحول كامل، ليس في الراتب الشهري زكاة حتى يبلغ النصاب بنفسه أو بما انضم إليه من مال آخر أو ذهب أو فضة. ويحول عليه الحول، سنة كاملة بالأشهر القمرية فإن وجدت هذه الشروط فعلى المسلم أن لا يؤخر زكاة المال، وإلا فلا يجب بمجرد قبض الراتب الشهري لعدم توفر الشروط المطلوبة.
زكاة بهيمة الأنعام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ، وَلَا بَقَرٍ، وَلَا غَنَمٍ، لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ، تَنْطحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأظْلَافِهَا، كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ" (رواه مسلم).
لدفع زكاة بهيمة الأنعام يجب أن تحقق الشروط:
أن يمر على الأنعام حَوْل كامل عند مالكها.
أن تكون سَائِمة؛ لقول النبي -صلى الله عليه
وسلم-: "فِي كُلِّ إِبِلٍ سَائِمَةٍ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ"
(رواه النسائي)، والإبل السائمة: هي التي يكون غذاؤها على الرعي من نبات الأرض دون
أن يزرعه أحد، أما إن كان غذاؤها مما يزرعه هو فلا تُعَدّ سائمة ولا زكاة فيها.
أن تكون مُعَدَّةً للاستفادة من ألبانها ونسلها،
لا أن تكون عاملة، والإبل العاملة: هي التي يستخدمها صاحبها في حرث أو سقي الأرض أو
نقل المتاع أو حمل الأثقال، وهي بذلك لا تجب عليها الزكاة لأنها تدخل في حاجات الإنسان
الأصلية كالثياب.
أما إذا أُعِدَّت الأنعام للتأجير فإن الزكاة
تكون فيما يحصل من أجرتها، إذا حال عليه الحَوْل.
أن تبلغ الأنعام النِّصاب الشرعي.
زكاة ما يخرج من الأرض
قال الله تعالى عن زكاة ما يخرج من الأرض في سورة الأنعام الآية 141: "وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْح نِصْفُ الْعُشْرِ» (رواه البخاري).
[عثَرِيًّا: ما يُشْرب من غير سَقْي إما بعروقه أو بواسطة المطر والسيول والأنهار]
[سُقِي بالنضح: أي بنَضْح الماء والتَّكَلُّف في استخراجه]ِ
لإخراج زكاة الثمار يجب أن تتوفر فيها شروط الزكاة:
أن تكون خارجة من أرض صاحب الزكاة.
أن تبلغ النصاب، ومقداره ما تعادل (612) كيلو
غرام تقريبًا.
زكاة التجارة
زكاة التجارة هي وضع المال في عروض التجارة، وهو ما تحدثنا عنه في زكاة المال من قبل، ويتوفر فيها شرطان:
أن يبلغ النصاب: وهو ما يساوي 85 جرامًا من الذهب،
أو 595 جرامًا من الفضة.
أن يبقى النصاب حولًا كاملًا
شروط وجوب الزكاة
للزكاة شروط يجب توافرها حتى تُفرض على الفرد، وهذه الشروط هي:
الإسلام؛ حيث لا تُقبل الزكاة من كافر فهي من
أركان الإسلام الخمسة.
الحرية؛ فالزكاة لا تُفرض على عبد لأنه لا يملك،
وكان ذلك في القدم فلم يعُد هناك عبودية في زماننا.
الملك التام؛ حيث لا تجب الزكاة ولا تُفرض على
ما لا يملكه المسلم.
النماء؛ حيث من شروط الزكاة أن ينمو المال ويزيد
من عام إلى ما يليه، كالأنعام التي تتوالد والزرع الذي يثمر… وهكذا، ودليل على هذا
قوله -صلى الله عليه وسلم- "ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة.
مرور الحول؛ أي مرور عام هجري كامل على امتلاك
النصاب، والدليل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا زكاة في مال
حتى يحول عليه الحول" ولكن يختلف الأمر في الزروع والتجارة وبهيمة الأنعام.
الفضل عن الحوائج الأصلية من مأكل ومشرب ومسكن
والإنفاق على من يلزم المرء الإنفاق عليهم مثل الزوجة والأبناء.
بلوغ النصاب، والنصاب هو القدر الذي رتب الشارع وجوب الزكاة عليه عند بلوغه، فمن لا يملك شيئًا لا زكاة عليه، ومن يملك دون النصاب فلا زكاة عليه أيضًا.
مصارف الزكاة
مصارف الزكاة هي الجهات التي يجب أن تُقدم لها الزكاة، أو هي الجهات التي تستحق الزكاة، وهي كما قال تعالى في سورة التوبة الآية 60 "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
الفقراء
الفقراء هم من لا يستطيعون سد احتياجاتهم وضروراتهم، الفقراء أشد حاجة، حيث لا يجد الواحد منهم ما يكفيه وعائلته لنصف سنة.
المساكين
أما المساكين فهم أعلى حالاً من الفقراء؛ لأنهم يجدون نصف الكفاية فأكثر دون كمال الكفاية، وهؤلاء يعطون لحاجتهم.
العاملون عليها
أي الذين لهم ولاية على الزكاة من قبل أولي الأمر، ولهذا قال تعالى في سورة التوبة: (وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا) ولم يقل: العاملون فيها. فالعاملون على الزكاة مستحقون بوصف العمالة، ومن استحق بوصف أعطي بقدر ذلك الوصف، وعليه فيعطون من الزكاة بقدر عمالتهم فيها، سواء كانوا أغنياء أم فقراء؛ لأنهم يأخذون الزكاة لعملهم لا لحاجتهم، وعلى هذا فيعطون ما يقتضيه العمل من الزكاة.
المؤلفة قلوبهم
المؤلفة قلوبهم المقصود بهم من نعطيهم لتأليفهم على الإسلام، سواء كافر يُرجى إسلامه أو مسلم نعطيه لتقوية إيمانه في قلبه أو شرير نعطيه لدفع شره ورفعه عن المسلمين.
الرقاب
فسر العلماء المقصود بالرقاب في قوله تعالى في سورة التوبة "وَفِي الرِّقَابِ" تفسيرات مختلفة:
الأسير المسلم الذي أسره الكفار، ويشمل ذلك الاختطاف،
فلو اختطف كافر أو مسلم أحد من المسلمين فلا بأس أن يفدى هذا المختطف بشيء من الزكاة،
لأن العلة واحدة، وهي فكاك المسلم من الأسر
رقيق مملوك يدفع فيه المال من الزكاة ليُعتق.
المُكاتب الذي يدفع لسيده بمال مؤجل ليعتقه،
فيُعطى لسيده من المال ما يوفيه.
الغارمين
الغارمين هم من عليهم دين، أي الذين استدانوا لسد حاجاتهم ولم يستطيعوا سد هذا الدين بدفعه إلى المدين.
في سبيل الله
أي تقديم أموال الزكاة بهدف الإنفاق في سبيل الله والجهاد في سبيله، ويقول أهل العلم: ومن سبيل الله: الرجل يتفرغ لطلب العلم الشرعي، فيعطى من الزكاة ما يحتاج إليه من نفقة وكسوة وطعام وشراب ومسكن وكتب علم يحتاجها، لأن العلم الشرعي نوع من الجهاد في سبيل الله
ابن السبيل
ابن السبيل هو المسافر الذي انقطع به السفر ونفدت
نفقته، فإنه يعطى من الزكاة ما يوصله لبلده، وإن كان في بلده غنيًّا؛ لأنه محتا
هل يجب إعطاء كل أنواع المستحقين للزكاة؟