
ما يستحب للصائم "تعجيل الفطر"
الدرس الرابع عشر
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فياعباد الله نقف اليوم مع مستحبات الصوم أومسنونات الصوم هي
المندوبات التي يستحب للصائم أن يأتي بها،ومشروعية ذلك إمابنص يدل على استحبابها،أو
من مفهوم النص ومقتضاه،وتشمل: المستحبات المتعلقة بـصوم شهر رمضان، وغيره من أنواع
الصوم، ومنها: تعجيل الإفطار أول الوقت، وأن يفطر على رطب وإن لم يجد أفطر على تمر
وإلا فبشربة ماء، والدعاء عند الإفطار وتأخير السحور إلى قرب مطلع الفجر الثاني،وحفظ
اللسان من اللغو والرفث،وغير ذلك.
فمن السنة تعجيل الفطر للصائم.لقوله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍمَا عَجَّلُوا الْفِطْر"(البخاري
ومسلم).
ويدخل وقت الإفطار
بانتهاء النهار وبداية دخول أول جزء من الليل،وهو أول وقت صلاة المغرب، ويكون ذلك بغروب
الشمس، ومن كان وراء أبنية الجبال ولم يشاهد الغروب؛فيدخل الوقت بغروب شمس أقرب الأمكنة
إليه ويكون بإقبال ظلمة الليل وذهاب ضوء النهار؛ لحديث: سَلَمَةَ بنِ الأكْوَعِ:أنَّ
رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي المَغْرِبَ إذَا غَرَبَتِ
الشَّمْسُ، وَتَوَارَتْ بالحِجَابِ"(مسلم).
ويستحب أن يعجل الفطر لقوله صلي الله عليه وسلم "لا تزالُ أمتي بخيرٍ أو قال
على الفطرةِ ما لم يؤخِّروا المغربَ إلى أن تشتَبِكَ النجومُ"(أبوداود). وفي رواية
أخري بلفظ:"لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم"(ابن
ماجه والحاكم).
قال الشوكاني:"والحديث
يدل على استحباب المبادرة بصلاة المغرب وكراهة تأخيرها إلى اشتباك النجوم،
فيستحب الإفطار
أول وقت المغرب عند انتهاء نهار الصوم ودخول أول الليل في أول جزء منه، هو بمثابة تحلل
من الصوم طاعة لله ورسوله،فيفطر الصائم عند أول وقت صلاة المغرب، ويحصل ولو بأقل ما
يحصل به الإفطار كتمرة أو شربة ماء أو نحو ذلك، والمستحب للصائم أن يفطر على تمر، ،
فإن لم يجد فعلى الماء،وذلك لقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم:"إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء
فإنه طهور"(السيوطي -حسن).
وعن أنس قال:"كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم يكن رطبات فتميرات،فإن
لم يكن تميرات حسا حسوات من ماء"(أحمد والترمذي).
ويستحب للصائم
الإكثار من الدعاء،لقوله صلى الله عليه وسلم:"ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ:الْإِمَامُ
الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ"(أحمد).
قال النووي رحمه الله :
" يُسْتَحَبُّ
لِلصَّائِمِ أَنْ يَدْعُوَ فِي حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا
لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ"(المجموع (6/ 375) .
ويؤكد الاستحباب
الدعاء عند الإفطار، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل:"إذا صام ثم أفطر
قال:"اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت"(أبوداود).. وعن ابن عمر: كان النبي صلى
الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى"(الحاكم
وصححه).
ويستحب للصائم
عند الإفطار أن يكون في حال مناجاة لله تعالى بالدعاء والذكر، فمن المعتاد أن آخر نهار
الصوم يكون موعداً للاستعداد للإفطار وتجهيزه، لكن لا ينبغي للصائم أن يهدر جميع وقته
في الاشتغال بالمباحات، بل هكذا وهكذا، فيبدء بتجهيز ما يحتاجه قبل وقت المغرب بزمن
يتمكن فيه من القيام بمهام أخرى،فيتوضئ ويغتسل ثم يقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم،ويتفرغ
للاشتغال بالله بالدعاء والمناجاة والابتهال، فيسأل من الله الجنة ويستعيذ به من النار،
وأن يتقبل منه عمله، ويكثر من الدعاء والاستغفار، ،
لقوله صلى الله
عليه وسلم:"إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد"( ابن ماجه).وكان ابن عمرإذا
أفطر يقول:"اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء اغفر لي"(ابن ماجه)..
عباد الله:"
ويستحب أن يفطر الصائم لما روى أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ
مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا"(الترمذي).ويحصل بما يفطر به الصائم ولو على تمرة
أو شربة ماء أو لبن.
قال الماوردي:"إن بعض الصحابة قال: يا رسول الله،ليس كلنا يجدما يفطر الصائم،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله تعالى هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن".وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم ..