recent
أخبار عاجلة

خير الناس للناس من تعلم القرآن وعلمه الدرس السابع

 


خير الناس من تعلم القرآن وعلمه

 الدرس السابع

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

فلازلنا بصدد الحديث عن خير الناس للناس  وخيرهم اليوم هوصاحب القرآن كما قال

 صلي الله عليه وسلم :"خيرُكم من تَعلَّمَ القــرآنَ وعلَّمَه"(الترمذي).

نعم إن من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه تعالى تلاوة كتابه وحفظه وتدبره،فالله تعالى

 أمرنبيه صلى الله عليه وسلم بتلاوة ما أُنزل إليه فقال:"ورتّل القرآن ترتيلاً"(المزمل/4).

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوته كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء"(ابن حبان).

، والتلاوة لكتاب الله تورث الدرجات العالية في الجنة كما قال صلي الله عليه وسلم :"

 يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية

 تقرؤها"(أبوداود والترمذي).

ومن تأمل هذا علم أن خير الناس من عاش مع القرآن متعلماً ومعلماً كما روى عنه

 صلى الله عليه وسلم قال :"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"(أبوداود والترمذي).

قال أبو عبد الرحمن السلمي راوي الحديث عن عثمان:"فذاك الذي أقعدني مقعدي، فكان يعلم القرآن من زمن عثمان إلى زمن الحجاج.

ومعنى هذا أن خير الناس من أقبل على تعلم القرآن حفظاً وتلاوة وتدبراً، وعلَّمه غيره

 حفظاً وتلاوة وتدبراً، وهذه الخيرية مطلقة لأنها تتعلق بكلام الله، وخير الكلام كلام الله ،

 والجامع بين تعلُّم القرآن وتعليمه مُكمِّل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر والنفع

 المتعدّي، ولهذا كان أفضل؛ وهو من جُملة من عنى سبحانه وتعالى بقوله :"ومن

 أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين"(فصلت/ 33).

وهذه الخيرية يستحقها العبد في الدنيا وفي القبر، وفي الآخرة، أما في الدنيا فلحديث

 أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يؤم القوم

 أقرأهم لكتاب الله فإن كانت قراءتهم سواء، فليؤمهم أقدمهم هجرة"(ابن ماجه).

وكان يزوج الشباب بما معهم من القرآن فعن سهل بن سعد قال:"كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى

 اللهُ عليه وسلَّمَ جُلُوسًا، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عليه، فَخَفَّضَ فِيهَا النَّظَرَ ورَفَعَهُ،

 فَلَمْ يُرِدْهَا، فَقالَ رَجُلٌ مِن أصْحَابِهِ: زَوِّجْنِيهَا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: أعِنْدَكَ مِن شيءٍ؟ قالَ:

 ما عِندِي مِن شيءٍ، قالَ: ولَا خَاتَمٌ مِن حَدِيدٍ؟ قالَ: ولَا خَاتَمٌ مِن حَدِيدٍ، ولَكِنْ أشُقُّ

 بُرْدَتي هذِه فَأُعْطِيهَا النِّصْفَ، وآخُذُ النِّصْفَ، قالَ: لَا، هلْ معكَ مِنَ القُرْآنِ شيءٌ؟ قالَ:

 نَعَمْ، قالَ:"اذْهَبْ فقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بما معكَ مِنَ القُرْآنِ"(البخاري).

وأما في القبر، فلما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:"كان النبي صلى الله

 عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذا

 للقرآن، فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد"(البخاري).

وعن ابن عباس قال:"ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم خباءه على

 قبروهو لا يحسب أنه قبرفإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى

 ختمها،فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"يا رسول الله إني ضربت خبائي على

 قبروأنا لا أحسب أنه قبرفإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الملك حتى ختمها.فقال رسول

 الله صلى الله عليه وسلم:"هي المانعة،هي المنجية تنجيه من عذاب القبر"(الترمذي).


وأما في الآخرة، فروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يقال لصاحب القرآن اقرأ

 وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخرآية تقرأ بها"(أبو داود الترمذي).


وخير الناس القاريء للقرآن علم أن للقرآن شفاعة كما أن للصيام شفاعة فواظب علي

 تلاوته في كل وقت وحين ولاسيما وهوصائم حتي ينال شفاعة القرآن والصيام لقوله

 صلي الله عليه وسلم :"الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ : أَيْ رَبِّ ! إني

 مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ : مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ،

 فشَفِّعْنِي فيه ؛ فيَشْفَعَانِ"(أحمد والحاكم).

فيمثل هذا الحديث بيان شرف القرآن وفضل تعلمه وتعليمه، كما فيه بيان أن أفضل

 العلوم ما كان له صلة بهذا القرآن، وهو أيضا دليل على فضل حامل هذا القرآن، متعلما

 كان أو معلما إذا كان عاملاً بما فيه، ومخلصاً في تعلمه وتعليمه.فخير الناس من تعلم

 القرآن وعلمه للناس

وخير الناس يحافظ علي تلاوة ورده ولو كل يوم صفحة حتي لايعرض نفسه لملامة الرسول صلي الله عليه وسلم يوم القيامة:" وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا

 الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"(الفرقان/30).

قال صلي الله عليه وسلم :" مَن قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ منَ الغافلينَ، ومن قامَ بمائةِ آيةٍ

 كُتِبَ منَ القانتينَ، ومن قرأ بألفِ آيةٍ كُتِبَ منَ المقنطِرينَ"(أبوداود).

نعم خير الناس للناس علم أن القرآن كرامة للوالدين في الجنة فواظب علي قراءته والعمل به لقوله صلي الله عليه وسلم :" من قرأ القرآن، وتعلمه، وعمل به، ألبس

 والداه يوم القيامة تاجاً من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا

 تقوم بهما الدنيا! فيقولان: بم كسينا؟! فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. "(الحاكم وقال: هذا حديث

 صحيح على شرط مسلم. الترغيب والترهيب: حسن لغيره)..

نعم خير الناس للناس صاحب القرآن المحافظ علي تلاوته العامل بماجاء فيه المتمسك

 بأحكامه..

اللَّهـُمَّ إَجْعَلَ الْقُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنا وَنُورَ صُدُورِنَا وَجَلاَءَ أَحْزَانِنَا وَذَهَابَ هُمُومِنَا

 يارب العالمين

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent