recent
أخبار عاجلة

الدرس الثالث عشر | مباحات الصيام

 


الدرس الثالث عشر | مباحات الصيام

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فياعباد الله..

حديثنا إليكم اليوم عن ما يباح للصائم فعله ولايبطل الصوم..ومنها:"

 السِّواكُ للصَّائِم ومعجون الاسنان فيباح  للصَّائِمِ استعمالُ السِّواكِ في أيِّ وقتٍ، سواءٌ كان قبل الزَّوالِ أو بعد الزَّوالِ، وهذا مَذهَبُ الحنفيَّة وهو قولٌ للشَّافعيِّ، وروايةٌ عن أحمد،وبه قالت طائفةٌ مِن السَّلَف ، واختارَه ابنُ تيميَّة، وابنُ القيِّم ، والشَّوكانيُّ وغيرهم

عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال:"السِّواكُ مَطهرةٌ للفَمِ، مَرضاةٌ للربِّ"(البخاري) .

وعن عبدالله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم :"ما لا أعد وما لا أحصي يستاك وهو صائم"(أحمد).

ووجهُ الدَّلالة في ذلك :

أنَّه إذا كان السِّواكُ مَرضاةً للرَّبِّ؛ فمَرضاةُ اللهِ مَطلوبةٌ دائمًا، وفي كلِّ وقتٍ دُونَ استثناءٍ،وإذا كان مَطهرةً للفَمِ؛فإنَّه يتأكَّدُ في حقِّ الصَّائِمِ أكثرَ مِن غَيرِه؛ لحاجَتِه إلى تطهيرِ الفَمِ وتَخفيفِ أثَرِ الخُلوفِ..

ويباح للصائم  الاكتحال، حتى ولو وجد طعم الكحل فى حلقه والتقطير فى العين، حتى ولو وصل إلى الحلق لأن العين ليست بمنفذ إلى الجوف.عن عائشة رضي الله عنها:"أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتحل في رمضان وهو صائم"( ابن ماجه والنسائي).

وعن أنس قال:"قال رجل للنبي صلي الله عليه وسلم:"اشتكت عيني أفأكتحل وأنا صائم قال نعم"(الترمذي).

ويباح للصائم الاغتسال؛ لما روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"كان يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ مِنَ الْعَطَشِ أو مِنَ الْحَرِّ"(أحمد وأبوداود).

ويباح له الحقن عن طريق الجلد سواء كان فى العضل أو فى الوريد، بخلاف الحقنة الشرجية ففيها خلاف قال البعض إنها مُفَطِّرَة، وعند المالكية أنها مكروهة فقط فلا يجب القضاء عندهم بالحقنة الشرجيَّة.اما جميع الحقن في الوريد أو في غيره فهي جائزة..

ويباح له النَّوم ولو استغرق جميع النهار، بشرط أن لا يتعمد تضييع الصلوات فإن ذلك حرام.

وبَلْع ما لا يمكن التحرز عنه كالريق، وغبار الطريق، كما يُباح شَمُّ الروائح الطيبة..

8- ويباح للصائم المضمضة والاستنشاق بغير مبالغة. ويباح له تذوق الطعام إذا لم يبلعه، وأن يشم الطيب والبخور، فعن لقيط بن صبرة قال قال  النبي صلى الله عليه وسلم:"أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الاِسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا"(أبوداود والترمذي).

كذلك الحجامة وهي أخذ الدم من الرأس وكذلك الفصد وهو أخذ الدم من أي عضو في البدن.

عن ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلي الله عليه وسلم :"احتجم وهو مُحْرِمٌ،واحتجم وهو صائمٌ"(البُخاري).

ويباح للصائم القيء غير المتعمد لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ أي:غلبه- فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ ،وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ"(أحمد وأبوداود).

 ويجوز للصائم الإصباح علي جنابة فيباح للصائم أن يصبح جنبا وكذا الحائض والنفساء إذا انقطع الدم من الليل جاز لهما تأخير الغسل إلي الصبح. عن نافع قال سألت أم سلمة عن الرجل يصبح وهو جنب يريد الصوم، قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من الوقاع لا من احتلام ثم يغتسل ويتم صومه"(صحيح)

فلا يدل الحديث المذكور لا من قريب ولا من بعيد على تركه صلى الله عليه وسلم لصلاة الصبح، إذ وكيف يصدر مثل هذا منه صلى الله عليه وسلم مع عصمته من جميع المخالفات الشرعية، فالغاية من الجديث أنه صلى الله عليه وسلم لم يغتسل من الجنابة إلا بعد طلوع الفجر،وليس هناك إشكال في هذا، فالاغتسال أو الوضوء للصلاة لم يقل أحد بوجوبه قبل دخول وقت الصلاة، بل الواقع أنه صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا ثم يغتسل بعد طلوع الفجر، ويؤم الناس في صلاة الصبح.

كذلك يباح القبلة للشيخ وليس الشاب وعلي العاقل أن يتجنبها حال صيامه فعن أبي هريرة أن رجلاً سأل النبي صلي الله عليه وسلم عن المباشرة أي القبلة للصائم فرخص له وأتاه أخر فسأله فنهاه فإذا الذي رخص له كان شيخاً والذي نهاه كان شاباً"(أبوداود والبيهقي).

فترخيص النبي صلي الله عليه وسلم بالقبلة إنما كان لشخص كبير السن ويستطيع أن يضبط نفسه في الوقوع فيما هو أشد من القبلة.. عن عائشة أم المؤمنين كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهوصَائِمٌ،وكانَ أمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ"أي لشهوته"(البخاري)..وقد اتفق الفقهاء علي أن القبلة لاتبطل الصوم إلا إذا حصل الإنزال فإنها تبطله.

وكذا الاحتلام:"ومن احتلم أي رأي في المنام أنه يجامع فأنزل فلاشيء علي صيامه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ثلاثة لا يفطرن الصائم:القيء والحجامة والاحتلام"(الترغيب والترهيب والدار قطني).

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ وَلَا مَنْ احْتَلَمَ وَلَا مَنْ احْتَجَمَ ..."(أبوداود).هذا والله أعلم

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم ..

google-playkhamsatmostaqltradent