recent
أخبار عاجلة

دورالأئمة في وحدة الأمة | لفضيلة الشيخ عبدالناصر بليح

دورالأئمة في وحدة الأمة | لفضيلة الشيخ عبدالناصر بليح

الحمد الله رب العالمين الذي جعل الشريعة هدي للناس ورحمة وجعلها طريقاً واضحاً لسعادة الدارين في الدنيا والأخرة .. يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركـا فيـه .. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، مـن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلـى آلـه وصحبهأجمعين . أما بعد:

فيقول الله  تعالى:"وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ"(الأنبياء: 73).

  تاريخ الأمة الإسلامية ليدعو إلى الفخر والاعتزاز ؛ إذ لم تكن هذه الأمة بشرعها وتراثها ومنها العليا ومبادئها العظيمة عاجزة عبر هذا التاريخ الطويل عن إيجاد الحلول المناسبة الناجحة لكل ما يطرأ على المجتمع الإسـلامـي مـن انحرافات أو ظواهر دخيلة عليه . فهي أمة قادرة على حسن قيـادة الـشعوب وسيادة الأمن في المجتمع ، وتملك قلوب الناس بحسن سياستهم والقدرة علـى تدبير أمورهم وحمايتهم من الرذائل والجرائم بأنواعها .

وقد يتساءل الانسان لماذا الحديث عن الوحدة الاسلامية ودور الائمة في حفظ الدين. عندما نرجع الى أبسط إنسان ونسأله عن وجود الله فهل يشكك؟ هناك ألاف الكتب تنفي وجود الله، أو وجود إله بدون قدرة أو دور، مع أن وجود الله من البديهيات المسلم بها .

وهناك أمور بديهية كثيرة نرى أنها تصل أحياناً إلى مسألة معقدة بحيث تحتاج إلى الدليل والبرهان ومن هذه الأمور: الوحدة الإسلامية.

وأمتنا الإسلامية لها فضل السبق على غيرهـا فـي تهيئـة الحيـاة الفاضـلة المتحضرة ؛ إذ ديننا يدعو إلى التقدم والتعلم في سائر الجوانب التي تخدم الحياة الإنسانية ، ويحافظ على مقدراتها ، وهذا الدين قد أقام أرقى حـضارة عرفتهـا الإنسانية حتى اليوم . فما أحرانا أن نعود إلى هذا الدين لننهل من معينه ؛ لأنـه دين يقوم على العلم والخلق معاً ، وليس على العلم المادي المجرد عن السمو الأخلاقي وسوء الطباع.

وبالنظر إلى غايات الشريعة الإسلامية نجد أن هذه الشريعة جاءت لتحقيـق غايات نبيلة وجليلة في مقدمتها تعبيد الناس لرب الناس ، وتكوين مجتمع صالح نبيل خال من الانحرافات والضلالات ، مستقيم على منهج الله - تعالى - فـي سائر شؤونه. 

وقد وضعت هذه الشريعة الوسائل الوقائية والعلاجية للانحرافات . فإذا ما اقترف أحد أفراد المجتمع أمرا يفسد على هذا المجتمع صـحته ونقـاءه ويشق صفه ويضعف وحدته .

فإن الشريعة قد حملت بقيـة الأفـراد مسؤولية المحافظة على دينهم ومجتمعهم ، وأن يتخذوا الوسائل والأساليب الكفيلـة بمحاربة هذا الفساد واقامة ما أعوج .

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

google-playkhamsatmostaqltradent