
من سنن الله الكونية سنة الخلق والموت والبعث (2)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد
الركن الثاني لهذه الحقيقة، والمتعلِّق بخلْق الإنسان أطوارًا؛ قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا
الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا
آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"(المؤمنون: 12 - 14).
وقال تعالى:" وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا"(نوح: 14)، وقال تعالى:"يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ
بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ"(الزمر: 6).
وبهذا يُقرِّر لنا القرآن الكريم - في أكثر من
موضع - حقيقةَ أن الإنسان يُخلَق أطوارًا، وتعالَوا لنعيش مع تفاصيل هذه الأطوار بدقة
وتعبير مُعجزٍ، بحيث لا يمكن الاستعاضة عنه بتعبير آخرَ، وذلك مع آيات سورة "المؤمنون"
التي ذكرناها؛ حيث بيَّنت الآياتُ هذه الأطوارَ ووصَفتها على النحو التالي:
أ- طور النطفة:
قال تعالى:" ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ "،
والنطفة تُطلق كما قال علماء اللغة على:
1- الماء القليل ولو قطرةً، وقد أُطلِقت على
مَنيِّ الرجل ومَني المرأة.
2- وتُطلق النُّطفة كذلك على امتزاج ماء الرجل
والمرأة، وهي ما سمَّاها القرآن: النطفة الأمشاج؛ كما جاء في قوله تعالى:"إِنَّا
خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"(الإنسان: 2)، وهذه هي البويضة بتطوُّراتها
العديدة، والتي لا تزال تأخذ شكْل قطرة الماء، ولها خاصية الحركة الانسيابية كقطرات
الماء تمامًا، وهذا ما يُسميه علماء الأجِنة بالزيجوت، والتي تعني بترجمتها الحرفية:
اللقيحة، وانظر إلى عظمة التعبير القرآني لهذه اللقيحة بالنطفة الأمشاج؛ حيث إن كلمة
أمشاج مشتقَّة من المَشْج، وهو الشيء المختلط بعضُه ببعضٍ؛ كما قال ابن كثير في تفسيره،
ونقل قول ابن عباس - رضي الله عنهما - في قول الله تعالى: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ
مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ ﴾؛ أي: من ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا، فانظر
إلى إعجاز القرآن باستخدام هذا اللفظ، فمن الذي علَّم نبيَّنا محمدًا - صلى الله عليه
وسلم - ذلك؟!
وينتهي هذا الطور بتعلُّق الكيسة الأريمية ببطانة
الرَّحم في نهاية الأسبوع الأول من التلقيح، بعد تضاعُف خلاياها أضعافًا مضاعفة وتغليفها
(النطفة الأمشاج أو اللقيحة) بكيس؛ ولذلك سُمِّيت بالكيسة الأريمية، وعند تعلُّقها
ببطانة الرحم، تَفقد حركتها الانسيابية وتتحوَّل إلى طَورٍ جديد، هو طور العَلَقة،
وهذه الحقيقة الثابتة الدقيقة التي نقلها لنا القرآن الكريم، هي التي توصَّل إليها
العلماء مؤخرًا.
ب- طَور العلَقة:
قال تعالى:"ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً".
لهذا الطَّورِ عدة أشكال منذ بَدئه حتى نهايته،
وكلمة "علَقة" مشتقَّة من علق، وهي كما قال المفسرون وعلماء اللغة تعني:
1- الالتصاق والتعلُّق بشيءٍ ما، وهذا ما يتوافق
مع تعلُّق الجنين ببِطانة الرَّحم خلال الأسبوع الثاني.
2- يطلق العلَق على الدمِ عامة، وكذلك الدمُ
الجامد، وعلى الشيء شديد الحُمرة، وهذا أيضًا يتوافق مع شكل الجنين في هذا الطور؛ حيث
تتكون الأوعية الدموية المُقفلة والمُمتلئة بالدماء خلال الأسبوع الثالث من التلقيح.
3- وتُطلق العلقة كاسمٍ لدودة في الماء تمتص
الدمَ، وتعيش في البِرَك، وتتغذَّى على دماء الحيوانات التي تَلتصق بها، وجمع علَقة:
عِلَق.
