recent
أخبار عاجلة

هل يجوز قراءة القرآن جماعة ؟

 


هل يجوز قراءة القرآن جماعة ؟

الصور الأولى: أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له

الصور الثانية: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يعيد غيره

الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته 

الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد.


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن قراءة القرآن من العبادات التي ترفع الدرجات وتزيد في الحسنات

 وتغفرالذنوب والزلات سواء كانت القراءة سراً أو جهراً فرداً أو جماعة

 والجماعة  لها أربع صور:

الصور الأولى: أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له، 

فهذه الصورة مستحبة لا تكره بغير خلاف، لما في الصحيحين من حديث

 عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

 اقرأ علي، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: فإني أحب أن أسمعه من

 غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة

 بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، قال: أمسك فإذا عيناه تذرفان.

قال ابن تيمية:"وأما قراءة واحد والباقون يستمعون له فلا يكره بغير

 خلاف وهي مستحبة، وهي التي كان الصحابة يفعلونها كأبي موسى

 وغيره"(الفتاوى 5/345).

الصور الثانية: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يعيد غيره :"

ما قرأ الأول لأجل مدارسة القرآن، فهذه الصورة مستحبة باتفاق الفقهاء

 لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم برمضان يعرض كل

 منهما على الآخر. قال الحافظ في الفتح:"يعرض عليه رسول الله صلى الله

 عليه وسلم القرآن، هذا عكس ما وقع في الترجمة لأن فيها أن جبريل كان

 يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه

 وسلم كان يعرض على جبريل وتقدم في بدء الوحي، وكان يلقاه في كل

 ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض

 على الآخر.

وقالوا: وأما لو أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا يكره؛ لأن جبريل كان يدارس

 النبي صلى الله عليه وسلم القرآن برمضان"(مطالب أولي النهى 1/598).

وهذا ما قرره البهوتي رحمه الله في كشاف القناع انظر 1/433.

وقال الخرشي في شرحه:"كما لا نكره المدارسة بالمعنى الذي كان يدارس به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم برمضان من قراءته وإعادة النبي صلى الله عليه وسلم"(مختصر خليل 1/353).

الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته 

حتي يختموا جزء أو أكثر ، فذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك حسن لا

 يكره،وذهب الحنابلة إلى كراهة تلك الصورة، قال ابن مفلح في الفروع :

 وكره أصحابنا قراءة الإدارة، وقال حرب:حسنة، وحكاه ابن تيمية رحمه

 الله- عن أكثر العلماء.

والراجح في هذه الصورة أنها لا تكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"(مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).

وإذا اتفق الحنابلة مع الجمهور على استحباب الصورة الأولى فلا وجه

 للكراهة هنا.. إذ لا فرق بين أن يعيد القارئ ما قرأ الأول أو أن يقرأ من

 حيث ما وقف الأول.

قال ابن تيمية :"وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء"(الفتاوى الكبرى

 5/345).

وقال الإمام النووي في التبيان: فصل في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع

 جماعة يقرأ بعضهم عشراً أو جزءاً أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من

 حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر وهكذا، وهذا جائز حسن. وقد سئل مالك

 رحمه الله تعالى عنه فقال:"لا بأس به". اهـ

الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد.

فمذهب الحنابلة والشافعية استحباب ذلك وهو القول الثاني عند الأحناف،

 قال البهوتي رحمه الله:"ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد"(شرح

 منتهى الإرادات 1/256 ).

وقال ابن تيمية في: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها"(الفتاوى الكبرى 5/345 ).

وقال محمد بن محمد الخادمي في بريقه محمودية: وكره أن يقرأ القرآن

 جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها، وقيل لا بأس به ولا

 بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهراً عند ختم القرآن، والأولى أن

 يقرأ واحد ويستمع الباقون.

القول الثاني: كراهة قراءة الجماعة معاً بصوت واحد لتضمنها ترك

 الاستماع والإنصات، وللزوم تخليط بعضهم على بعض، وهو المعتمد عند

 الحنفية والمالكية.

قال صاحب غنية المتملي: يكره للقوم أن يقرءوا القرآن جملة لتضمنها

 ترك الاستماع والإنصات وقيل: لا بأس به.

وقد أثبت المالكية القول بالكراهة في كتبهم وشنعوا على القائلين بالجواز

 بلا كراهة، وقد عقد ابن الحاج رحمه الله فصلاً في المدخل 1/94 وما

 بعدها رد فيه على الإمام النووي رحمه الله، وما نقله من أدلة وآثار عن

 السلف فليراجع.

وقال الطرطوشي في الحوادث والبدع: لم يختلف قوله -يعني الإمام مالكاً -

 أنهم إذا قرؤوا جماعة في سورة واحدة أنه مكروه.

ونقل عن مالك كراهة القراءة بالإدارة وقوله: وهذا لم يكن من عمل الناس.

وقال أبو الوليد ابن رشد: إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه والمباهاة

 والتقدم فيه. انتهى

ولهذا ينبغي ترك هذه الصورة الأخيرة، فإن الخير في اتباع من سلف،

 وحذراً من المجاراة والمباهاة واختلاط الأصوات وترك الإنصات وكذا

 عندما كانوا يحرصون علي قراءة سورة يس عند القبر جماعة وبصوت

 مرتفع قدنبهنا علي تركها لأنها عادة غير مستحسنة وقد تركت والحمد لله.

والله أعلم.

google-playkhamsatmostaqltradent