recent
أخبار عاجلة

دروس في الفقه - الدرس الثاني | من يرد الله به خيراً يفقه في الدين



دروس في الفقه  - 

الدرس الثاني |  من يرد الله به خيراً يفقه في الدين 

الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله أمابعد فياعباد الله

لازلنا نواصل الحديث حول من يرد الله به خيراً يفقه في الدين وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن الفقه لغة واصطلاحاً ومدي حاجة الناس إليه ووعدنا أن نتحدث  عن المذاهب الفقهية وعددها ؟

والمذاهب الفقهية المعتمدة التي هي مذاهب أهل السنة والجماعة أربعة لا خامس لها ، أذكرها مرتبة :

1- المذهب الحنفي.

2- المذهب المالكي .

3- المذهب الشافعي.

4- المذهب الحنبلي .

يجب على كل مسلم أن يحفظ هذه الأسماء الأربعة ، و أي مذهب آخر غير هذه المذاهب يكون خاطئا ، مثل الشيعة والإثناعشرية والأبايضة وغيرها كثير جدا ، يجب الإنتباه لها والحذر منها لأنها مثل السم ، تفسد العقيدة والعياذ بالله .

ما السبب الذي يجعل المذاهب الأربعة هي فقط الصحيحة والبقية خاطئة ؟

1- لأن المذاهب الأربعة تعتمد على نص من الكتاب الكريم القرآن العظيم ، والسنة النبوية المطهرة ، ومنهما نستمد عقيدتنا نحن المسلمين ، وأي شيء آخر غيرهما باطل.

2- لأن الإختلاف بين مذاهب أهل السنة والجماعة ( يعني المذاهب الأربعة ) بسيط ولا يؤثر وهو في أداء العبادات وليس في العقيدة ذاتها .

فمثلا:

هناك إختلاف بين المذاهب في وضع الكفين على الصدر أو إسدالها في الصلاة ، ولكن جميع المذاهب تحترم أم المؤمنين عائشة الطاهرة العفيفة زوجة الحبيب عليه الصلاة والسلام رضي الله عنها ، وكل المذاهب تحرم سب الصحابة بينما هو أصل عند الشيعة والإثناعشرية ، يعني الشيعة والإثناعشرية يبيحون سب الصحابة وهذا يخالف سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام عندما قال:

 ( لا تسبوا أصحابي )

إذن ما يهمني من هذه النقطة هو أن نحفظ أسماء المذاهب الأربعة بالترتيب وسبب صحتها.

نبذة بسيطة تعريفية بالمذاهب الفقهية الأربعة ، مذاهب أهل السنة والجماعة:

1- المذهب الحنفي

هو أول مذهب ظهر ، وهذا لا يعني عدم وجود الفقه قبل ذلك ، ولكن ، كان الناس عندها قريبون من الصحابة ويستطيعون السؤال بسهولة عن أي أمر، ثم بعد إتساع رقعة البلاد الإسلامية وصعوبة الوصول للصحابة لأخذ حكم الشرع في مسألة فقهية ، تم تدوين الفقه وكتابته.

سبب تسمية المذهب بهذا الإسم :

نسبة إلى: أبو حنيفة ، النعمان بن ثابت ، المتوفى سنة 150هـ.

ينتشر المذهب في مصر – سوريا – تركيا – الهند .

2- المذهب المالكي

نسبة إلى : مالك بن أنس الأصبحي ، المتوفى سنة 179هـ.

ينتشر المذهب في: المغرب – الجزائر – تونس – ليبيا

3- المذهب الشافعي

سبة إلى : الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، المتوفى سنة 204هـ

ينتشر مذهبه في: اليمن – بعض مصر – فلسطين – السودان.

4- المذهب الحنبلي

نسبة إلى : الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ، المولود في بغداد سنة 164هـ ، كان إماما في الحديث والفقه ، زاهدا ورعا ، وموقفه من فتنة القول بخلق القرآن يسطر بمداد من ذهب حتى قيل : لقد أعز الله الدين بإثنين لا ثالث لهما : أبو بكر الصديق يوم الردة ، وأحمد بن حنبل يوم الفتنة (يقصد بها فتنة القول بخلق القرآن ).

ظهر المذهب في بغداد ، وانتشر في السعودية و بعض دول الخليج وأجزاء من مصر والشام ، ولولا أن الملمسن  إعتمدته مذهباً لكان إندثر .

من أشهر مؤلفاته:

1- المسنـِد

كتاب في الحديث ، جمع فيه 30 ألف حديث .

2- كتاب الناسخ و المنسوخ.

3- كتاب الزهد.

توفي في بغداد سنة 241هـ ، وكانت جنازته مشهودة .

ما يهمنا من هذه النقطة أن نحفظ أسماء أصحاب كل مذهب .


 ما الحكمة من تعدُّد المذاهب في الإسلام؟


تعدُّد المذاهب الإسلاميّة يطول الحديث عن أسبابه وحكمته، لكن يمكن أن نقول باختصار: إنّ المذاهب الإسلاميّة هي مناهج في فهم نصوص الكتاب والسنة، "وكلهم من رسول الله ملتمس"، والبحث في أقوال المذاهب ومقارنة بعضها ببعض، هو دأب العلماء المختصين منذ أمد بعيد، وكل باحث يترجح له قول يعمل به ويفتي به غيره، ولا غضاضة على الإسلام في تعدد المذاهب، بل هو علامة على حرية الفكر، وسعة الأفق لدى علماء المسلمين، 

أما التنازع بين أتباع المذاهب فليس من خُلق السلف الصالح، وهو من ضيق الأُفق، وقول بعضهم عند - عقد الزواج - : (زوّجتك فلانة على مذهب الإمام أبي حنيفة)؛ فهذا يريدون به أنه إذا حصل نزاع بين الزوجين يحكم فيه مذهب أبي حنيفة، والواقع أن عدم ذكر هذه العبارة أولى؛ لأن النزاع يُفصل به وفق قانون الأحوال الشخصية، وهو مأخوذ من عدة مذاهب.

ويجب التنويه إلى أن الأمور الأساسية لا خلاف فيها بين المذاهب الإسلامية، مثل: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وحجيّة الكتاب والسنة، ووجوب الصلاة، وعدد ركعاتها، ووجوب الصيام، وشهْرُه... إلخ، والخلاف هو في الفروع فقط مثل نقض الوضوء بلمس المرأة، وتحريك السبابة عند التشهد في الصلاة، وجواز أكل الضبع، والكثير من المسائل غير العملية.

وغير المتخصص بالعلوم الشرعية عليه أن يسأل العلماء الموثوقين، ثم يعمل بقولهم.

وعلى طالب العلم أن يهتم بالمسائل العملية التي تجمع شمل المسلمين، وقد قيل (من كثُر علمه قل اعتراضه) ومن قلة العلم الاهتمام بالخلافيات وسرعة الاعتراض على الآخرين.

"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الحياة العامّة / فتوى رقم/43)

google-playkhamsatmostaqltradent