ويقول ابن كثير - رحمه الله تعالى - في قول الله
تعالى: ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ﴾: أي: سيَّرنا النطفة علقةً حمراءَ
على شكل العلقة المُستطيلة، وقال بهذا القول غيره من المفسرين، وهذا يتوافق مع الشكل
الأخير لهذا الطور؛ حيث يأخذ الجنين شكلَ الدودة التي تمتصُّ الدماء، وتعيش في الماء،
ويَشترك الجنين معها في قوة تعلُّقه بعائله، والحصول على غذائه من امتصاص دمائه، والمدة
الزمنية لهذا الطور هي من بداية الأسبوع الثاني وحتى نهاية الأسبوع الثالث من التلقيح.
فانظر إلى دقة وعظَمة التعبير القرآني عن هذه
الحقيقة التي ذكَرها، ولم يتوصَّل إليها العلماء إلا منذ أقل من قرنٍ فقط، فتبارَك
الله أحسنُ الخالقين.
ج- طَور المُضغة:
قال تعالى: ﴿ فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
﴾.
في بداية الأسبوع الرابع - وبالتحديد في اليوم
الثاني والعشرين - يبدأ القلب في النبْض وينتقل إلى طور جديد، وهو طَور المُضغة.
والمضغة كما يقول أهل اللغة والتفسير - ومنهم
ابن كثير في تفسيره - حيث يقول: مضغة؛ أي: قطعة كالبُضعة من اللحم، لا شكْلَ فيها ولا
تخطيط[5]، قدْر ما يَمضُغ الماضغ.
وهذا يتوافق مع الجنين في أول هذا الطور؛ حيث
يتراوح حجمه من حبَّة القمح إلى حبة الفول (5,3 مم)، وهو القدر الذي يمكن مَضغه، ويبدو
سطحه من الخارج وقد ظهرت عليه النتوءات أو الكُتَل البدنية، والرأس والصدر والبطن،
كما تتكون معظم براعم أعضائه الداخلية، مع احتفاظه بالشكل الخارجي المشابه للمادة الممضوغة،
بحيث يصدق عليه أنه مخلَّق وغير مخلَّق، وسبحان الله الذي وصَفه هذا الوصف الدقيق المتناهي
في الدقة، في قوله تعالى في سورة الحج: ﴿ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ
مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ [الحج: 5]؛ لنبيِّن لكم؛ أي: لتُشاهدوها؛ كما قال
ابن كثير وغيره[6].
وفي هذا النص دَلالة على أن التخليق يبدأ في
هذا الطور، وهذا ما يتطابق تمامًا مع ما توصَّل إليه علماء الأجِنَّة مؤخرًا منحقيقةِ
أن التخليق يبدأ من أول الأسبوع الرابع، ولو اطَّلع البشر على ما جاء في القرآن وبحثوا
فيه، لاختَصروا الكثير من الزمان؛ ليَبلغوا هذه الحقائق الثابتة، فسبحان من خلَق الخلق،
وقال - جل جلاله -: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾
[الملك: 14]، وينتهي هذا الطور قبل الأسبوع السادس؛ حيث يبدأ الطور التالي في التخليق،
وهو طَور العظام.
د- طور العظام:
قال تعالى: ﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا
﴾.
يتشكَّل الجنين في هذا الطور على هيئة مخصوصة،
وتَزول صورة المضغة عنه، ويَكتسب صورة جديدة؛ حيث يتخلَّق الهيكل العظمي الغضروفي،
وتظهر أُولى مراكز التعظيم في الهيكل الغضروفي في بداية الأسبوع السابع، فيتصلَّب البدن،
وتتحيَّز الرأس من الجِذع، وتظهر الأطراف، وقد قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره
عن هذا الطور: أي شكْلها ذات الرأس ويدين ورجلين بعِظامها وعَصبها وعروقها[7].
فانظر إلى هذه الدقة وهذا الإعجاز في الوصف القرآني،
وهو يَصف ما توصَّل إليه العلماء بعد الجُهد والمعاناة وطول الزمان، فسبحان الذي خلَق
فسوَّى، ثم بعد ذلك يبدأ الجنين الطَّور الأخير من التخليق، وهو كِساء العظْم باللحم.
هـ- طور كساء العظم باللحم:
قال تعالى: ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا
﴾ [المؤمنون: 14].
في هذا الطَّور يزداد تشكُّل الجنين على هيئة
أخصَّ، وقد قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره في قوله تعالى: ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ
لَحْمًا ﴾؛ أي: جعَلنا على ذلك ما يَستره ويشدُّه ويُقوِّيه[8]، وكذلك قال الشوكاني؛
أي: أنبتَ الله - سبحانه - على كل عظمٍ لحمًا على المقدار الذي يَليق به ويناسبه، وكذا
قال غيرهم.
هذا بدقَّته وتفصيله ما بلغ إليه علماء علم الأجِنَّة
مؤخرًا، من أن العظام تُخلَق في نهاية الأسبوع السابع، وتُكسى بالعضلات في الأسبوع
الثامن، وتخلُّق العظام وكساؤها باللحم - بعدما سبَق من أطوار - هي الحقيقة الراسخة
التي ذكرها القرآن، فسبحان مَن أحسَن كلَّ شيء خلَقه.
وبهذا تنتهي مرحلة التخليق، والتي يُسميها علماء
الأجنة بالمرحلة الجنينية، هذا وقد أكَّد علم الفحص بأجهزة الموجات فوق الصوتية، أن
جميع التركيبات الخارجية والداخلية الموجودة في الشخص البالغ، تتخلَّق من الأسبوع الرابع
وحتى الأسبوع الثامن من عمر الجنين، كما يمكن أن ترى جميع أعضاء الجنين بهذه الأجهزة
خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
ثم يبدأ الجنين بعد الأسبوع الثامن مرحلة أخرى مختلفة، يُسميها علماء الأجنة بالمرحلة الحميلية، والتي سماها القرآن الكريم من قبلُ: مرحلة (النشأة خلقًا آخر)؛ ولذلك يُعتبر طَور كساء العظم باللحم الحدَّ الفاصل بين المرحلة الجنينية والمرحلة الحميلية.
و- مرحلة النشأة خلقًا آخر:
قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ
﴾ [المؤمنون: 14].
تبدأ هذه المرحلة في الأسبوع التاسع؛ حيث ينمو
الجنين ببُطء إلى الأسبوع الثاني عشر، ثم ينمو بعد ذلك بسرعة كبيرة، وتستمر هذه المرحلة
حتى نهاية الحمل، وتختص بخصائص، من أهمها: تطوُّر ونمو أعضاء وأجهزة الجنين؛ وذلك لتَهيئتها
للقيام بوظائفها، وتختص أيضًا بنفْخ الروح فيها؛ (كما عند جمهور المفسرين).
واسمع لابن كثير في تفسيره وهو يعبِّر عن هذه
المرحلة: أي: ثم نفَخنا فيه الروح، فتحرَّك وصار خلقًا آخرَ ذا سمعٍ وبصرٍ، وإدراك
وحركة، واضطراب[9].
وقد عبَّر القرآن الكريم عن هذا في موطنٍ آخرَ،
فقال تعالى في سورة "الانفطار": ﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
* فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 7، 8]، وكلمة (سوَّاك) تعني:
جعل الشيء مستويًا ومستقيمًا ومهيَّأً لأداء شيء معين، والتعديل في اللغة يعني: التقويم،
فكلمة (فعدلك) تعني: تغيُّر الشكل والهيئة لتكوين شيء محددٍ، وكلمة (صورة) تعني: هيئة
أو شكل؛ كما قال علماء اللغة.
فسبحان الله! الذي ذكَره القرآن هو ما وصل إليه
علماء الأجنة بدقته، ولكن منذ أقل من ستين سنة فقط؛ حيث وصلوا إلى أن حقيقة التسوية
تبدأ عقب عملية الخلق في المرحلة الحميلية؛ أي: بعد الأسبوع الثامن؛ حيث يستقيم الجنين
وتتهيَّأ أعضاؤه لأداء وظائفه، ويتَّخذ الجنين المقاييس الطبيعية - التعديل - كما تتغير
مقاييس الجسم، وتتخذ ملامح الوجه المقاييس البشرية المألوفة، ويكتسب الجنين الصورة
الشخصية له - التصوير - فسبحان الذي أعطى كل شيء خلْقه ثم هدى[10]!
وبعدما تلمَّسنا التطابق الدقيق والبالغ بين ما ذكَره القرآن الكريم من حقائقَ متعلقة بتكوين الجنين، وبين ما بلَغ إليه علماء علم الأجنة مؤخرًا - وذلك من خلال البيان الموجز السابق - نقف الآن مع ملامح عابرة لبعض أوجه الإعجاز في آيات سورة "المؤمنون" التي وقَفنا معها، والمتأمل لهذه الآيات سيجد إعجازًا بالغًا للتعبير القرآني الكريم، ومن ذلك:
1- استعمال أدوات العطف المناسبة لكل مقام وحال،
فقد جاء الترتيب والتعقيب بـ (ثم) - والتي تفيد الفصل والتراخي والتباعد - في المراحل
التي تستلزم ذلك، وجاء العطف بالفاء التي تفيد التعقيب المباشر والترتيب والسرعة، بمعنى
العطف بلا مُهلة ولا تراخٍ، في المراحل التي تستلزم ذلك، فانظر وتدبَّر وتأمَّل إلى
ترتيب الآيات ونسَقها؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ
مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ
عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا
الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ
الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 12 - 14].
2- استعمال ألفاظ تدل على معانٍ مشتركة؛ كما
في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ ﴾ [المؤمنون: 13]، وجعلنا
من الجعْل، فهو يفيد معنى الوضع، كما يشمل ضمنًا معنى الخلق، فانظر إلى مناسبته بهذين
المعنيين لاستقرار النطفة في موضعها الذي حدده الله تعالى لها، وكما في قوله تعالى:
﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ﴾ [المؤمنون: 14]، ولفظ النشأة يفيد معنيين؛ هما:
الإسكان، والنمو، وهو ما يتم في هذه المرحلة من إسكان الرُّوح، ونمو البدن وتَرعرُعه،
فسبحان من أنزَل على نبيِّه هذه الحقائق، وبهذا الإعجاز البالغ، في زمنٍ لم يُعرَف
فيه أصلُ تخليق الجنين، فضلاً عن تفاصيل أطواره، فتبارَك الله - عز وجل - أحسنُ الخالقين.
وهذه السنة النبوية تُبين لنا أيضًا هذه الأطوار؛
فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدكم يُجمع خلقُه في بطن أمِّه أربعين يومًا نُطفةً، ثم
يكون في ذلك علقةً مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مُضغة مثل ذلك، ثم يُرسل المَلك، فيَنفُخ
فيه الروح، ويُؤمَر بأربع كلمات: بكتْب رزقه، وأجَله، وعمله، وشقيٌّ أو سعيد))[11].
بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يُبين لنا
ما الذي يجعل المولود يُشبه أباه أو يشبه أمَّه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وإذا
سبَق ماء الرجل ماء المرأة، نزَع الولد، وإذا سبَق ماء المرأة، نزَعت))[12]، ونذكر
تعليقات بعض علماء علم الأجنة، ومنها:
1- ينقُل لنا الشيخ الزنداني[13] - حفظه الله
- أنه التقى مع عالم من أكبر علماء أمريكا في علم الأجِنة، وهو البروفيسور (مارشال
جونسون)، فذكر الشيخ الزنداني له أن القرآن قد ذكر أن الإنسان خُلِق أطوارًا، فتعجَّب
تعجُّبًا شديدًا، وقال: لا يمكن أن يكون ذلك إلا بوحي من الله[14].
2- البروفيسور (كيث ل مورس )، وهو من كبار علماء الأجنة في العالم، يُثبت بالتجارب العملية دقَّةَ الوصف القرآني للمُضغة[15].
وغير هؤلاء الكثير من علماء هذا الباب الذين أُصيبوا بذهول شديد، حينما أُخبِروا بما جاء في القرآن والسُّنة عن حقيقة تخلُّق الجنين، فمنهم من شرَح الله - عز وجل - صدره للإسلام، فأسلَم، ومنهم من أقرَّ بالإعجاز في ذلك، إلا أنه لم يُهدَ للإسلام.